صحافة دولية

صالون: هل ابتزاز "ناشونال إنكويرر" لبيزوس حماية لابن سلمان؟

صالون: رسالة بيزوس غير عادية كشف فيها عن محاولات ابتزازه- جيتي

نشر موقع "صالون" مقالا للصحافي المقيم في نيويورك إيغور ديرش، يتساءل فيه عما إذا كان ابتزاز "إنكويرر" لجيف بيزوس لحماية ولي العهد محمد بن سلمان.

 

ويقول ديرش في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن مؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس نشر رسالة غير عادية، كشف فيها عن محاولات مجلة التابلويد "ناشونال إنكويرر" ابتزازه، التي قادت معلومة فيها إلى تكهنات كثيرة، حيث ربط بيزوس جهود المجلة لعلاقاتها مع الحكومة السعودية

 

ويشير الكاتب إلى أن بيزوس كتب في "ميديم بوست" أن شركة "أمريكان ميديا" الشركة الأم لمجلة "إنكويرر"، هددته بنشر صور عارية له، وتفاصيل عن علاقاته العاطفية مع المذيعة لورين سانشيز، إلا إذا أصدر بيانا يعترف فيه "بعدم معرفته بأن تغطية (إنكويرر) لعلاقته (مدفوعة سياسيا أو أنها متأثرة بقوى سياسية)"، 

 

ويلفت ديروش إلى أن بيزوس أشار إلى أن رئيس "أمريكان ميديا إنك" ديفيد بيكر، والصديق القديم لدونالد ترامب، "وافق على الدخول في صفقة تحصنه من المحاكمة مع وزارة العدل على خلفية دوره في قضية (امسك واقتل) نيابة عن الرئيس ترامب وحملته الانتخابية"، فقد حصلت "أمريكا ميديا إنك" على قصة عارضة "بلاي بوي" السابقة كارين ماغداويل، وعلاقتها العاطفية مع ترامب مقابل مبلغ من المال، لكنها لم تنشرها. 

 

ويورد الكاتب نقلا عن بيزوس، قوله إن "بيكر وشركته كانا موضوعا للتحقيق في تحركات عدة قاما بها نيابة عن الحكومة السعودية"، واستشهد بيزوس بتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، جاء فيه أن ترامب كافأ بيكر على وفائه وولائه بعشاء خاص في البيت الأبيض، حضره مع ضيف مرتبط بالعائلة السعودية الحاكمة، حيث كان بيكر يحاول الحصول على صفقات تجارية.

 

ويفيد ديرش بأن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن بيكر سافر إلى السعودية بعد الرحلة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان معتقدا بأن السعوديين سيمولون خطواته الحثيثة للحصول على مجلة "تايم"، مشيرا إلى أن "أمريكان ميديا إنك" نشرت قبل تلك الزيارة عددا خاصا من 100 صفحة، وبطباعة صقيلة، الذي كان بالضرورة ترويجيا للأمير محمد بن سلمان. 

 

ويقول الكاتب إن الفضائح التي كشفها بيزوس جاءت في الوقت ذاته الذي كشفت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن الأمير السعودي أخبر كبير مساعديه في عام 2017، بأنه سيستخدم "الرصاصة" ضد جمال خاشقجي، الصحافي في "واشنطن بوست" الذي قتل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب ما توصلت إليه المخابرات الأمريكية.

 

وينوه ديروش إلى أن الرئيس دونالد ترامب ومن معه حاولوا الدفاع عنه، والتقليل من تقييم المخابرات الأمريكية عن تورط الأمير محمد، الذي أقام علاقة مع صهر ترامب ومستشاره جارد كوشنر.  

 

ويذكر الكاتب أن هذا جاء بعد أن نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الجهود الحثيثة التي يقوم بها محمد بن سلمان لتجنيد المؤسسات الإعلامية الأمريكية؛ من أجل إعادة تشكيل صورته في الغرب وتحسينها، مشيرا إلى أنه بحسب تقرير الصحيفة، فإن محمد بن سلمان التقى على يخته في البحر الأحمر مع مدير ومؤسس شركة "فيديا ميديا" شين سميث؛ لمناقشة "مملكة إعلامية دولية لمواجهة منافسي المملكة، وتحسين صورتها في الغرب". 

 

ويشير ديروش إلى أن بيزوس كتب أن بيكر أصيب بحالة جنونية عندما علم أن بيزوس عين محققا خاصا من أجل البحث عن الطريقة التي تمت فيها سرقة الصور والرسائل النصية من هاتفه النقال، وقال: "لأسباب سنعرفها لاحقا يبدو أن الزاوية السعودية ضربت على وتر حساس".

 

ويعلق الكاتب قائلا إنه "ليس من الواضح إن كانت الصلات السعودية كانت وراء محاولات الابتزاز، إلا أن الشخص الذي عينه للتحقيق غافين دي بيكر يعتقد أن الصور تم الحصول عليها من خلال القرصنة على هاتف بيزوس". 

 

ويلفت ديروش إلى أنه خلافا لهذا فإن الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" مانويل رويغ- فرانزيا يرى أن دي بيكر يعتقد أن "هناك إمكانية قيام كيان حكومي بالحصول على رسائل بيزوس"، ففي كانون الأول/ ديسمبر قام المحرر السابق لـ"ناشونال إنكويرر" جيري جورج بربط بيكر وترامب والسعوديين في مقابلة مع شبكة "أم أس أن بي سي" وشرح فيها أن بيكر استخدم مجلته لمساعدة حملة ترامب والسعوديين للحصول على تمويل. 

 

وينقل الكاتب عن جورج، قوله إن بيكر لديه معلومات مضرة لاستخدامها ورقة مقايضة، وأضاف جورج للمذيع آري ميلبر: "أصبح ديفيد قريبا لرجال ترامب، بمن فيهم كما تعرف المال السعودي وجارد كوشنر.. والمصرفيون الأصدقاء"، وتابع قائلا: "ففي النهاية لقد جمع أوراق ضغط من أجل استخدامها للحصول على ما يريد". 

 

ويختم ديروش مقاله بالإشارة إلى أن جورج وصف العدد الخاص الصقيل الذي نشرته "أمريكان ميديا إنك"، بأنه محاولة مثيرة للشك؛ لأن الشركة "كانت فقيرة ماليا.. وتدفق لها المال"، وقال: "أعتقد أن هناك حجرا يمكن رميه.. أعني المحقق الخاص وتحركه باتجاه، كما تعرف، الدور السعودي في هذا كله، وهم لم يخرجوا من المشكلات بعد".


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)