سياسة دولية

تركيا وبريطانيا تنضمان لمجموعة أوروبية جديدة ضد روسيا

لا تملك المجموعة السياسية مؤسسات أو موظفين متفرغين - جيتي
لا تملك المجموعة السياسية مؤسسات أو موظفين متفرغين - جيتي
تعقد "المجموعة السياسية الأوروبية"، محادثات تاريخية تضم 40 دولة أوروبية للمرة الأولى، في العاصمة التشيكية براغ، لمناقشة ملفات الطاقة والهجرة والأمن، مع التركيز بشكل خاص على الحرب في أوكرانيا.

وتشكلت المجموعة بفكرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يرى التجمع على أنه رسالة عن وحدة أوروبا، فيما رحب المستشار الألماني أولاف شولتس بـ "ابتكار عظيم".

وقال شولتس؛ إن التجمع جيد "للسلام" و"الأمن" و "التنمية الاقتصادية"، معتبرا أن جميع الدول التي حضرت القمة كانت تعلم أن حرب روسيا تشكل "انتهاكا وحشيا للأمن ونظام السلام الذي شهدناه في أوروبا على مدى العقود الأخيرة".

وانضمت رئيسة الوزراء ليز تراس لقادة من الاتحاد الأوروبي وتركيا والنرويج والبلقان، بينما تحدث الرئيس الأوكراني عبر رابط فيديو.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن مسؤولين (لم تسمهم) قولهم؛ إن ليز تراس تحدثت عن الحاجة إلى اقتصادات أقوى وأكثر مرونة وإمدادات الطاقة، مع تأكيد الحاجة إلى الحرية من أجل النجاح.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل؛ إنه في أعقاب الغزو الروسي، كانت هناك حاجة إلى "إعادة التفكير وإصلاح النظام الأوروبي الأوسع، بما يتجاوز عمل الاتحاد الأوروبي والناتو"، لكنه أضاف أن القمة لن تكون أكثر من تبادل أولي.

إلى جانب المملكة المتحدة، فإن الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل سويسرا وتركيا والنرويج وأيسلندا وجورجيا وأذربيجان ودول غرب البلقان، من بين الذين شاركوا في اللقاء الأول لـ"المجموعة السياسية الأوروبية".

وتهدف "الصورة العائلية" في قلعة براغ المهيبة التي تشرف على البلدة القديمة إلى إحياء الروح المعنوية وإظهار التضامن، بينما يلوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا باستخدام السلاح النووي، وتواجه القارة أزمة غير مسبوقة للطاقة.

ولا تملك المجموعة السياسية مؤسسات أو موظفين متفرغين، ما يفتح باب السؤال عن آلية تنفيذ القرارات الصادرة عنها.

وقال تشارلز غرانت، مدير مركز الإصلاح الأوروبي؛ إن المجموعة قد تكون نقطة تحول "متواضعة" في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، مضيفا: "أحد مقاييس النجاح سيكون، هل يمكن إقناع صربيا وأذربيجان وتركيا بالميل أكثر قليلا إلى الغرب وأقل نحو روسيا؟".

والمجموعة الجديدة ليست بديلة لمجموعة السبع، ولا لحلف شمال الأطلسي، ولا هي غرفة انتظار للدور الراغبة بالانضمام للاتحاد الأوروبي، ولا هي بديل لمؤسسات الاتحاد، لذلك فإن هويتها لا تزال غامضة، وفق "بي بي سي".

وتثير الصيغة الجديدة أسئلة حول دورها وخصوصا استدامتها. فوراء هذا التجمّع، خلافات كامنة وبلدان تتبع مسارات مختلفة جذريا حيال الاتحاد الأوروبي، من النرويج إلى أوكرانيا وسويسرا وتركيا وبريطانيا ومولدافيا وصربيا وأذربيجان.

ما القاسم المشترك بين الدول المرشحة المعلنة (التي ينفد صبرها) وتلك التي تدرك أن الباب مغلق أمامها لفترة طويلة، والمملكة المتحدة التي اختارت قبل ست سنوات الخروج من الاتحاد الأوروبي وسط ضجة كبيرة؟

تؤكد فرنسا أن هذه الفكرة تشكل "استكمالا" وليست "بديلا" من عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في حين يأمل المنظمون في إعلان مشاريع تعاون عملية محتملة، لا سيما في مجال الطاقة.

وتسعى فرنسا لعقد اجتماع جديد في ربيع 2023 مع الإعلان في براغ عن اسم الدولة المضيفة التالية، التي لن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي.
0
التعليقات (0)