آراء ثقافية

الريال السعودي والسينما المصرية.. بين إحياء الصناعة واغتيال الجودة

أصبحت الصناعة السينمائية في مصر بحد ذاتها مُهددة- جيتي
أصبحت الصناعة السينمائية في مصر بحد ذاتها مُهددة- جيتي
في أسوء عصورها، باستثناء العصر الحالي، استطاعت السينما المصرية أن تترك أفلامًا ذات قضايا وبصمات جادة ومنها ما تحايل بتقديم أفلام ضد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة ولو بشكل رمزي وإسقاطي، حتى وصلت ذروتها وحريتها في تقديم أعمالها في الفترة بين 2011 و 2014، وتنفست آخر أنسام الحرية بفيلم "اشتباك" عام 2016، أما الآن، ومنذ العام 2017 ودخول شركات الاستحواذ المخابراتي على قطاعات الإعلام والإنتاج السينمائي والدرامي من جهة، وضرب قطاع الإنتاج السينمائي الخاص بالقمع من جهة أخرى، وصلت السينما المصرية لحالة من الجدب والانقطاع عن الواقع بشكل يرثى له، وأصبحت جوقة تمجد مؤسسات السلطة العسكرية والشرطية، أو أفلامًا عن أسر الطبقة العليا ومشاكلها التي تواجهها ولا تهم أحدًا سواها، أو أفلام المنتجعات السياحية ودعاياتها.

ورغم التقدم التقني الذي شهدته عملية الإنتاج السينمائي في تلك الفترة أيضًا، إلا أن السينما المصرية لم تُحسن استغلاله سوى في محاولات بائسة لصنع أفلام ذات صورة هوليودية فائقة وجودة باهتة، وأصبحت الصناعة السينمائية في مصر بحد ذاتها مُهددة. فمن جهة، تراجع عدد صالات العرض السينمائي في مصر، ومن جهة أخرى تراجع عدد إنتاج الأفلام في العام الواحد، وضاقت مضامين ومحتويات الأفلام المُنتجة، ولكن جاء انخفاض قيمة الجنيه المصري في ظل أزمات اقتصادية متتالية بانتعاشة مفاجئة للسينما المصرية مع حركة الانفتاح واللبرلة -الشكلية- التي يقودها الأمير محمد بن سلمان في المجتمع السعودي.

اظهار أخبار متعلقة


تأتي الرياح بما تشتهي السفن أحيانًا
في العام 2018، افتتحت السعودية دور العرض السينمائية مرة أخرى بعرض الفيلم الأمريكي "بلاك بانثر"، وفي غضون أعوام قليلة وصلت إلى 69 دار عرض في 20 مدينة، ولم تُعرض فيها سوى 33 فيلمًا سعوديًا نظرًا لأن الصناعة السينمائية المحلية في السعودية هي أيضًا ناشئة، وفي تلك الدور المتعطشة لعرض أفلام، والجمهور كذلك، كان للسينما المصرية دورًا عليها أن تلعبه.

يروج الفيلم المصري في السعودية لأسباب عدة، أولها الثقافة واللهجة حيث لا تحتاج إلى وسيط والتي يتشاركها السعوديون مع المصريين منذ زمن طويل بسبب عدد الجالية المصرية الكبير في السعودية، ثانيها نوعية الفيلم التي تميل إلى المحافظة في القضايا التي تعرضها ولا تتضمن مضامين جنسية تدفع إلى المنع أو القصقصة، وثالثها غياب الأفلام التحريضية السياسية، وبهذا يصبح كل فيلم مصري صالح للعرض في صالات العرض السعودية بكل سهولة.

