سياسة عربية

إخوان مصر تدعو لحوار يفضي لاتفاق على خريطة لإنهاء الأزمة

انصار الانقلاب يحطمون مقر الاخوان في مصر - أرشيفية

دعت جماعة الإخوان المسلمين من وصفتهم بـ"الحريصين على مستقبل مصر بكل توجهاتهم وانتماءاتهم" إلى مائدة حوار عامة "يتم خلالها الاتفاق على خريطة عمل يلتزم الجميع بمقتضاها بالعمل على تقوية اللحمة الوطنية والتحرك على قلب رجل واحد لكسر الانقلاب".


وفي بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه شدّدت الجماعة على ضرورة "إعادة المؤسسة العسكرية إلى مهمتها الأساسية والحفاظ على أرض مصر ونيلها وثرواتها وتراثها واسترداد ما تم التفريط فيه منها ومحاكمة المفسدين والمجرمين بحق الوطن وأبنائه أمام قضاء عادل، والعمل على استعادة مصر لدورها الريادي والتاريخي في المنطقة".


وجدّدت الجماعة عهدها "مع الله سبحانه وتعالى، ثم مع الشعب المصري، على مواصلة الكفاح من أجل حرية الوطن واستقلال قراره وكرامة المواطن واسترداد حقوقه، حتى إسقاط هذا الانقلاب، واستنقاذ الوطن من شروره".


وذكرت أن "الانقلاب العسكري المجرم هو أخطر كارثة مُنِيَ بها الوطن في تاريخه الحديث، وضعته في نفق مظلم وتهدد حاضره ومستقبله، ولا مخرج من هذا النفق المظلم إلا بإسقاطه، واستعادة المسار الديمقراطي، واسترداد الشعب المصري لإرادته وحريته وقراره".


الشعب مصدر السطات

 
وأوضحت أن "الشعب المصري هو صاحب ثورة 25 يناير، وهو صاحب السيادة، وهو مصدر السلطات، وعليه التعويل في إسقاط هذا الانقلاب، وانتزاع حريته، والقوى الثورية - وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين - جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب، يناضلون بين صفوفه دون تردد حتى يفرض إرادته ويستكمل ثورته".


وأردفت: "شهداء ثورة 25 يناير هم رموز التضحية والفداء، وهم مشاعل الحرية، والوجه الحضاري لهذا الوطن، والوفاء لتضحياتهم واجب يحتم علينا جميعا استكمال ما بدأوه، وعدم التفريط في الأهداف الوطنية النبيلة التي استشهدوا من أجلها، والسعي بكل السبل لتحقيق القصاص العادل لدمائهم الزكية".

 

وذكرت أن من وصفتهم بـ "الأحرار في سجون العسكر هم رموز الوطنية المصرية، وهم الكنز الحقيقي لهذا الوطن، وعلى صخرة صمودهم وثباتهم تكسرت كل محاولات الانقلاب لتفتيت نواة الثورة الصلبة، وتحريرهم من سجون الطغيان واجب على الشعب المصري بأسره، لاسيما القوى الثورية -وفي القلب منها الإخوان-  حيث جمعت بينهم ميادين الحرية، وامتزجت أصواتهم في هتاف واحد للوطن".


مقاومة مدنية وانتخابات نزيهة

 
وقالت الإخوان إن "المقاومة المدنية السلمية هي اختيار الشعب المصري، واختيار الإخوان المسلمين لمواجهة الانقلاب، حفاظا على البلاد من الانزلاق إلى أتون الاحتراب الأهلي، وتفاديا لما يجلبه على الوطن من كوارث جمة، ومصائب كبيرة".


وشدّدت على أن "وحدة الصف الثوري ضرورة لإسقاط الانقلاب، والحد الأدنى هو الاتفاق على مشروع وطني جامع، عابر للأيديولوجيا، انطلاقا من أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعلى قاعدة مقاومة الانقلاب سلميا، حتى يتم إسقاطه، واسترداد الإرادة الشعبية ليقرر الشعب مصيره ومن يحكمه في انتخابات حرة نزيهة".


ورأت أن "المواطنة هي أساس بناء الدولة المدنية الحديثة التي نسعى لبنائها بعد إسقاط الانقلاب، والشراكة الوطنية هي الأساس في ذلك، والتوافق بين القوى الثورية هو أساس اتخاذ القرارات في المرحلة الانتقالية، التي تعقب إسقاط الانقلاب، فإذا تعذر الإجماع -في القرارات المصيرية- يتم اللجوء لاستفتاء الشعب".


وتابعت:" مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش والشرطة والقضاء والإعلام هي ملك للشعب، والحفاظ عليها مسؤولية وطنية، لكن يجب إصلاحها وتطهيرها وإعادة هيكلتها، ومحاسبة المفسدين فيها، وفي مقدمتهم قادتها ورموزها، وإلزامها حدود مهامها الدستورية؛ فيعود الجيش إلى ثكناته تاركا السياسة للسياسيين، والاقتصاد للاقتصاديين، وتصبح الشرطة مؤسسة مدنية تسهر على حماية المواطن، ويصبح القضاء مستقلا عن السلطة التنفيذية، ويلتزم الإعلام المعايير المهنية".


القصاص والعدالة الانتقالية 

 

 وأشارت إلى أن "العدالة الانتقالية الناجزة هي الأساس في محاسبة كل من أجرم في حق الشعب المصري، سواء قادة الانقلاب، أو أدواته في الأجهزة الأمنية القمعية، ومرورا بالقضاة المتورطين في إصدار أحكام مسيسة، وانتهاء بإعلامي الفتنة، وغيرهم في كافة المؤسسات".

 

ولفتت إلى أن "التعذيب والقتل العشوائي والقتل بمنع العلاج أو تلقي الدواء، والإخفاء القسري، والتهجير العشوائي جرائم لا تسقط بالتقادم، وهي أول الجرائم التي يقدم أصحابها للعدالة الانتقالية الناجزة".


وأكدت أن "القصاص العادل لدماء الشهداء، وتعويض أسرهم، وجبر الضرر اللاحق بالمعتقلين والمطاردين وأسرهم خطوة أساسية على طريق إعادة اللحمة الاجتماعية التي مزقها الانقلاب".


ودعت إلى "تدويل قضايا الشهداء وعلى رأسهم الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، وقضايا المعتقلين والمختفين قسريا واجب إنساني مشترك يجب أن يسعى لتحقيقه كل الثوار والأحرار، بعيدا عن الأيديولوجيات والحسابات السياسية الضيقة".


واستطردت جماعة الإخوان قائلة:" سقوط الانقلاب أمر حتمي وإن طال الزمان؛ لأن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولأن الباطل زهوق، ولأن الشعوب لا تهزم، ولأن الحق الذي يسعى خلفه أصحابه يأبى النسيان".