سياسة تركية

رسالة ودية من أردوغان للمصريين.. هل يستجيب السيسي؟

وسائل إعلام مصرية تناقلت تصريحات أردوغان- الأناضول
وسائل إعلام مصرية تناقلت تصريحات أردوغان- الأناضول

وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة ود هامة إلى الشعب المصري، داعيا لإزالة أي خلاف مع المصريين، وهي الرسالة التي تناقلتها على نطاق واسع الصحف والمواقع المصرية المملوكة للشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، والمملوكة للمخابرات المصرية.

وفي الخبر الذي نقلته صحف "الأهرام"، و"الأخبار"، و"اليوم السابع"، و"الوطن"، و"مصراوي"، و"البوابة نيوز"، وغيرها، قال أردوغان: "تجمعنا بالشعب المصري أخوّة، لا يمكن أن يكون بيننا وبين الشعب المصري خلاف، لهذا نحتاج إلى إقامة هذا السلام في أسرع وقت ممكن".

وعن تطور علاقات أنقرة والقاهرة، وخلال عودته من زيارة لأوكرانيا الخميس، وبحسب ما نقلته وكالة "الأناضول"، أكد أن "العلاقات على المستوى الرفيع ليست في مكانها المطلوب حاليا".

ودعا الرئيس التركي لمواصلة "العمل على المستوى الوزاري" بين القاهرة وأنقرة، مضيفا: "ومن ثم نأمل أن نتخذ خطوة أخرى بأفضل الطرق نحو المستويات الأعلى"، لافتا إلى ما يجري من مباحثات بين الجانبين في أنقرة والقاهرة منذ آذار/ مارس 2021.


والأسبوع الماضي، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن رغبة أنقرة في أن تكتسب علاقاتها مع القاهرة الزخم نفسه الذي حصل مع أبوظبي والرياض، اللتين استعادتا علاقاتهما مع تركيا بشكل كبير.

وعلى مدار نحو عام ونصف تجري مباحثات بين الجانبين بدأت بتواصل مخابراتي، ثم على مستوى وزارتي الخارجية، وكان لمصر بعض المطالبات مثل وقف بث الفضائيات المعارضة من إسطنبول، وإبعاد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بحسب مراقبين.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يتحدث عن مستقبل علاقة تركيا مع مصر.. ماذا قال؟

القاهرة شهدت في أيار/ مايو 2021، حضور وفد تركي، لتستقبل أنقرة في أيلول/ سبتمبر 2021، وفدا مصريا، ليتكلل الأمر بزيارة اقتصادية لوزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي في حزيران/ يونيو الماضي والمشاركة بالاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بمدينة شرم الشيخ المصرية.

"إصرار تركي"

وفي قراءته لدلالات رسالة أردوغان الودية إلى الشعب المصري، أكد القيادي في حزب "البناء والتنمية" المصري، خالد الشريف أن "تركيا حريصة على عودة العلاقات مع مصر، لأنها تعلم مكانتها الاستراتيجية والتاريخية وما يجمعهما من روابط ودين وتاريخ".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح الشريف أن "العلاقة تصبح ضرورية وسط تحالفات إقليمية ودولية جديدة وفي ظل إعادة تشكيل للخارطة العالمية".

وأكد أنه في ظل ذلك فإن "تركيا بقيادة أردوغان تسعى لتصفير المشاكل والأزمات، ومن بينها مصر والإمارات والسعودية وأنجزت ذلك مع الخليج، لكن نظام السيسي يماطل في المصالحة ويحاول ربطها بتسليم وطرد الإخوان من تركيا، وهذا ما ترفضه أنقرة".

ويرى السياسي المصري أن "رسالة أردوغان للشعب المصري دليل على حرصه على المصالحة رغم تعنت السيسي؛ وتأكيد أنه لن ييأس من محاولات المصالحة مع مصر مهما طال الزمن".

ويعتقد أن "نقل بعض وسائل الإعلام المصرية لتصريحات أردوغان، دليل واضح أن هناك تباينا في الإدارة المصرية حول المصالحة مع تركيا؛ فريق يرفض ويشترط للمصالحة، وآخر داعم للمصالحة".


وختم الشريف حديثه بالقول: "هناك مصالح مصرية تركية مشتركة يجب إنجازها، وهذا يحتم المصالحة، منها غاز شرق المتوسط، وترسيم الحدود البحرية، والتوافق على أوضاع ليبيا، والتفاهم وتنسيق الأوضاع في سوريا".

"تصفير المشكلات"

من جانبه يعتقد الباحث والأكاديمي المصري، محمد الزواوي، في حديثه لـ"عربي21"، أن "تلك التصريحات موجهة للداخل التركي أكثر منها للخارج باعتبار أنها لا تقدم جديدا للشعب المصري أو النظام في القاهرة".