وفي حصاد موسم 2022 السينمائي حققت السينما المصرية بالفعل 50 مليون دولار كأرباح إجمالية عن أفلامها في شباك التذاكر السعودية، وتلك الأرقام المُغرية تجعل المنتجين يغضون أبصارهم عن السوق المصري ويتجهون أكثر فأكثر للسوق السعودي، فمن جهة يبلغ متوسط سعر التذكرة في السعودية 16 دولارا مقابل 3 دولارات في مصر، ومن جهة أخرى لم يفشل أي فيلم أو تجربة في شباك التذاكر السعودي، وتعد الكوميديا بالتحديد التي يعتبرها الجمهور المصري مبتذلة ومكررة، جديدة وحية بالنسبة للجمهور السعودي، فأفلام الكوميديا بنوعيها المصري والأجنبي تستحوذ على ما مقداره 60% من إيرادات شباك التذاكر السعودي. مثلًا، يأتي فيلم "وقفة رجالة" كدليل على فوارق الإيرادات بين الشباك المصري والشباك السعودي، حيث حقق 15 مليون دولار وهو ما يعادل عشرة أضعاف إيراداته في مصر، وفي موسم الأفلام الأخير نجد أن أفلامًا مثل "بيت الروبي"، و"تاج"، و"شوجر دادي"، و"البعبع"، وهي أفلام تتناول مواضيع عن الدراما العائلية للطبقة العليا، والسوبر هيرو الكوميدي الموجه للأطفال والعائلة، وفيلم مطاردة قد حققت نحو 18 مليون دولار أمريكي، وهي أرقام لا تقاس على الإطلاق بما حققته في مصر رغم أن فيلم "بيت الروبي" قد كسر الإيرادات في مصر كأكثر فيلم تحقيقًا للإيرادات في التاريخ، ولكن ما حققه في مصر لا يكسر ربع ما حققه في السعودية، فلم لا نستمر في الإنتاج للسعودية إذن؟ هكذا يقول المنتجون والفنانون من أمثال بيومي فؤاد الذي لا يشعر بكونه نجما جماهيريا من الدرجة الأولى إلا بحضوره واستقباله من الجمهور السعودي.

كما أن تلك الأفلام تتفوق على نظيرتها من هوليود في شباك التذاكر، ولهذا تعيش السينما المصرية -كصناعة- حالة من المجد في شباك التذاكر السعودي.

اظهار أخبار متعلقة


زمن "المقاولات" الجميل
نعود إلى دور العرض السينمائية في السعودية من جديد، وإغلاقها هذه المرة كان مساهمًا في انتعاشة أخرى لنوع من أنواع السينما المصرية عُرف باسم "سينما المقاولات" والتي راجت بعد قرار غلق السينمات في السعودية مع مطلع الثمانينيات، ولكن ما بين زمن "المقاولات" الجميل والزمن الحالي ما الذي تغير؟

غيرت أزمة غلق السينمات في السعودية النمط الإنتاجي المصري، فقد كان المنتج المُوزع في السعودية بعد غلق السينمات يشتري الفيلم المصري بأسعار زهيدة بعد ضغطه على شريط فيديو ليسمح عرضه على جهاز الفيديو المنزلي الذي كان قد انتشر في البيوت السعودية آنذاك، وقد كان إنتاج فيلم بتكلفة كبيرة لأحد النجوم ثم بيعه بسعر رخيص لعرضه على شرائط الفيديو يسبب خسارة كبرى لمُنتج الفيلم في مصر، وهنا لجأ المنتجون في مصر إلى الحل السريع وهو إغراء نجوم الصف الثاني والثالث ليكونوا أبطالًا من أجل صناعة نوع جديد من الأفلام سيصور خصيصًا ويصنع من أجل شريط الفيديو السعودي، وسيغرق سوق السينما المصرية فيه ويتأثر بالسلب حتى أن غرفة صناعة السينما حاولت التصدي للأمر بمنع إنتاج فيلم دون عرضه تجاريًا في السينمات أولًا، وهنا لجأ المنتجون لعرض الفيلم مدة أسبوع ثم سحبه مرة أخرى كوسيلة للتحايل على الغرفة قبل تصديره في شرائط فيديو إلى الجمهور السعودي، ولكن هناك عاملان يفرقان ما حدث بالبارحة عما يحدث اليوم!

كان عهد الثمانينيات حافلًا بسينما المقاولات، وكان أيضًا عهدًا جديدًا لنظام الحكم في مصر الذي حاول فيه حسني مبارك إعطاء صورة له أكثر ديمقراطية وإصلاحية عن سابقيه، فترك هوامش حرية واسعة في الصحافة والسينما، لذلك كانت الثمانينيات هي ميلاد الرعيل الثاني من مخرجي الواقعية من أمثال: عاطف الطيب، ومحمد خان، وعلي بدرخان، وعلي عبد الخالق، وحتى كان هناك هامش للسيريالية والتجريب تجلى في تجربة رأفت الميهي مع استمرارية للمخرج كمال الشيخ في تقديم أفلامه الواقعية الممتدة من الخمسينيات، فهكذا كانت السينما المصرية تتسع للجودة، وتتسع للمقاولات من الذين أرادوا أن يتربحوا من الجمهور السعودي.

