ملفات وتقارير

ما حقيقة أطنان "ذهب داعش" التي عثر عليها شرق سوريا؟

قوات التحالف تحصار آخر معاقل التنظيم في الباغوز شرق سوريا- تويتر

لفت موقع محلي كردي الأنظار، حين نشر خبرا قال فيه، إن القوات الأمريكية استولت على أطنان من الذهب كانت بحوزة مقاتلي تنظيم الدولة في آخر معاقله شرق سوريا، وأن جزءا منها منح للقوات الكردية المقاتلة في سوريا.

ونقل موقع "باسنيوز" قبل أيام عن مصادر، لم يسمها، قالت، إن عشرات الأطنان كانت بحوزة التنظيم في جيبه الأخير في الباغوز بريف دير الزور، وأصبحت الآن في يد الأمريكيين.


وقدرت المصادر الذهب بـ50 طنا، وتم نقلها إلى خارج سوريا عبر القواعد الأمريكية، في كوباني غربي كردستان العراق.


ويوجد نحو 2000 من القوات الأمريكية في سوريا يدعمون بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد تنظيم  الدولة، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر أنه سيسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.

وتثير هذه الأنباء، أسئلة حول مدى صدقيتها، ومصدر هذه الكميات الهائلة من الذهب، وإمكانيات التنظيم المادية والبشرية، بعد سلسلة من الهزائم مني بها على مدار الثلاث سنوات الماضية.

 

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يواجه تقدم "قسد" بهجمات انتحارية في الباغوز

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقريرا مثيرا من أربيل لمراسلها جوبي واريك، يكشف فيه عن أن تنظيم الدولة المنسحب حمل معه ثروة من القطع النقدية والذهبية، وهربها إلى خارج العراق وسوريا لتمويل عمليات قادمة.

ويقول واريك إنه بعد عام من انهيار الخلافة، فإن التنظيم يجلس على جبل من المال والذهب، الذي قام قادته بتخزينه لتمويل عمليات مقبلة، والتأكد من نجاة التنظيم لسنوات قادمة.


ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه مع انسحاب مقاتلي التنظيم من سوريا والعراق، فإن القادة حملوا معهم كميات كبيرة من العملات الأجنبية والذهب، بثروة يقدرها الخبراء بحوالي 400 مليون دولار، وهي الثروة التي تم نهبها من البنوك والأعمال الإجرامية، لافتا إلى أنه مع أن معظم هذه الثروة مخفية، إلا أن القادة قاموا بغسل كمية منها في أعمال تجارية شرعية على طول الشرق الأوسط.


وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمنيين، قولهم إن الأموال هي من أجل تمويل عمليات قادمة للتنظيم في حال خروجه من وضعه الحالي.

لكن الخبير العسكري السوري أحمد الحمادي شكك في صدقية الأنباء، وقال إن هذه الكميات مبالغ فيها إلى حد كبير، رغم عدم نفيه وجود إمكانيات مادية كبيرة ما زالت بحوزة التنظيم.


وشرح الخبير قائلا: " جيب الباغوز شرق سوريا هو آخر منطقة يسيطر عليها التنظيم، ولا أتوقع أنه سذج إلى هذا الحد الذي يجعله يترك هذه الكميات الهائلة من الذهب في منطقة من المعلوم أنها ستسقط عسكريا خلال فترة وجيرة، إذ أنها محاصرة من قوات النظام ومليشاته من الغرب، والجيش العراق في الجانب الشرقي من الحدود، ولا يوجد بها سوى 200 إلى 300 مقاتل فقط".

وتابع: "من المؤكد أن التنظيم نقل أمواله وقيادات الصف الأول والثاني، فضلا عن وثائق وأسرى لديه إلى مناطق أثر أمنا".


وعن المناطق التي توجه إليها التنظيم قال: "أعتقد أن التنظيم لا يمتلك حاليا منطقة جغرافية بعينها، ويحاول أن يتواري عن الأنظار في مناطق البادية السورية، وبادية الأنبار، وبادية حوران، وجبل أبو رجمين في تدمر، وربما منطقة العكاشات غرب العراق، وهي مناطق يصعب على القوات النظامية ملاحقتهم فيها نظرا لوعورتها، وصعوبة التحرك فيها".

 

اقرأ أيضا: مصادر كردية: الأمريكيون استولوا على أطنان من ذهب "داعش"

وذكّر الحمادي في حديث لـ"عربي21"، أن التنظيم كان يمتلك كميات كبيرة من الأموال، وحين سيطر على الرقة، أصدر عملته الذهبية، بهدف التعامل فيها بدلا من الدولار والعملة المحلية المتداولة، مشيرا إلى أن كل هذه الأموال كان التنظيم قد حصل عليها من العراق وسوريا، ونشاطه في تهريب وبيع النفط فضلا عن عمليات أخرى عززت مصادر تمويله، على مدار سنوات مضت.


ولفت إلى أن استراتيجية التنظيم الآن تتمثل في التخلي عن "مسك المدن" ، بحيث يعود إلى نظام الخلايا السرية، لأنه يواجه ملاحقة شرسة تتمثل في محاولة تجفيف منابعه، وأماكن تواجده، ومحاربة أي بؤرة قد يسيطر عليهامن قبل قوات التحالف.