سياسة دولية

احتدام معارك بوسط وشرق أوكرانيا.. وخسائر روسية بـ"القرم"

أكد الجيش الأوكراني تدمير 9 طائرات حربية روسية خلال انفجارات ضخمة في قاعدة "ساكي"- دفاع أوكرانيا تويتر
أكد الجيش الأوكراني تدمير 9 طائرات حربية روسية خلال انفجارات ضخمة في قاعدة "ساكي"- دفاع أوكرانيا تويتر

تستمر الحرب الروسية على أوكرانيا في حصد المزيد من الضحايا في مناطق مختلفة بالبلاد، فيما تتهم موسكو قوات كييف بالتصعيد في بعض المناطق منها زابوريجيا وإقليم دونباس.

 

وأسفرت ضربات روسية عن مقتل 14 مدنيا ليل الثلاثاء والأربعاء معظمهم في منطقة دنيبروبتروفسك في وسط شرق أوكرانيا، بحسب السلطات المحلية.


وأدى هجوم روسي في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء، على منطقة دنيبروبتروفسك إلى مقتل 13 شخصا وجرح 11 آخرين بينهم خمسة في حالة خطرة، في هذه المنطقة الآمنة نسبيا التي ينقل إليها المدنيون من دونباس الواقعة شرقا وتشكل مركز الهجوم الروسي.


وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، فالنتين ريزنيتشنيكو، في حسابه على تطبيق تليغرام: "أمضينا ليلة مروعة.. من الصعب جدا إخراج الجثث من تحت الأنقاض".


وأضاف الحاكم أن هذا الهجوم الروسي الذي نفذ براجمات صواريخ غراد استهدف بلدة مارغانيتس مقابل محطة الطاقة النووية الأوكرانية زابوريجيا على الضفة الأخرى لنهر دنيبرو، وقرية فيتشيتاراسيفكا. 


وتابع: "ثمانين صاروخا أطلقت عمدا وبخبث على أحياء سكنية بينما كان الناس نائمين في منازلهم".

 

ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي مساء الأربعاء، إن "القوات الأوكرانية وأجهزة الاستخبارات والشرطة لدينا سترد على الهجوم الروسي في مارغانيتس".

 

انفجارات بشبه جزيرة القرم

 

وفي سياق غير منفصل، قال سلاح الجو الأوكراني، الأربعاء، إن 9 طائرات حربية روسية دمرت خلال سلسلة الانفجارات الضخمة التي شهدتها قاعدة "ساكي" الجوية في شبه جزيرة القرم، وسط تكهنات بأن الانفجارات كانت نتيجة هجوم أوكراني من شأنه أن يمثل تصعيدا كبيرا في الحرب.


ونفت روسيا إصابة أي طائرة بأضرار في تفجيرات، الثلاثاء، أو وقوع أي هجوم، فيما امتنع المسؤولون الأوكرانيون عن إعلان مسؤوليتهم عن الانفجارات علنًا، وفق ما نقلته وكالة أسوشييتد برس.

 

من جانبها ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس، أن 8 طائرات حربية روسية على الأقل "تضررت أو دمرت بالكامل" في هجوم على قاعدة ساكي الجوية في شبه جزيرة القرم.

وأوضحت الصحيفة أن صورا حديثة التقطتها الأقمار الصناعية، أظهرت تدمير عدد من الطائرات الحربية في القاعدة العسكرية، على عكس المزاعم الروسية بعدم تعرض أي منها لأضرار.

 

وفي السياق ذاته، قال الزعيم الإقليمي لشبه جزيرة القرم، سيرغي أكسيونوف، إن نحو 250 شخصا نُقلوا إلى مساكن مؤقتة بعد أن لحقت أضرار بعشرات المباني السكنية.


وأكد الجيش الروسي أنه لم يكن هناك إطلاق نار أو قصف وراء هذه الانفجارات التي أبلغت عنها أولا سلطات شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من جانب واحد عام 2014.

وقال زيلينسكي الأربعاء إن الجيش الروسي فقد الثلاثاء وحده "10 طائرات، 9 منها في شبه جزيرة القرم"، مضيفا أن الروس "فقدوا أيضا مدرّعات ومستودعات ذخيرة وطرق إمداد".

 

قتلى وجرحى في بخموت


إلى ذلك، قُتل 6 أشخاص على الأقلّ وجرح 3 آخرون، الأربعاء، في ضربات روسية على مدينة بخموت القريبة من جبهة القتال في الشرق الأوكراني، وفق وكالة فرانس برس نقلا عن حاكم المنطقة.


وقال حاكم بخموت، بافلو كيريلنكو على "تليغرام" أن "الروس قصفوا المدينة براجمة صواريخ طالت حيّا سكنيا". 


و"تعرّضت 12 بناية سكنية لأضرار واندلعت النيران في 4 مبان"، بحسب المعلومات الأولية، وفقا لحاكم المنطقة.

