سياسة دولية

صحيفة روسية: لماذا يخشى الغرب أنظمة أس400؟

صواريخ أس 400 نظام دفاع جوي متطور - أرشيفية

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن حصول تركيا على أنظمة الدفاع الصاروخي من طراز إس-400، التي تعتبر بمثابة كابوس بالنسبة لحلف شمال الأطلسي والدول الغربية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإعلام الغربي يعتبر أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-400 متفوقة على الأسلحة الأمريكية. كما أن الصفقة الروسية التركية مربحة أكثر بالنسبة للجانب التركي، نظرا لأن تكلفة المعدات العسكرية الروسية أقل بمرتين من تكلفة نظيرتها الأمريكية.

وأكدت أن امتلاك تركيا لأربع مجموعات من أنظمة أس400 الروسية المضادة للصواريخ يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للغرب. فبالنسبة للكرملين، تعد الأنظمة الصاروخية من أكثر المعدات العسكرية مبيعا، ولكنها تشكل للناتو كابوسا حقيقيا.

وحسب صحفيين غربيين، فإن الخصائص الدقيقة لهذه المعدات العسكرية غير مألوفة بالنسبة للدول الغربية. وتدعي روسيا أنه من بين الخاصيات التي تمتاز بها هذه الأنظمة قدرتها على هزيمة المقاتلات الأمريكية غير المرئية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سيطرت لفترة طويلة على المجال الجوي العالمي، قبل أن تصبح أنظمة أس400 تشكل تهديدا على الطائرات غير المرئية، نظرا لأنها تتميز بقدرة هجومية عالية وقادرة على الكشف عن الهدف. وفي الحقيقة، تفضل أنقرة والعديد من الدول الأخرى الأسلحة الروسية بدلا من الأمريكية، مما يعني أن روسيا كانت قادرة على إقناع رؤساء الدول بقدرات أنظمتها.

 

إقرأ أيضا: 

وذكرت أن وجود مجموعة واحدة من أنظمة الدفاع الجوية الروسية في سوريا جعل المقاتلات الغربية عاجزة على السيطرة على المجال الجوي السوري. وإلى جانب كونه أكثر ربحية بالنسبة لتركيا، فإن نظام الدفاع الجوي الروسي أكثر تطورا مقارنة بأنظمة باتريوت. وبعد أن اشترت أنقرة الأسلحة الروسية، فهي تحاول الحد من اعتمادها على الناتو.

وأوردت الصحيفة أن الزعيم التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت سابق إن موسكو قد توفر لأنقرة أنظمة أس400 قبل الموعد المقرر في تموز/ يوليو من هذه السنة، كما صرّح في مقابلة مع صحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من العاصمة الروسية، بأن "الأنظمة الروسية قد تكون جاهزة في تموز/ يوليو القادم وربما قبل هذا الموعد".

ونقلت عن الرئيس التركي قوله إنه "بما أن تركيا واحدة من أقوى دول حلف شمال الأطلسي، فما المانع من أن لا يكون لديها نظام دفاع جوي قوي". وفي السياق نفسه، أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى أنه "يمكن لأنقرة الحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي إس-400".

وتجدر الإشارة إلى أن الجانب التركي سيقوم بتنفيذ هذه الفكرة في حال لم توافق واشنطن أن تبيعها أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت الأمريكية. كما أوضح الوزير التركي أن أنقرة ستضطر لشراء طائرات قتالية من دول أخرى، إذا واصلت واشنطن رفض بيع مقاتلاتها من الجيل الخامس من طراز إس-35.

وأوضحت الصحيفة أن احتمال نجاح الصفقة بين أنقرة وواشنطن ضئيل جدا، وذلك وفقا لما أكده وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق من خلال قول إن "أنقرة لن تتمكن من شراء هذه المقاتلات إذا قامت بشراء أنظمة إس-400 الروسية". ووفقا للجانب الأمريكي، لا يمكن تسليح الجيش التركي بالمقاتلات الأمريكية من طراز إف-35 وأنظمة الصواريخ الروسية إس-400 لأن ذلك مستحيل تقنيا.

ونوهت إلى أن البنتاغون أشار إلى أنه من المستحيل إطلاق مقاتلات إف-35 الأمريكية في المجال الجوي نفسه الذي تتواجد في أنظمة الدفاع الصاروخية أس400. وعلى هذا الأساس، تزعم الولايات المتحدة أنه من الصعب التفاعل بين المقاتلات الأمريكية والأنظمة الروسية. ومن جهته، أكد بومبيو أن ذلك يمثل "مشكلة تقنية خطيرة"، مبينا أن واشنطن عرضت على أنقرة شراء أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية باتريوت، ويجري النظر في هذا الاقتراح والعمل على تفاصيله.

وفي غرة نيسان/ أبريل، أعلنت الولايات المتحدة إلغاءها لتوريد مقاتلات إف-35 لتركيا بصفة رسمية. ووفقا لوكالة "رويترز" للأنباء، فإن السبب الرئيسي وراء ذلك هو امتلاك روسيا لأنظمة أس400، مع العلم أن وزارة الدفاع الأمريكية طالبت تركيا بالرفض غير المشروط لأنظمة أس400 الروسية.

وأوردت الصحيفة أنه في نهاية شهر آذار/ مارس، حاولت الولايات المتحدة حل مسألة امتلاك تركيا لأسلحة روسية بطرق تشريعية. وفي هذا الصدد، قدم الكونغرس الأمريكي مشروع قانون يحظر توريد مقاتلة إف-35. واقترح أعضاء مجلس الشيوخ تطبيق مثل هذه الإجراءات التقييدية إلى أن يتأكد الجانب الأمريكي من عدول تركيا عن شراء أس400 الروسية.

وأوضحت الصحيفة أن إنتاج إف-35 بدأ سنة 2006، وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج حوالي 300 قاذفة متعددة الأغراض من الجيل الخامس. وتعتمد هذه المقاتلات من قبل القوات الجوية للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وإسرائيل وإيطاليا والنرويج وهولندا وأستراليا واليابان.