حقوق وحريات

هكذا احتجت "أم زبيدة" المصرية على حبسها وإخفاء ابنتها

أم زبيدة

استنكر حقوقيون ومعارضون مصريون ما تتعرض له المعتقلة "أم زبيدة" من انتهاكات في سجون النظام العسكري بمصر بسبب مطالبتها قبل سنوات بالكشف عن مصير ابنتها خلال مقابلة مع قناة "بي بي سي".

 

واضطرت أم زبيدة نتيجة الاعتقال المتواصل إلى حلق شعرها والدخول في إضراب مفتوح عن الطعام في محاولة منها للفت النظر إلى قضيتها وقضية ابنتها "زبيدة" المختفية قسريا منذ 3 سنوات.

محاميها إسلام سلامة، أكد عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أنه "بعد قبول استئناف النيابة وإعادة حبس (أم زبيدة) للمره الثالثة على التوالي؛ قررت الدخول في إضراب كلي عن الطعام، كما قامت بحلق شعرها تماما اعتراضا منها على التعنت الحاصل معها وعدم خروجها حتي الآن وطلبا لإخلاء سبيلها لانتهاء التحقيقات وعدم وجود أية دواعي لحبسها احتياطيا طالما أنه لا جديد في الأوراق".

 

من (BBC) إلى أديب
وقصة "زبيدة إبراهيم أحمد يونس"، (24 عاما) ظهرت للعلن خلال حوار للأم مني محمود محمد (56 عاما)، مع (BBC) قدمته مراسلتها بالقاهرة "أورلا جيورين"، بعنوان "سحق المعارضة في مصر"، في 25شباط/ فبراير 2018، تحدثت فيه عن اختطاف الأمن لابنتها وإخفائها قسريا واغتصابها وتعذيبها وصعقها بالكهرباء، ما مثل وقتها فضيحة كبيرة  للنظام.


وباليوم التالي، ظهرت "زبيدة" بلقاء تلفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب، من شقة بأحد أحياء القاهرة، لتقول إنها تزوجت ولم يعتقلها الأمن ولم تتعرض للتعذيب، ولكن علامات الحزن والدموع البادية على "زبيدة" دعت النشطاء للتشكيك بصحة حديثها.

 


وبعد أيام من لقاء أديب، وفي 28 فبراير 2018، تم اعتقال "أم زبيدة"، بتهمة "نشر وإذاعة أخبار كاذبة"، و"الانضمام لجماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون"، كما أنه لا يعرف أحد أين "زبيدة" حتى الآن.

وفي 15كانون الثاني/ يناير 2019، حصلت "أم زبيدة"، على قرار إخلاء سبيل بتدابير احترازية، ليتم تجديد حبسها 45 يوما بعد قبول استئناف النيابة العامة على القرار، وهو الأمر الذي تكرر في منتصف شهر نيسان/ أبريل، ونهاية تموز/ يوليو الماضي، بحبسها 45 يوما أخرى.

انتقام طال محاميها

أزمة زبيدة وأمها طالت محاميها عزوز محجوب، الذي تم اعتقاله أيضا وإخفاءه قسريا 5 أشهر، وفي الوقت الذي يعانى الآن من أزمة نفسية وعصبية نتيجة تعذيبه مكبلا ومعصوب العينيين، ترفض السلطات الإفراج الصحي عنه وتواصل احتجازه بقسم إمبابة، وسط تجاهل نقابة المحامين، حسب الحقوقي أحمد العطار.

العطار، الباحث بـ"التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، أشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى تأكيد محامي "أم زبيدة" بأنها "دخلت بإضراب كلي عن الطعام، وأنها قامت بحلق شعر رأسها اعتراضا على تكرار رفض النيابة إخلاء سبيلها".

وأضاف أن "الشرطة المصرية اعتقلتها يوم 28 فبراير 2018، ووجهت لها تهمة نشر أخبار كاذبة بعد أن ظهرت في (BBC) البريطانية تطالب بمعرفة مكان ابنتها المختفية قسريا"، وأوضح أنها "تقبع حاليا بسجن القناطر للنساء".

 

إقرأ أيضا: قصص مأساوية لفتيات مصريات حرمتهن سجون السيسي فرحة العمر

ويعتقد العطار، أن أزمة "أم زبيدة" تتمثل بـ"توالي قرارات المحكمة بإخلاء سبيلها وتوالي استناف النيابة عليها واستمرار المحكمة بقبول استناف النيابة وإعادة حبسها للمرة الرابعة على التوالي"، مؤكدا "عدم قانونية استئناف النيابة".

وعن "زبيدة"، أكد العطار أنها "بعد ظهورها المفاجئ مع من قالت إنه زوجها مع عمرو أديب؛ لا أحد يعلم عنها شيئا ولم تظهر بأي برامج أخرى".

وقال إن "انتقام النظام والتنكيل بأم زبيدة؛ هو رسالة لكل مصري يحاول البحث عن أبنائه المختطفين قسريا، بأن مصيرك الاعتقال والتنكيل، كما كانت رسالة السلطات باعتقال الصحفية آية علاء، لحديثها للصحافة العالمية عن ظروف إعتقال زوجها حسن القباني، وقتها بسجن العقرب".

نفدت طاقتها

من جانبه أكد مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي، لـ"عربي21"، أنهم حتى الآن لم يستطيعوا التأكد من خبر حلق "أم زبيدة"، شعرها ودخولها في إضراب عن الطعام.

وأضاف أنه "مما لا شك فيه أن لكل إنسان طاقة للتحمل؛ ولو صحت كل الأخبار الواردة عن والدة زبيدة فذلك بسبب الانتهاكات وتلفيق القضايا والظلم الذي تعرضت له السيدة".

وقال إن "زبيدة، تعرضت لعدد من الانتهاكات منذ سنوات ولم تتوقف؛ فقد تم القبض عليها تعسفيا ثم إخفاءها قسريا، وزاد الأمر بالقبض على والدتها وتلفيق قضية لها".

وصنف "الشهاب لحقوق الإنسان"، استمرار الانتهاكات والاحتجاز التعسفي بحق "أم زبيدة" للمرة الرابعة ضمن انتهاكات النظام بحق المرأة، وحَمَّلَ وزارة الداخلية ومصلحة السجون مسؤولية سلامتها، وطالب بالإفراج الفوري عنها.

تضامن واسع

ولاقت قصة "زبيدة" وأمها تفاعلا كبيرا من النشطاء والحقوقيين والصحفيين.

وقال القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، الدكتور عبدالموجود الدرديري، إن ما قامت به "أم زبيدة" هو السبيل الوحيد لهؤلاء النسوة ومستضعفات السجون المصرية، منتقدا "ما تتعرض له النساء والفتيات من التعسف ضدهم والأحكام الجائرة التي تصدر بحقهن"، مشيرا لـ"إحساسهن بعدم وجود أي حراك لرفع الظلم عنهن".


وقال الصحفي عبدالفتاح فايد: "هذه التي لو صادفت صرختها معتصما لحرك من أجلها الجيوش؛ لا أن تتكتل بمواجهتها دولة بإعلامها وقضائها وأجهزتها الأمنية".


وعبر هاشاتغ "#خرجوا_أم_زبيده"، "#الحريه_للبنات"، طالبت الناشطة مني إبراهيم بالإفراج عن الأم وابنتها، فيما أعلنت الناشطة منى سيف، تضامنها مع أم زبيدة.