وأضاف: "مع العد التنازلي للانتخابات في 2023، فإن هناك محاولة محمومة لتصحيح مسار السياسة الخارجية لأنقرة، وكذلك منع المعارضة من استغلال تلك الورقة للخصم من رصيد الرئيس التركي وحزبه، وهذا يجري على المسار السوري كذلك بمخاطبة نظام الأسد وفتح الباب أمام إجراء محاورات معه".

 

اقرأ أيضا: ما العائق أمام تقدم تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا؟

المحاضر بمعهد الشرق الأوسط بجامعة "سكاريا" التركية، أكد أن "رسائل أردوغان للقاهرة تتزامن مع رسالته إلى دمشق"، لافتا إلى أن "ذلك التعديل في مسار السياسة الخارجية التركية يحاول أن يعود لمرحلة ما قبل اضطرابات المنطقة العربية منذ 2011".

"ومحاولة للرجوع إلى تصفير المشكلات مع الجوار التركي، بالنظر إلى الخسائر التي مني بها الاقتصاد التركي نتيجة لتلك الأحداث، وما تلاها من اتخاذ مواقف أخلاقية مشروعة من المذابح التي جرت في كل من مصر وسوريا، ولكن ذات تكلفة عالية".

وأشار الزواوي، إلى أن "تصريحات الرئيس التركي الإيجابية تمحورت حول الشعب المصري في حين تحدث بتحفظ عن النظام، وقال إنه يأمل أن تنتقل العلاقات لمستوى أعلى من المستوى الوزاري، وهي تصريحات سبقتها إجراءات تركية أبرزها وقف البث الإعلامي لبعض قنوات المعارضة وأبرز ممثليها".

الأكاديمي المصري، يرى أنه "من الطبيعي أن تنقل وسائل الإعلام المصرية تلك التصريحات باعتبارها تمثل انتصارا للسياسة الخارجية المصرية والموقف الصلب تجاه تركيا منذ انقلاب 2013".


واستدرك بقوله: "لكن من ناحية القاهرة فحتى الآن لا توجد أية مغريات لنقل العلاقات إلى مرحلة أعلى بين الجانبين".

وأكد أن "المصلحة التركية تتمثل في الاستعانة بمصر في إعادة ترسيم الحدود البحرية شرق المتوسط، وكذلك محاولة الاستفادة من القاهرة باعتبارها معبرا بريا للتجارة التركية نحو أفريقيا وكذلك تعد مصر سوقا هامة للبضائع التركية".

"الجديد في الموقف"

من جانبه، يرى الباحث المصري محمد حامد، أن "العلاقات المصرية التركية محل سر ولا جديد فيها منذ تحسن العلاقات بالملف الليبي، ووجود جلسات تفاوض بين مصر وتركيا، وجولات مرة في أنقرة ومرة في القاهرة".

مدير "منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أكد بحديثه لـ"عربي21"، أن "العلاقات الاقتصادية على أعلى مستوى وتتوسع، ولكن دبلوماسيا لا يوجد تمثيل دبلوماسي ولم تحدث عودة للسفير هنا أو هناك".

 

اقرأ أيضا: وزير مالية تركيا يلتقي نظيريه القطري والإماراتي بمصر (شاهد)

وقال إن "هناك مستجدا جديدا حدث بالعلاقات المصرية التركية وهو التقارب مع الإخوان في ظل وجود حوار وطني بمصر، أو وجود مبادرات سعودية إماراتية، وفقا لتسريبات صحفية تتحدث عن عودة الإخوان دون العمل بالسياسة، وهو ما جاء بتصريح للقائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير".

حامد، أكد أنه "يمكن إجمال ما يحدث جديدا في ملف التقارب المصري التركي أن هناك مبادرة سعودية تركية بشكل أو بآخر لعودة الإخوان المسلمين للمشهد، أو تخفيف القبضة عنهم، كما يروج إعلاميا في مقابل تحسن العلاقات المصرية التركية".

ويرى أيضا أن "أي تقارب تركي سوري، يمهد بشكل أسرع إلى تقارب مصري تركي على صعيد أكبر، وذلك لأن الخلاف التركي السوري أكبر وأعظم من الخلاف المصري التركي".

 

التعليقات (1)
اسامة
الأحد، 21-08-2022 06:35 ص
طبيعة اخواننا في مصر انهم يركزون على من يعتلي سدة العرش عندهم ويعتبرون هذا في ثقافتهم اهم من الابتكار والتصنيع .. شجرة الدر اسست لهذا واكمله الملوك فيما بعد وتحديدا الملك فاروق .. الرئيس السيسي لا يناسبهم لذا تراه غير متفاعل مع شعبه وقراراته وتحديدا في علاقات مصر الخارجية لا تخضع لقرار الرئيس بل تخضع لقرارات خليجية ويرون ان من مصلحة مصر ان تبقى على خلاف مع دول لا تشعر دول الخليج تجاهها بطمأنينة