سياسة دولية

AFP: قضية خاشقجي تضغط على ترامب لأخذ موقف من الرياض

مراقبون: ترامب ساهم شخصيا في خلق أجواء غير مؤاتية لحرية الصحافة- جيتي

نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تحليلا موسعا تناولت فيه قضية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى الأسبوع الماضي بعد مراجعته قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.


وقالت الوكالة إن "الشبهات التي تحوم حول السعودية في قضية اختفاء جمال خاشقجي والتقارير عن احتمال اغتياله، تطرح إشكالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ترغمه على القيام بما كان يرفضه حتى الآن وهو توجيه اللوم للمملكة".


وتشير إلى أن "السعودية كانت أول وجهة يزورها الرئيس الأميركي في الخارج، ولم يتوقف منذ ذلك الحين عن الإشادة بهذا الحليف الثمين في مواجهة عدوهما المشترك، ايران".


وتتابع: "لم يوفر الملياردير الجمهوري المديح تجاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبقي صامتا حين تم توقيف عشرات الأشخاص السنة الماضية في إطار حملة لمكافحة الفساد بحسب التبرير الرسمي، رغم أن المراقبين رأوا في ذلك مناورة لترسيخ سلطة ولي العهد".


وتذهب الفرنسية إلى أنه "لم تظهر مسألة الدفاع عن حقوق الإنسان أيضا كأولوية حين أثبتت إدارة ترامب في ايلول/سبتمبر أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية يقوم بما هو ضروري لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في اليمن، فيما كان يجري التنديد حتى داخل الكونغرس الأميركي بضرباته العشوائية".


أما في موضوع خاشقجي، فتقول الوكالة الفرنسية: "عبر الرئيس ترامب عن قلقه الاثنين إزاء مصير الصحافي السعودي كاتب مقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست، والذي ينتقد سياسة السلطات السعودي".


كما وعد الثلاثاء بأن يتحدث مع القادة السعوديين "في الوقت المناسب" مؤكدا أنه "لا يعرف شيئا" عما حصل، فيما دعا وزير الخارجية مايك بومبيو الذي اجتمع مع مسؤولين سعوديين، الرياض إلى "مساندة تحقيق معمق يجري بكل شفافية".


وتعلق الوكالة على ذلك بالقول: "هي لهجة جديدة من جانب الحكومة الأميركية رغم أنها لا تزال تتوخى الحذر في هذه المسألة".


وتنقل عن مراقبين قولهم إن "ترامب ساهم شخصيا في خلق أجواء غير مواتية لحرية الصحافة عبر وصفه بانتظام وسائل الإعلام بأنها عدوة الشعب، وللدفاع عن حقوق الإنسان، القضية التي يبرزها فقط لانتقاد خصوم مثل إيران والصين".


وفي هذا الخصوص تقول سارة مارغون من منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "الإدارة الجمهورية وكأنما تقول لهؤلاء الذين ينتهكون حقوق الإنسان والقادة الطغاة افعلوا ما يجب عليكم فعله، سنحول أنظارنا إلى مكان آخر".


وعبرت الناشطة الحقوقية عن أسفها لـ"رد فعل متأخر وفاتر"، وأضافت أن واشنطن تملك أدوات للرد سريعا، إنها مسألة إرادة سياسية".


وشاطر الدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر مارغون الرأي بالقول إنه "عبر عدم انتقاد ولي العهد السعودي أبدا بشكل علني وخصوصا بشأن القمع الداخلي، إنما تكون إدارة ترامب شجعته بإعطاء انطباع بأنه يمكنه القيام بما يحلو له" كما كتب في تغريدة.


وتضيف الوكالة: "أثبتت السعودية في الآونة الأخيرة أنها لا تعتزم التسامح مع أي انتقادات خارجية، كما حصل حين طردت في آب/أغسطس الماضي السفير الكندي وجمدت كل الاستثمارات مع كندا ردا على انتقاد أوتاوا اعتقال ناشطين سعوديين في مجال حقوق الإنسان".


غير أن الوكالة تستدرك بالقول: "لكن سيكون من الصعب أكثر التخاصم بهذا الشكل العلني مع الولايات المتحدة التي تقدم دعما حاسما للسعودية في المجال العسكري وكذلك في قطاع الطاقة. لكن التوتر يمكن أن يضر بالسياسة الخارجية الأميركية لا سيما جهود مصالحة دول الخليج خلال قمة تهدف إلى إبداء وحدتها في مواجهة إيران".


وعن المواقف الأخيرة بخصوص خاشقجي، ترى الفرنسية أن "الإدارة الأمريكية قررت التطرق إلى هذه القضية تحت ضغط من الكونغرس، حيث عبر برلمانيون نافذون عن استهجانهم إزاء عملية قتل محتملة".


وتنقل عن الدبلوماسي السابق جيرالد فيرشتاين الذي كان سفيرا أميركيا في اليمن قوله: "هذا الأمر سيضاف إلى التوتر في العلاقات، وخصوصا بالنسبة لرأي الكونغرس بالسعودية".


وأضاف فيرشتاين، الخبير في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "الكثير من الناس سيخلصون إلى نتيجة أن الحكومة السعودية أصبحت نظاما مارقا، ما سيعقد مهمة الإدارة الأميركية".


أما السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، والمقرب من ترامب فلخص الأمر بالقول: "إذا ثبتت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فسيترك ذلك أثرا مدمرا على العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب".