اقتصاد دولي

3 طرق تغير بها الشركات منتجاتها لإخفاء التضخم

امريكا  سلع كورونا اسواق جيتي
امريكا سلع كورونا اسواق جيتي
نشر موقع "ذا كونفرسيشن" تقريرا سلّط الضوء فيه على خطط الشركات لإخفاء التضخم الذي يهدد منتجاتها.

وذكر الموقع أن تضخم أسعار المستهلك في المملكة المتحدة قد تباطأ للمرة الأولى منذ ما يقرب من عام في آب/ أغسطس، فقد ساعد انخفاض أسعار البنزين في إبطاء المعدل الإجمالي، رغم أن أسعار المواد الغذائية تواصل الارتفاع بتسارع، وعلى الرغم من أن التباطؤ وصل إلى 9.9 بالمئة، من 10.1 بالمئة في تموز/ يوليو، إلا أن التضخم لا يزال قريبا من أعلى مستوياته منذ حوالي جيل.

ولفت الموقع إلى أن الأسواق تختلف اليوم كثيرا مقارنة بالسبعينيات؛ فقد شجعت شبكة الإنترنت وسلاسل التوريد المعولمة، المنافسة من مصادر متعددة، حيث لم يعد الناس مقتصرين على السلع والخدمات المتوفرة محليا. كما تعتمد الاقتصادات أيضا بشكل متزايد على الخدمات بدلا من السلع، بينما تغيرت تعريفات الإنفاق الأساسية مقابل الإنفاق التقديري، مبينا أن تغييرا رئيسيًا آخر حدث، وهو تحرير العديد من الخدمات الاحتكارية التي تقدمها الدولة منذ السبعينيات، وبغض النظر عما إذا كنت تعتقد أن هذا قد أفاد المجتمع أم لا، فإنه يتيح منافسة سعرية أكبر.

وأشار الموقع إلى أن هناك بعض التغييرات في المنتجات التي يمكن للشركات أن تقوم بها، في محاولة لضم التكاليف المتزايدة بهدوء إلى الأسعار، من بينها ما يلي:

"قيمة المنتجات"

أوضح الموقع أن مبيعات "العلامة الخاصة" بتجار التجزئة تميل إلى الارتفاع عندما ينخفض الدخل المتاح. وتماشيا مع ذلك، استجابت المحلات التجارية ومحلات السوبر ماركت للتضخم الأخير من خلال الترويج لنطاقات "أساسية" بأسعار منخفضة. وتعد المتاجر ذات العلامات التجارية أكثر ربحية بشكل عام لبائعي التجزئة من بيع المنتجات ذات العلامات التجارية للشركات المصنعة على أي حال، كما أن الأسعار المنخفضة للغاية تترك هامش ربح ضئيل جدّا.

وبحسب الموقع، فإن الترويج للمنتجات الفردية بأسعار منخفضة، يساعد تجار التجزئة على إعطاء تصور عن القدرة على تحمل التكاليف والقيمة الجيدة.

وأفاد الموقع بأنه قد لوحظ مؤخرا حرص تجار التجزئة على الظهور كأبطال يحاربون التضخم خلال مفاوضات التوريد الروتينية في العادة؛ ففي تموز/ يوليو، أدى الخلاف حول زيادة أسعار المنتجات بما في ذلك علب الفاصولياء المخبوزة، إلى قيام سوبر ماركت تيسكو بتجميد طلباته من شركة الأغذية هاينز.

وتابع الموقع قائلا؛ إنه سرعان ما تصدر مشهد مساحة على شكل هاينز على أرفف أحد المتاجر الكبرى في المملكة المتحدة العناوين الرئيسية، ويمكن القول إن الدعاية الناتجة كانت نتيجة مربحة للطرفين: كان يُنظر إلى تيسكو على أنها تناضل من أجل المستهلك، بينما أكدت هاينز قيمة منتجاتها المتميزة.

 "الانكماش"

وأوضح الموقع أنه خلال أوقات ضغوط التكلفة التضخمية، تمثلت الاستراتيجية الشائعة لمصنعي السلع الاستهلاكية سريعة الحركة، مثل الأطعمة المعبأة والمشروبات ومستحضرات التجميل، في الاحتفاظ بسعر المنتج مع تقليص محتوياته.

وأضاف أنه يمكن بعد ذلك عكس هذه العملية الهادئة التي غالبا ما تسمى "الانكماش" عندما تنخفض تكاليف المدخلات مرة أخرى، وذلك عندما تقوم الشركة المصنعة بالترويج بصوت عال لمنتج جديد أكبر بنسبة مئوية إضافية "مجانية".

وذكر الموقع أن الأسعار المرجعية (التي تسمح بإجراء مقارنات بين المنتجات المختلفة على أساس التكلفة لكل مبلغ) أصبحت أقل وضوحا الآن، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الترميز الشريطي قد حل محل الملصقات الفردية، التي تستمر في تذكير المستهلكين بالسعر بعد الشراء في كل مرة يتم فيها استخدام المنتج، إلا أن ظهور التسوق عبر الإنترنت قد مكّن المستهلكين من إجراء مقارنات خاصة بهم، فيمكن لبحث بسيط على الإنترنت أن يفضح بسهولة انكماش التضخم، من خلال السماح بإجراء مقارنات فورية للسعر لكل وحدة وزن / حجم.

"افعلها بنفسك"

وبين الموقع أن العديد من المنتجات التي نستهلكها ناتجة عن تضافر جهود المنتج والمستهلك، فمن الممكن أن تؤدي الضغوط التضخمية إلى قيام المستهلكين باستبدال خدمات المصنعين الباهظة الثمن بخدماتهم الشخصية بشكل أكبر. فعلى سبيل المثال، تقوم الشركات المصنعة للأثاث بالتقليل من ضغوط التكلفة على المنتج، وتمكّن المستهلكين من تحقيق التوفير من خلال القيام بأجزاء من عملية الإنتاج بأنفسهم.

وأشار إلى أن هذا الاتجاه نحو "الإنتاج المشترك"، أكثر وضوحا في الخدمات التي هي في الواقع أكثر هيمنة في الاقتصادات الوطنية اليوم مما كانت عليه في السبعينيات، وعلى سبيل المثال، الخدمات المصرفية، التي انتقل الكثير منها من الفروع إلى الإنترنت. مؤكدا أن الخدمة الذاتية، سواء طوعا أم لا، هي طريقة أخرى يمكن من خلالها تخفيف آثار التضخم.

التغيير الدائم

ويعتقد الموقع أنه من المرجح أن تظهر التغييرات طويلة الأجل في سلوك المستهلك؛ نتيجة لعوامل متعددة بدلا من مشكلة واحدة. ومن ثم فإن عواقب التضخم هذه المرة ستكون مختلفة بسبب عوامل أخرى، خاصة تغير المناخ، وتأثيرات الجائحة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتساءل الموقع حول ما إذا كنا سنتحرك نحو ثقافة سائدة أقل تركيزا على الاستهلاك؟ مشيرا إلى أنه كثيرا ما كان لدى المجتمعات ثقافات فرعية تتبنى قيم استهلاك الحد الأدنى، ولكن كان هناك اتجاه ناشئ للناس لإعادة تقييم خيارات حياتهم وأولوياتهم في السنوات الأخيرة.

وخلص الموقع إلى أنه يمكن أن يوفر التضخم المتصاعد وتغير المناخ، بالإضافة إلى المهارات المكتسبة من فترة الإغلاق، دافعا آخر لتحويل هذه المواقف الهامشية إلى الاتجاه السائد.


التعليقات (0)