مقالات مختارة

الشيطان ينهى عن المنكر!

عمار يزلي
1300x600
1300x600
عندما تُنصِّب أمريكا نفسَها "حامية للحرامية" وتقدم نفسها كمقياس لكل شيء، حتى الشاذ فيها من الشواذ، وتصبح لويزة حنون، اليسارية على اليمين، "تضرب لنا مثلا بها وتنسى خلقها"، وتساوي بين خالق الأكوان، ومخرب الكينونة، في مسألة عقوبة الإعدام في حق المجرمين، وتصرح هذه الأخيرة، نشازا، وتغرد خارج السرب مجازا، وتقول إن الإعدام لو يحل المشكل لما كان هناك إجرام في أمريكا!.. فماذا نقول وتقول هي عن التقارير الملوثة التي دأب الصندوق الأسود في إدارة البيت البيض على تسويد صفحات تقاريره بها، حول حقوق المرأة والإنسان والأقليات الدينية المقهورة والمتاجرة بالبشر في الجزائر وغير الجزائر؟ بالتأكيد ستجد حنون نفسها، تتماهى معها وتؤمن بها، داخليا وإن رفضت التدخل الأمريكي في شؤونا الداخلية، خارجيا! والمسألة لا تعدو أن تكون تحالفا مع الشيطان حين يكون الأمر متعلقا بالدين والإسلام والأخلاق والعفة والطهارة!

تقارير الإدارة الأمريكية بشأن واقع المتمسحين والأقلية المسيحية واليهودية و"المتاجرة بالبشر" في الجزائر، التي صارت تستنسخ حتى دون تحيين، صار واجب السخرية منها واحتقارها وازدراؤها "تحصيل حاصل"! بل صار الأمر بينا بأن أمريكا تحفر لك الحفرة وتدفعك إليها لتقع فيها وبعدها تقول لك: شح، ألا ترى أنت أعمى؟ لقد صار على الرسميين أن يردوا بالمثل وأن يتباهوا عوض أن ينفوا هذه التهم! أن يتباهوا بأنهم يحاربون "التمسيخ" في بلاد المسلمين، وأن يحاربوا الشذوذ والرذيلة وأن يحترموا تقاليد المجتمع المحلي في تسيير أموره الداخلية بحسب الأعراف والتقاليد، إلى أن ترفض هذا التقليد داخليا، وساعتها لكل مقام مقال! وليس أمريكا هي من تحرر عبيدنا، فيما لا يزال عبيدها يقتلون على أيدي شرطتها وعنصريتها المزمنة وهي التي قتلت تاريخيا نحو 50 مليون من الهنود الحمر وأول من جرب القنبلة الذرية في العالم ضد شعب أعزل ومدن آمنة! وهي التي ألهبت الدول بالحروب وأشعلت النيران في كل أنحاء العالم، وقتلت الملايين في فيتنام والعراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا! (مش) أمريكا من تتهم.. العالم الحر هو من يتهم! وليعلنوها صراحة: الشيطان لا يأمر بالمعروف!

نمت، لأجد نفسي ـ أعوذ بالله ـ أحمل قرنين وذنبا وأنيابا ومدراة وأنا أخرج من الجحيم وأخطب في الناس من البيت الأحمر: يا أتباع تابعي الميامين، في ميامي وفي باقي مدن العالمين! لقد حرمت عليكم الحلال وحللت لكم الحرام! اتقوني وصدقوني واتبعوا هديي: لقد حررتكم من عبودية الله الواحد، وعددت لكم النساء بلا حدود وزوجتكم بلا عقود، ورفعت النساء على الرجال درجات، وجعلت حقوق الشواذ حرية أخلاقية، وحرية قلة الحياء فضيلة، والتعفف رذيلة! لقد حررتكم لتصبحوا أفرادا وليس جماعات، واخترت لكم العلمانية دينا، لتحارب الدين باسم العلم والتمدن وحقوق الإنسان! لا تقلتوا القاتل ولا تمنعوا الفساد إلا ما أفسد عليكم عملية الإفساد! أنتم جنودي في العالم وأنا قائدكم الأعلى! ألا تحبون أن تشيع الفاحشة بينكم؟ ألا تكرهون الدكتاتورية عندكم؟ إن الدين ليكبلكم إن الإسلام ليسجنكم! فحرروا أنفسكم لتصبحوا سادة العالم وافرضوا أنفسكم ولا تبقوا بعيدا، وأوقدوا النار، تنعموا بالحياة السعيدة.

وأفيق على خبر "تنسيقية جمعيات ولائية" تطالب الوالي ـ وربما ولي الله أيضا ـ بزيادة الخمارات وتخفيض سعر الخمور في الولاية، باعتبار أن ثلثي البلدة يحتسونها" وتطالب السلطات بتشجيع المنافسة في هذا المجال الحيوي! ولا حول ولا قوة إلا بالله من أحوال هذه الأحوال .."الحولاء"! 

الشروق الجزائرية
0
التعليقات (0)

خبر عاجل