أما في تلك اللحظة التي نعيشها فلا يوجد أية هوامش لتقديم سينما تخص المجتمع المصري -قطاعه العريض من الطبقة الوسطى والدنيا- وكل المطلوب والتوجيه السياسي بإظهار الطرق الجديدة والمنتجعات السياحية الجديدة والمشاريع على هامش الأحداث، وتصوير الشعب المصري كشعب طبقة وسطى رغم انحدار هذه الطبقة في عهد النظام الحالي، ولا بأس من تقديم أفلام عن الطبقات العليا كذلك، لكن ليس في صورة صراع طبقي معهود ولكن في صورة مستأنسة تمامًا لتلك الطبقة وثرواتها، أما الاهتمام الرئيسي فينصب على إعادة بناء صورة رجال الدولة ومؤسساتها في الأفلام، مما لا يجعل حلا آخر للمخرجين سوى بالرجوع للقصص التاريخية ليعملوا في مناخ أكثر حرية، وهو اتجاه يبدو أنهم في حالة تراجع عنه لأنه لا يحقق الكثير من الإيرادات في السعودية، لأن القصص التاريخية هي ذات شأن مصري بحت مثل فيلم "كيرة والجن" الذي لم يحقق ربع إيرادات "بيت الروبي" في السعودية لنفس الممثل كريم عبد العزيز.

اظهار أخبار متعلقة


منصات "الستريمنج" أيضًا

يستقطب أيضًا نمط المشاهدة السعودي السينما المصرية، بل والدراما المصرية، من خلال نمط إنتاج منصة "شاهد" والتي أصبحت تنتج أفلامًا ومسلسلات مصرية لا تعرض في مصر قبل أن تعرض في السعودية، وبينما يشاهدها السعودية بكل أريحية لأنه يقدر على دفع الاشتراك، يلجأ المصري البسيط إلى كل أنواع القرصنة من أجل أن يشاهد مُنتج يتحدث لهجته ويُصور على أرضه وهو من صنع نجومية أبطاله يومًا ما، وبينما كان في السابق يأتي المسلسل المصري إلى المشاهد في مختلف القنوات المصرية أصبح يأتي أولًا على منصة "شاهد" ولا يهم إذا استطاع المصري أن يشاهده في التلفاز أم لم يستطع.