 

اقرأ أيضا:  زيلينسكي: الحرب بدأت من احتلال القرم ويجب أن تنتهي بتحريرها

"منطقة في خطر"


وفي منطقة زابوريجيا المجاورة التي تسيطر عليها القوات الروسية جزئيًا تحدث الحاكم الأوكراني أولكسندر ستاروخ على تليغرام عن غارة روسية أدت إلى مقتل شخص يبلغ 52 عامًا.


وقال ستاروخ إن "أربعة صواريخ أطلقت" على قرية كوشوغوم صباح الأربعاء، مضيفا أن "أربعة منازل خاصة دمرت تماما وعشرات المنازل لم يعد لها أسقف أو نوافذ وقطعت إمدادات الغاز والكهرباء".


ومن جهتها، علقت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الأربعاء، على الوضع قرب محطة زابوريجيا لتوليد الكهرباء وهي الأكبر في أوروبا.


وقالت مجموعة السبع في بيان: "نطالب بأن تعيد روسيا على الفور إلى مالكها الشرعي أوكرانيا، السيطرة الكاملة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية".

 

وأضافت أن "سيطرة روسيا المستمرة على المصنع هي التي تعرض المنطقة للخطر".


وتشكل محطة زابوريجيا محور اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف إذ يؤكد كل منهما أن الطرف الآخر قصف المنشآت النووية الأسبوع الماضي، من دون أن يتمكن أي مصدر مستقل من تأكيد ذلك.

 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الخميس لمعالجة الأزمة المحيطة بمحطة زابوريجيا، كما ذكرت مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن الاجتماع يأتي تلبية لطلب من روسيا.


من جانبها، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن مديرها العام رافايل غروسي الذي يعتبر أن وضع المحطة "خطير جدا" سيبلغ مجلس الأمن "بالوضع من حيث الأمان والسلامة النووية" في المجمع وفقا لبيان.

 

الموت بشكل طبيعي


تواصل القصف الأربعاء في دونباس أيضا في منطقة دونيتسك حيث تعرضت بلدة سوليدار لضربات بلا توقف. وتحاول القوات الروسية حاليا إخراج الجيش الأوكراني منها للتقدم نحو بلدة بخموت المجاورة الأكبر.


وفي منتصف اليوم، استهدف قصف روسي هذه البلدة، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين.

 

وبحسب حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو، فإن "الروس قصفوا المدينة بقاذفات صواريخ متعددة وأصابوا منطقة سكنية.. ووفق المعلومات الأولية، فإنه تضرر 12 مبنى سكنيا واشتعلت النيران في أربعة".


من جهتها، أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أنه "خلال الثلاثين يوما الماضية، كان الهجوم الروسي على مدينة بخموت أفضل محور تقدم لها في دونباس، لكنها في تلك الفترة لم تتمكن إلا من التقدم 10 كيلومترات فقط".


وأضافت: "في مناطق أخرى من دونباس حيث كانت روسيا تحاول تحقيق اختراق، لم تكتسب قواتها أكثر من ثلاثة كيلومترات خلال فترة الثلاثين يوما هذه، وذلك بالتأكيد هو أقل بكثير مما كان متوقعا".


في بلدة سوليدار التي كانت تضم حوالي عشرة آلاف نسمة قبل الحرب، لم يغامر سوى عدد قليل من السكان بالخروج إلى الشوارع المليئة بالحفر التي تصطف على جانبيها المحلات التجارية المغلقة أو المدمرة والمباني ذات النوافذ المحطمة، بحسب فرانس برس. 


وأدت نيران المدفعية والغارات الجوية إلى تصاعد الدخان الأسود والأبيض فوق المدينة.

 

من جانبها، قالت قيادة قوات دونيتسك الموالية لروسيا، إن أربعة مدنيين لقوا مصرعهم وأصيب 21 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة قصف الجيش الأوكراني لأراضي المنطقة.


مغادرة 12 سفينة 

 

 في غضون ذلك، وجدت أول شحنة حبوب صدرتها أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير والتي كانت موجهة أساسا إلى لبنان ثم ألغيت بسبب تأخر عملية التسليم، مشتريا جديدا في تركيا، وفق ما أورد موقع "ميدل إيست آي" المعلوماتي.


ووصلت سفينة الشحن رازوني التي ترفع علم سيراليون والتي أبحرت من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود في الأول من آب/ أغسطس وهي تحمل 26 ألف طن من الذرة، إلى ميناء مرسين التركي الأربعاء، بحسب مواقع تتبع الحركة البحرية.


ووقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقين منفصلين في 22 تموز/ يوليو صادقت عليهما تركيا والأمم المتحدة، للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية الذي أعاقته الحرب، والمنتجات الزراعية الروسية رغم العقوبات الغربية.


وبموجب هذا الاتفاق "غادرت 12 سفينة الموانئ الأوكرانية وعلى متنها منتجات زراعية متوجّهة إلى سبع دول، فيما رست سفينتان أخريان للتحميل" بحسب ما أفاد به رئيس هيئة الموانئ الأوكرانية أوليكسي فوستريكوف على فيسبوك الأربعاء.

 

التعليقات (0)