سياسة عربية

مخاوف إسرائيلية من تصاعد مناهضي الاحتلال بجامعات أمريكا

العديد من الجهات الطلابية تقوم بالتوعية بحقائق القضية الفلسطينية وتحقق انتشارا على مواقع التواصل- جيتي
العديد من الجهات الطلابية تقوم بالتوعية بحقائق القضية الفلسطينية وتحقق انتشارا على مواقع التواصل- جيتي
استمرارا للمخاوف الإسرائيلية من تراجع شعبيتها بين الأوساط الشبابية والطلابية الأمريكية، فقد ركزت المحافل السياسية والدبلوماسية في دولة الاحتلال أحاديثها في الآونة الأخيرة على ما تشهده عدد من الجامعات الأمريكية المشهورة، لا سيما بيركلي من مظاهر معادية للصهيونية بشكل خاص، بما في ذلك مقاطعة المتحدثين الداعمين لإسرائيل.

وتسبب ذلك في زيادة حجم العاصفة الإعلامية المناهضة لدولة الاحتلال، وقد يشجع جامعات ومؤسسات أكاديمية أمريكية لمحاكاتها.

السبب الأساسي في التركيز الإسرائيلي على جامعة بيركلي ما شهدته في الآونة الأخيرة من محاولة تسع منظمات طلابية في كلية الحقوق تمرير لائحة تنص على أنه لا يمكن لمن يعترف بإسرائيل التحدث في الفعاليات التي يتم تنظيمها في الحرم الجامعي، وقد شكل هذا الإعلان عن اللائحة، فرصة لأن يتطاير بشكل كبير، ويتسبب في عاصفة من العناوين الرئيسية في إسرائيل والعالم.

البروفيسوران رون هاسنر وكينيث بامبيرغر، مديرا معهد هيلين ديلر للفكر اليهودي والدراسات الإسرائيلية بجامعة بيركلي، حاولا التقليل من خطورة هذا الإعلان، بزعم "مخالفته لقوانين الجامعة ذاتها، كما أنها قد لا تعكس الموقف الرسمي الذي يمثلها، ومع ذلك فإن موجة المنشورات التي تدعي أن جامعة بيركلي باتت مكانا معاديا للطلاب اليهود أو المهتمين باليهودية وإسرائيل ضارة بالفعل، وقد تشجع هذه العناوين الهستيرية من النوع الذي رأيناه مؤسسات أكاديمية على تقليد ما حصل".

وأضافا في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "معهد ديلر يستضيف زيارات سنوية لمحاضرين وباحثين من إسرائيل لتدريس دورات في مجموعة متنوعة من المجالات في القانون والعلوم الدقيقة والإنسانية والاجتماعية، ويسجل فيها مئات الطلاب من خلفيات مختلفة كل عام، وهذا العام يستضيف المعهد 13 محاضرًا إسرائيليًا سيقومون بتدريس 21 دورة، وفي كل صيف وشتاء ينظم المعهد زيارات لطلاب أمريكيين إلى إسرائيل، مما يجعل الادعاء بأن بيركلي معادية لإسرائيل، أو تشجع على معاداة السامية، منفصلا عن الواقع، بل غبيا".

وأكدا أن "كل جامعة في العالم لديها أصوات معادية للصهيونية أو معادية للسامية، لكن محاضرين من بيركلي أنشأوا مبادرة تدريبية لمكافحة معاداة السامية (AEI) مصممة لتثقيف أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وشاهد أكثر من 15 ألفا محاضراتهم حتى الآن، وفي الوقت نفسه التحق 500 طالب بدورات عن اليهودية في بيركلي كل عام، وفي مختلف الحرم الجامعي هناك 12 منظمة طلابية يهودية، مما يجعل من العار خروج أصوات من بيركلي تدعي بحمق أنها تشجع على إنشاء "مناطق معادية لليهود"، لأن ذلك يعطي دعاية وتشجيعًا للأقليات المعادية لإسرائيل في الحرم الجامعي".

بولا كابيلو الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم، أكدت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الرواية الصهيونية والإسرائيلية في بيركلي تصدّعت باستمرار، بسبب تنامي الجدار الدفاعي للطائفة المعادية لإسرائيل، لأن القرار الذي اتخذته جمعيات طلاب القانون في بيركلي بمنع دعوة المحاضرين المرتبطين بإسرائيل يأتي بغرض حماية سلامة ورفاهية الطلاب الفلسطينيين، لكنه في الوقت ذاته تعبير عما هو معروف وسائد في أمريكا، وهو أن مناصرة إسرائيل لم تعد الأيديولوجية المهيمنة في الجامعات الأمريكية".

ولا تعتبر جامعة بيركلي الأولى من نوعها التي تشهد فعاليات معادية لدولة الاحتلال، وإن كانت الأكثر وضوحا، فقد سبق لجمعية أمريكا الشمالية لدراسات الشرق الأوسط (MESA) أن دعت لإعلان المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية، لإظهار التضامن مع الباحثين الذين تتعرض حياتهم، وسبل عيشهم للهجوم من الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك إلغاء التعاون البحثي مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، ووقف برامج التبادل الطلابي، وإجراء المراجعات اللازمة للمنشورات العلمية.

وسبق هذه الخطوة، التوقيع على عريضة من منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP) لفتح فرع طلابي لمنظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) في حرم جامعة فوردهام، بعد أن قررت إدارة الجامعة منع ذلك، بزعم أن إنشاء الفرع قد يكون مصدر قلق على سلامة الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس.
التعليقات (0)