سياسة عربية

اعتقالات وغاز مسيل للدموع بقمع الأمن السوداني للاحتجاجات

السودان يشهد منذ الشهر الماضي احتجاجات تطالب باسقاط نظام البشير- جيتي

أطلقت الشرطة السودانية، الغاز المسيل للدموع على محتجين نظموا تجمعات في العاصمة الخرطوم، الأحد، دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين.

 

والأحد، خرج محتجون إلى شوارع الخرطوم وأم درمان للاعتصام في العديد من الساحات استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود حملة التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ 19 كانون الأول/ديسمبر. 

 

وقال تجمع المهنيين السودانيين، إنه نظم التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية، بالتعاون مع 3 تحالفات معارضة، 10 اعتصامات و6 تظاهرات، الأحد، في أنحاء متفرقة بالعاصمة الخرطوم.

 

ووفق بيان صادر عن التجمع، "نفذ مواطنون اعتصامات لمدة 3 ساعات في ميادين ومناطق بأحياء "جبرة" و"الصحافة" و"أبوروف" و"الموردة"، و"بري"، و"الثورة" أحد أكبر أحياء مدينة أم درمان التابعة للعاصمة".

أيضا، أعلن التجمع أنه نظم، اليوم، مظاهرات بالخرطوم في مناطق "شمبات" و"حلفاية الملوك" و"الكلاكلة" و"ود البخيت" و"شمبات جنوب" و"إمتداد ناصر".

 

وأدى الانتشار الواسع لشرطة مكافحة الشغب وعناصر الأمن، منع المحتجين من التجمع في العديد من المواقع، بحسب شهود. وبعد ذلك بدأ المحتجون بالتجمع في ثلاث مناطق سكنية في الخرطوم وفي منطقتين في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى لنهر النيل.

 

اقرأ أيضا: البشير: وسائل إعلام تعمل لاستنساخ ربيع عربي بالسودان (شاهد)

وفيما طوقت شرطة مكافحة الشغب العديد من الساحات في الخرطوم وأم درمان حيث كان المحتجون يعتزمون تنفيذ اعتصامات، قال هؤلاء "انتم الشرطة، عليكم حمايتنا". 

غاز مسيل للدموع

 

وملأت الشرطة بعض الساحات بالمياه الموحلة لمنع المتظاهرين من التجمع، بحسب شهود. 

كما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على محتجين حاولوا التجمع في منطقة الثورة في أم درمان، ومنطقتين في الخرطوم، بحسب الشهود. 

وقالت إحدى المتظاهرات رافضة كشف اسمها لأسباب أمنية "عندما جئنا إلى الساحة للاعتصام، شاهدنا قوات الأمن تحيط بها .. عندها قررنا تنظيم تجمع في حي مجاور، إلا أن الشرطة القت علينا الغاز المسيل للدموع". 

وكان تجمع المهنيين السودانيين دعا كذلك إلى تظاهرات ليل السبت، إلا أنه لم تعقد أي تجمعات كبيرة خلال الليل. 

كما دعا التجمع الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين، إلى تنظيم اعتصامات في جميع ساحات المناطق الأحد تليها تظاهرات يومية حتى الأربعاء.

 

اقرأ أيضا: دعوات للاعتصام بـ23 ميدانا بالسودان والبشير يصل القاهرة

وقمعت السلطات يقودها جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، المحتجين وقادة المعارضة والنشطاء والصحافيين في محاولة لمنع انتشار التظاهرات. 

والأحد، اعتقلت قوات الأمن أربعة صحافيين، بحسب ما ذكرت شبكة الصحفيين السودانيين غير الحكومية، أحدهم في اقليم دارفور غرب البلاد.

وحل السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة وفق مؤشر حرية الصحافة للسنوات من 2015 إلى 2018. 

وسبق أن أقر الرئيس السوداني حسن البشير، عبر تصريحات متفرقة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الحالية، بوجود مشاكل اقتصادية يعاني منها السودان لكنها ليست بالحجم الذي تضخمه وسائل الإعلام " في مسعى منها لاستنساخ ربيع عربي في السودان"، حسب قوله.

وقال: "نعم توجد مشكلة اقتصادية معروفة أسبابها ونعمل على حلها، لكن الحل ليس بالتدمير والتخريب والحرق".

كما أكد أن الحكومة لن تتغير بالمظاهرات، بل عبر صناديق الانتخابات.

واتهم أيضا من أسماهم بـ"مندسين ومخربين" من حركات مسلحة متمردة بقتل المحتجين، لافتا إلى 
أن بعض المقبوض عليهم خلال الأحداث الأخيرة تابعين لـ"حركة جيش تحرير السودان/فصيل عبد الواحد نور"(المتمردة)، و"اعترفوا بأن لديهم توجيهات بقتل المتظاهرين لتأجيج الصراع والفتنة".

 

اقرأ أيضا: تقرير: السودان يمارس عنفا ممنهجا ضد الصحفيين والمتظاهرين

ويشهد السودان منذ 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، احتجاجات تندد بتدهور الأوضاع المعيشية وتطالب بإسقاط نظام البشير.

وسقط خلال الاحتجاجات 30 قتيلا، حسب أحدث إحصاء حكومي، بينما تقول منظمة "العفو" الدولية إن عددهم 40 قتيلا.