ربما يُنعش شباك التذاكر السعودي الصناعة المصرية في السينما، ولكنه يقتلها بفرض قيود وأنماط عليها لتناسب المزاج السعودي، فضلًا عن كونها بور منذ دخلت المخابرات وأحكمت السيطرة على صناعتها، وعلى صناع السينما أن ينتبهوا لأمر هام، أن الشباك السعودي هو شباك ناشئ، ولكن السينما السعودية هي سينما ناشئة وصاعدة بقوة أيضًا، ويومًا ما ستتكاثف الأفلام السعودية حتى تزيح الفيلم المصري ليعود لجماهيره التي تخلى عنها، وربما يتخلون عنه أكثر فأكثر!
التعليقات (2)
نسيت إسمي
الإثنين، 11-09-2023 07:47 ص
7 ـ (تذكرة سينما شعب سبعة دراهم) إلى "أميتاب" الذي يعني الضوء الذي لا ينطفئ بريقه أبداً، فيلم أميتاب بتشان و النسر شيال في محطة القطار زاد حبنا له بعد أن نطق الشهادتين في هذا الفيلم، و الذي أصبح هذا المشهد حديث الصباح و المساء بين العديد من الشباب الذين يرون فيه القدوة الحسنة و المثال للوسامة و الرجولة و خفة الظل .. بدون عنصرية لكن الثقافات الثانية و خاصة الأفغانية و المسلمة لها دور كبير جداً في رقي و قوة للأفلام الهندية القديمة التي علمتنا عدة أشياء و صقلت ما بداخلنا حيث كان للصداقة معنى.
نسيت إسمي
الأحد، 10-09-2023 11:06 م
'' أنا في أخبار السينما وهم محظوظون لأنني أحببت ذلك '' 1 ـ (من "العزيمة" لـ"السوق السوداء".. قصة ظهور السينما الواقعية بمصر) لم تتأخر مصر كثيراً في التعرف على الاختراع الذي غيّر العالم في نهاية القرن التاسع عشر والمسمى بالـ "سينماتوغراف"، أو فن الصور المتحركة، ففي كتابه "دراسات في تاريخ السينما المصرية" يشير الناقد محمود علي إلى أن أول عرض للفن الوليد في مصر كان في مدينة "الإسكندرية" عام 1896، قبل أن يتبعه عرض لاحق في العاصمة خلال نفس الشهر، أي بعد عام واحد فقط من اللحظة التاريخية التي عُرض فيها فيلم "وصول القطار إلى المحطة" للأخوين لوميير إلى "جراند كافيه" في باريس عام 1895، وفزع الناس حين ظنوا أن قطاراً حقيقيا قادم نحوهم، حيث بدأت لحظتها السينما كما نعرفها حتى اليوم في تلك المراحل كلها لم يكن هناك ما يسمى بـ "الواقعية"، أو بصورة أخرى كانت الأفلام تهتم فقط بطبقة "أولاد الذوات" كما سمى "كريم" فيلمه، الطبقة العليا الغنية التي تعيش داخل القصور ولا ترى الشارع، بعيدا عن الحارات والفقراء. ذلك التوجه له عدة أسباب، ولكن السبب الأهم على الإطلاق كان الرقابة. في كتاب "تاريخ الرقابة على السينما في مصر" يشير الناقد والمؤرخ سمير فريد إلى تجذر فكرة المنع منذ بداية السينما المصرية، وهو الأمر الذي بدأ منذ عام 1911، حين تضم إضافة "السينماتوغراف" إلى قانون الرقابة على الصحف، والذي يشمل ءضمن بنود كثيرةء أنه "لا يسمح بالمناظر أو المظاهر التي من شأنها أن تمس شعور المصريين أو نزلاءنا الأجانب"، وهو القانون الذي تطور بعد ذلك إلى شكل أكثر تقييدا يدور بالكامل حول إظهار صورة جميلة لمصر، ليصل الأمر إلى منع أحد التجارب التسجيلية المبكرة للمخرج "محمد بيومي" من العرض لأنه يُظهر أسرة مصرية تأكل على "طبلية"، أو قيام "كريم" بغسل الشجر بالماء قبل كل مشهد لتظهر الشوارع في أفضل صورة. لذلك لم تكن متاحة الحركة بحرية داخل طبقات المجتمع أو عكس صورته الحقيقية، حتى عام 1939 حين عرض كمال سليم فيلم "العزيمة". في كتاب "صورة الحارة في السينما المصرية"، وهو بالأساس رسالة دكتوراه من جامعة مونتريال الكندية، تقول الباحثة مي التلمساني إن فيلم "العزيمة" للمخرج كمال سليم يُمثّل "أول وعي سينمائي بالحي الشعبي بوصفه المكان الأصل الذي تتجلى فيه الشخصية المصرية، وذلك في مقابل الأحياء السكنية الجديدة التي يطغى عليها الطابع الأوروبي"، وتوضح