حول العالم

لماذا يريد الجميع العودة إلى القمر؟

أشارت الصحيفة إلى أن أولويات الولايات المتحدة المتعلقة بالفضاء تتغير وفقا لنزوات وأهواء الكونغرس

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن السباق المحموم الجديد الذي تخوضه بعض بلدان العالم للوصول إلى سطح القمر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المركبة الفضائية الروبوتية صينية "تشانج آه 4"، التي تضم مركبة متجولة صغيرة، أضحت خلال شهر كانون الثاني/ يناير أوّل سفينة تهبط على الجانب البعيد من القمر.

 

وتسعى الهند إلى إجراء أوّل محاولة للوصول إلى سطح القمر من خلال إطلاق المركبة الفضائية "تشاندرايان -2"، ناهيك عن أن منظمة "سبيس أي إل" الإسرائيلية حاولت إرسال مركبة إنزال صغيرة إلى هناك هذه السنة، لكنها تحطمت.

وذكرت الصحيفة أن الصين تتبع نهجا بطيئا وثابتا، وتتوقع أن يصل أول روادها إلى هناك خلال حوالي ربع قرن.

 

من جهتها، طرحت وكالة الفضاء الأوروبية مفهوم "قرية القمر" الدولية المتوقع إنشاؤها سنة 2050. وكشفت روسيا خططا لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول سنة 2030، على الرغم من أن الكثيرين يشككون في قدرتها على تحمل التكلفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أولويات الولايات المتحدة المتعلقة بالفضاء تتغير وفقا لنزوات وأهواء الكونغرس ورؤسائها، حيث أعلن نائب الرئيس مايك بينس أن وكالة ناسا تهدف إلى إجراء رحلة مرة أخرى إلى سطح القمر بحلول سنة 2024، أي قبل أربع سنوات من البرنامج السابق. وفي الواقع يسلط الوصول إلى القمر الضوء على التقدم التكنولوجي الذي أحرزته الهند في هذا المجال.

 

اقرأ أيضا: الهند تعلن تأجيل إرسال مركبة للقمر بسبب "مشكلة فنية"

والجدير بالذكر أن الصين تهدف إلى تركيز نفسها كقوة عالمية خارج كوكب الأرض من خلال تكثيف جهودها للوصول إلى القمر. لكن بالنسبة للولايات المتحدة وناسا، يعد القمر، في الوقت الراهن، مجرد محطة في طريق وصولها إلى كوكب المريخ.

وأفادت الصحيفة بأن الكثير من الشركات تتنافس من أجل الفوز بعقود ناسا المتعلقة بتصنيع المركبات وتوفير المعدات اللازمة خلال الرحلات التي تجريها. وفي الأثناء، تعمل الشركة المختصة في هندسة الطيران والفضاء الجوي "بلو أوريجين"، التي أسسها جيف بيزوس، على تطوير مركبة إنزال كبيرة؛ بهدف بيعها لوكالة ناسا لنقل البضائع ورواد الفضاء إلى سطح القمر.

وبعد انتهاء برنامج أبولو، لم يعد القمر محط اهتمام الكثير من البلدان. وبعد رحلة أبولو 17، التي كانت آخر زيارة قام بها رواد فضاء ناسا سنة 1972، أرسل السوفييت عددا من المركبات الفضائية الآلية إلى القمر، لكنهم سرعان ما فقدوا اهتمامهم بإجراء المزيد من الاستكشافات هناك.

وأكدت الصحيفة أن اهتمام وكالة ناسا تحوّل إلى بناء المكوكات الفضائية ومحطة الفضاء الدولية. ومن ثم توجه انتباه مستكشفيها نحو المريخ، بالإضافة إلى حزام الكويكبات والعوالم الخارجية للنظام الشمسي. وقد أفاد مدير وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" جيم بريدنشتاين بأن " تقليل فرص السياسيين في تغيير رأيهم مرة أخرى حيال رحلات الفضاء يعد من أحد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تسريع إجراء رحلات الذهاب إلى القمر".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرحلة القادمة ستكون في نهاية الفترة الثانية لرئاسة دونالد ترامب، إذا أعيد انتخابه خلال السنة المقبلة. وحيال هذا الشأن، صرح بريدنشتاين بأنه "من المؤسف عدم عودة الولايات المتحدة إلى القمر منذ سنة 1972، على الرغم من الجهود التي بذلها الكثيرون، ولم تتحول إلى واقع ملموس".

 

اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن "الجانب المظلم" من القمر؟ (إنفوغرافيك)

والجدير بالذكر أن ناسا وضعت برنامج أرتيميس للهبوط على القمر، الذي يتضمن القيام باختبار دون طاقم لنظام إقلاع الفضاء الذي هو بمثابة صاروخ كبير قيد التطوير في الوقت الحالي. ويهدف هذا البرنامج إلى إجراء العديد من الرحلات الفضائية من أجل القيام بالعديد من المهام على غرار الهبوط على السطح الجنوبي للقمر.

ونقلت الصحيفة عن بريدنشتاين، الذي ردّد ما ورد على لسان مسؤولين آخرين في وكالة ناسا، أن "أرتيميس ستسافر إلى القمر وهي تقل على متنها امرأة ورجل".