صحافة دولية

بمناسبة نقل السفارة للقدس.. سفير أمريكا: إسرائيل مع الله

نيويورك تايمز: أصيب الفلسطينيون بالذهول من تعليقات فريدمان- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمدير مكتبها في القدس ديفيد هالبفنغر، يقول فيه إن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، الذي يعد القوة الدافعة الرئيسية خلف صياغة مقترح إدارة ترامب الذي انتظره العالم طويلا لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أعلن يوم الثلاثاء بأن إسرائيل "مع الله".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السفير كان يتحدث خلال احتفال برعاية مجموعة إنجيلية أمريكية، للاحتفال بذكرى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وينقل هالبفنغر عن السفير ديفيد فريدمان، قوله إن إسرائيل تكسب قوة لسببين، وقال إن الأول هو أن العلاقة بين البلدين كانت تتنامى لتصبح "أقوى وأقوى وأقوى.. والثاني هو أن إسرائيل لديها سلاح سري لا تملكه الكثير من الدول.. إسرائيل مع الله، ونحن لا نقلل من شأن ذلك".

وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذا التعليق يعكس معتقدا شائعا بين المسيحيين الإنجيليين، لكنه كان أيضا آخر مؤشر على أي شيء إلا المقاربة المنصفة للصراع من إدارة ترامب، فبالإضافة إلى نقل السفارة إلى القدس، وهو تحرك ينظر إليه على أنه متحيز لإسرائيل في الخلاف على السيادة على المدينة، قامت الإدارة بخفض المعونات للفلسطينيين وتوقفت عن وصف الضفة الغربية بـ(المحتلة)".

ويلفت التقرير إلى أن فريدمان اعترف بعد فترة غير وجيزة بقائمة، سردها بسرعة، من التحركات التي قامت بها الإدارة، التي خالفت ما جرت عليه الأمور سابقا ولصالح إسرائيل، بما في ذلك معاقبة الفلسطينيين بإغلاق ممثليتهم الدبلوماسية في واشنطن، ودمج القنصلية في القدس، التي كانت تخدم الفلسطينيين بشكل خاص، مع السفارة. 

ويجد الكاتب أن تعليقاته هذه جلبت المزيد من الانتقادات، حيث اشتكى الفلسطينيون من أن فريدمان كان يمثل مصالح الحكومة اليمينية المتطرفة أكثر من مصالح أمريكا، مشيرا إلى أنه حتى أحد السفراء الأمريكيين السابقين لفريدمان قال إن الكلام خارج عن حدوده.

وتورد الصحيفة نقلا عن دانيال كورتزر، الذي كان سفير واشنطن لدى إسرائيل خلال رئاسات جمهورية وديمقراطية، قوله: "تعليقات فريدمان معقولة لو كان سفيرا للمجتمع اليهودي الأرثودوكسي اليميني المتطرف في أمريكا.. لكن كونه سفيرا يمثل حكومة وشعب الولايات المتحدة، فإن تعليقه غير مناسب لأبعد الحدود".

وينوه التقرير إلى أن الفلسطينيين أصيبوا بالذهول من هذه التعليقات، فقالت المفاوضة الفلسطينية المخضرمة وعضوة الهيئة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي: "أين يضع ذلك بقية العالم؟.. لا أستطيع تصديق ذلك، لا أستطيع أن أصدق أن هذا المنظر الأصولي المتطرف يعمل سفيرا".

وأشارت عشراوي، التي قالت إنه رُفض إعطاءها تأشيرة زيارة للولايات المتحدة لأول مرة، إلا أن المناسبة التي صدر فيها التعليق عن فريدمان، وما تحمله من صدى حرب دينية، تم عقدها في فندق على مرمى الحجر من أسوار المدينة القديمة، حيث ذبح الصليبيون والمسلمون بعضهما البعض لقرون.

وقالت عشراوي: "آخر مرة كان لدينا أناس يفكرون بهذا الأسلوب في فلسطين كان في العصور الوسطى، وانظر ماذا حصل".

ويفيد هالبفنغر بأن كبير المفاوضين لدى منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لفترة طويلة، شكك في لياقة الإشارة إلى الله بصفته سلاحا من الأصل، حيث غرد على "تويتر"، قائلا: "إن ما يقوله السفير فريدمان للفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، هو أن الله ضدهم (أو أنهم أعداء لله)".

وتذكر الصحيفة أن لا أحد اتهم فريدمان، الذي عمل لفترة طويلة محامي إفلاس لترامب، بالنزاهة، أو حتى الحياد المدروس الذي يمارسه من يمتهن الدبلوماسية، مشيرة إلى أنه كان قبل تعيينه مؤيدا بارزا وممولا للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، التي يعدها معظم العالم أنها غير شرعية بموجب القانون الدولي. 

ويقول التقرير: "يمكن أن يبدو وكأنه يجذب الاتهامات بأنه قريب جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: فافتح كلمته مساء الثلاثاء، بالترحيب بنتنياهو الذي كان حاضرا، وقال مازحا إنها كانت مجرد أيام منذ أن تقابلا، وأضاف: (لقد كان من الصعب أن أكون بعيدا عنك لفترة طويلة)".

ويشير الكاتب إلى أن فريدمان قلل في خطابه من شأن التوقعات بوقوع عنف حول نقل السفارة للقدس قبل عام، فقال: "في مدينة القدس كلها، في ذلك اليوم، لا أظن أنه كان هناك أكثر من 20 شخصا قاموا للاحتجاج.. وأعتقد أنه كان هناك أناس أكثر غير راضين عن الطعام الذي تناولونه في المطاعم المختلفة من الناس غير الراضين عن نقل السفارة للقدس".

ونلفت الصحيفة إلى أنه أقر بأنه "كان هناك عنف في غزة ذلك اليوم"، حيث قتل الجنود الإسرائيليون حوالي 60 متظاهرا فلسطينيا، لكنه قال إن ذلك "لم تكن له علاقة بفتح السفارة".

ويؤكد التقرير أن المظاهرات في غزة كانت تهدف بالذات إلى التغطية على احتفالية نقل السفارة، مشيرا إلى قول فريدمان بأنه لو كان الأمر في يده فإن أمريكا ستستمر في دفع حدود تأييدها لإسرائيل، فـ"لا أعتقد أنها كافية". 

ويقول هالبفنغر إنه في إشارة إلى الهيكل اليهودي، الذي يريد الكثير من اليهود اليمينيين إعادة بنائه على "جبل المعبد"، فإن فريدمان، اليهودي الأرثودوكسي، قال إن داخله محرابا في أعلى منحدر. 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول فريدمان إنه لتحقيق مستوى من القداسة، فإن "علينا أن نستمر في الدفع إلى الأمام؛ حيث هناك تداعيات للتوقف.. يجب علينا أن نستمر في السير للأمام، والاستمرار بالسير إلى أعلى المنحدر".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)