أنه على الرغم من وجود أفلام أخرى تعاملت مع نموذج "الحارة" أو ابتعدت عن القصور والأغنياء، مثل "المعلم بحبح" عام 1937 أو "لاشين" عام 1939، فإن الأول اتخذ شكلا هزليا، والثاني صورة تاريخية. وبالتالي فارتباط فيلم "العزيمة" بفكرة "بداية الواقعية" منطقي للغاية. الفيلم، الذي قام ببطولته حسين صدقي وفاطمة رشدي، يدور داخل حارة مصرية شعبية، وحول الشخصية الرئيسة "محمد"، الشاب الفقير المتعلم والمحمل بالقيم والأخلاقيات والنزاهة التي اكتسبها من نشأته، في مقابل شخصية "عدلي" قام بالدور أنور وجدي ابن الأغنياء المستهتر الذي يبدد ثروة أبيه. كان الفيلم هو التجلي الأول لفكرة "ابن البلد الذي يتمسك بقيم الحارة، ونقيضه الذي يتخلى عنها ومن ثمت يتعرض للنبذ والعقاب" "ليصبح من يخرج منها هو شخص ملعون سقط في الغواية، بينما الخير في الالتزام بمبادئ الحارة". كذلك يكرس الفيلم لصورة "الفقير النزيه" في مقابل "الغني المستهتر"، وهي الصورة التي حافظت عليها السينما المصرية لعقود بعد ذلك. "السوق السوداء". فيلم "التلمساني" خرج من قلب اللحظة التاريخية، مسايراً لموجات الواقعية التي ضربت العالم كجزء من أثر الحرب. يتناول تحديدا جانباً من حكايات تجار السوق الذين اغتنوا استغلالا للوضع السياسي والاقتصادي، من خلال قصة "أبو محمود" وهو الشخصية الأهم في الفيلم حتى لو لم يكن البطل الرئيس الذي يقرر مشاركة البقال "عبد العال" في جمع السلع من السوق وتخزينها في وقت الحرب، قبل أن يبيعوها بأضعاف أثمانها. و"أبو محمود" هو محور الفيلم لأن التغيرات التي تطرأ على حياته هي المعضلة الأساسية، علاقته بجيرانه وشركائه وبيته وعائلته، وصولاً إلى زواجه من راقصة "كشكل الغواية التقليدي في الإرث الثقافي المصري، قبل الوصول إلى نهاية تطهرية وكلاسيكية بالطبع. يقدّم العمل شكلا مغايرا من "الواقعية"، أكثر سوداوية وقربا من السياق التاريخي، فالحارة هنا ليست مثالية كحارة كمال سليم، لا على مستوى الشكل ولا المضمون. فمن ناحية الصورة هي أقرب إلى الحارات المصرية الحقيقية، من حيث الطابع المستطيلي وتقارب البيوت من بعضها والزحام الشديد في الأسواق والحركة. ومن ناحية المضمون أيضاً لا يحتفي العمل بفكرة "ابن البلد" وأخلاقيات المكان، على العكس.. فأفراد الحارة متباينون في تعاملهم مع اللحظة، ويحاول بعضهم استغلال البعض الآخر بالتجارة والسلع و"السوق السوداء". كذلك يمتاز الفيلم بقدرته على مسايرة اللحظة التاريخية، وتصوير "الغارات الجوية" وأثرها في حياة المصريين خلال زمن الحرب، بل وتأثيرها في مجرى الأحداث بعد موت إحدى الشخصيات في غارة بالإسكندرية وقدوم زوجته إلى القاهرة. لذلك فقد كانت صورة "واقعية" أقرب إلى الواقع بالفعل. ولكن ما حدث أن الفيلم فشل بشكل كامل من الناحية التجارية، وعلى الأغلب لم يحب المشاهدون في هذا الوقت أن يروا مقاربة بهذا القدر من المكاشفة لحياتهم خارج السينما. وفي الوقت الذي كلّف فيه فيلم مثل "طاقية الإخفا" إنتاج 1944 أربعة آلاف جنيه وجلب إيرادات سينمائية وصلت إلى 92 ألف جنيه فإن فيلم "السوق السوداء" لم يجلب أكثر من بضع مئات من الجنيهات، في خسارة كبيرة لمنتجه وإحباط أكبر لكامل التلمساني، الذي اتجه بعد ذلك إلى أفلام ذات صبغة تجارية. 2 ـ (كاميرا خافية) رامز جلال بيمثل إنه بيعميل مقلب في الممثلين و الممثلين بيمثلوا إن إتعمل فيهم مقلب الغريب بقا إن الشعب بيمثل إنه إندهش!!. 3 (مسرحيات كوميديا) مسرحية المشاغبين ضربت منظومة التعليم في العالم العربي و مسرحية العيال كبريت ضربت منظومة الأسرة و مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"... هل تنبأ عادل إمام بكورونا منذ 45 عاماً في مسرحيته؟ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو طريفاً للفنان عادل إمام من مسرحيته "شاهد ماشفش حاجة"، التي عُرضت قبل 45 عاماً، وقالوا إنّه تنبأ بوجود كورونا الذي انتشر في العالم منذ عامين. وجاء ذلك في أحد مشاهد المسرحية عند دخول سرحان عبدالبصير ءعادل إمامء منزله ليتفاجأ بوجود العديد من ضباط الشرطة بقيادة المقدم أحمد عبدالسلام أو الفنان عمر الحريري، ليوجه له الاتهام بجريمة قتل. ويجيب سرحان عبد البصير، في مقطع الفيديو بدأً من الدقيقة 7:52، قائلاً: "في إيه يا بيه أنا كل حاجة عندي مضبوطة؛ إيجار الشقة ودفعته، وتطعيم ضد كورونا واطعمت، وفاتورة التليفون ودفعت، مع إن معنديش تلفون خوفت لا يشيلوا العدة يا أخويا". ويبدو أن إمام لم يقصد كورونا الحالي، بل الكوليرا الذي كان شائعاً قبل تصوير المسرحية بفترة، وربما تكون طريقة نطقه الكلمة، بهذا الشكل: "كورورا"، جعلت رواد السوشيل ميديا يعتقدون أنه تنبأ في هذه المسرحية بكورونا. وشارك في المسرحية مع عادل إمام العديد من الفنانين، منهم عمر الحريري، نظيم شعراوي، بدر نوفل، هالة فاخر، سامي جوهر، سمير ولي الدين، وشوقي شامخ، سعيد طرابيك، وناهد جبر، من تأليف ألفريد فرج، وإخراج هاني مطاوع. 4 ـ (يقول أحمد منصور) التاريخ مدرسة تفتقد التلاميذ الأذكياء الذين لا يكررون أخطاء من سبقهم. 5 ـ (أفلام كلاسيكية محبوبة من الثمانينات عليك مشاهدتها) في بعض الأحيان، قد تتأخرين لتصلي إلى حفلة ما. إما بسبب حركة مرور مزدحمة، أو لأنك لا تشعرين بخير، أو لأنك ببساطة قد نسيت عندما يتعلق الأمر بحقبة الثمانينيات، فقد فاتتك الحفلة غالباً لأنك لم تكوني قد ولدتِ بعد ولكن لا تقلقي التأخر في يومنا هذا بات مقبولاً. مع عجائب الإنترنت، لم يفت الأوان بعد للاستمتاع ببعض الأفلام التي تستحق المشاهدة من فترة الثمانينات. في الثمانينات تم إنتاج قدر كبير من الأفلام الكلاسيكية المحبوبة التي صمدت أمام اختبار الزمن. سواء كنت تشعرين بالحنين إلى الأفلام التي ربما تكونين قد أحببتها كطفلة، أو أنك على استعداد للدخول في آلة زمنية والتعرف على بعض الأفلام الرائعة من زمن ما قبل ولادتك، فمن المؤكد أن عليك أن تشاهدي هذه الروائع الكلاسيكية فيلم "الحمقى 1985" عندما تقرر مجموعة من المروجين شراء حي كوونييس "الفقراء" لهدمه وبناء ملعب للجولف، يقررون الذهاب في رحلة أخيرة معًا. إنهم يتبعون خريطة كنز قديمة تقودهم إلى سلسلة من الكهوف تحت الأرض التي بناها قرصان أسطوري يُدعى ويلي لو بورن في القرن السابع عشر. فراتيلي، عائلة من المجرمين المطلوبين من قبل الشرطة، تبحث أيضًا عن الكنز .. الفيلم الثاني "مغامرات جاك بيرتون في مخالب الماندرين 1986" في فيلم مغامرات جاك بيرتون في مخالب الماندرين مغامرات المغامر جاك بيرتون في الحي الصيني، حيث يسود الساحر الرهيب لو بان. يعتقد هذا الشخص أنه يستطيع العثور على غلافه الجسدي بفضل العيون الخضراء الجميلة لمياو يين، الصينية اللذيذة المخطوبة لصديق جاك. 6 ـ (سينما شعب أيام زمان) فيلم "سيد المقصلة الطائرة جيمي وانغ يو، 1976" بعد مقتل طلابه على يد الملاكم المسلح، يسافر خبير كونغ فو أعمى ومنتقم إلى قرية تقام فيها مسابقة للفنون القتالية ويتعهد بقطع رأس كل رجل مسلح يصادفه الفيلم الثاني "شيال في محطة القطار1983" عندما ينفصل إقبال عن والدته وشقيقه بسبب الفيضان، يصبح عاملاً في محطة سكة حديد مومباي. ثم يناضل من أجل حقوق الحمالين ويواجه تحديات من رجل أعمال. 7 ـ (تذكرة سينما شعب سبعة دراهم) إلى "أميتاب" الذي يعني الضوء الذي لا ينطفئ ب

خبر عاجل