ملفات وتقارير

الفلسطيني "غنام".. 100 يوم من الإضراب بسجون الاحتلال

غنام يرفض الاعتقال الإدراي دون تهمة- ا ف ب (أرشيفية)

تخطى المعتقل الفلسطيني أحمد غنام، حاجز الـ 100 يوم في إضرابه المفتوح عن الطعام داخل سجون الاحتلال، رفضا لاعتقاله إداريا، وسط تحذيرات جدية من تعرض حياته للخطر.


واعتقل "غنام" (42 عاما)، وهو من بلدة "دورا" بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في الثامن من حزيران/ يونيو 2019، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري هو قرار حبس دون محاكمة تُقره المخابرات الإسرائيلية، بالتنسيق مع القائد العسكري في الضفة الغربية، لمدة تتراوح بين شهر إلى ستة أشهر، ويتم إقراره بناء على "معلومات سرية أمنية" بحق المعتقل.


وعادةً ما تمدد سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري مرات عديدة، بذريعة أن المعتقل "يعرّض أمن إسرائيل للخطر".
ومنذ اليوم الأول لسجنه رفض الفلسطيني "غنام" اعتقاله إداريا، وبدأ بتاريخ 14 يوليو/ تموز الماضي، إضرابا مفتوحا عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه بشكل فوري.


وتبدي عائلة "غنام" قلقا على حياته، ودعت مرات عدة إلى تدخل رسمي وحقوقي للإفراج عن نجلها.
ويقول ناصر غنام، شقيق المعتقل المضرب عن الطعام، لمراسل الأناضول: "لدينا مخاوف حقيقية على حياة شقيقي".
ويضيف: "بعد 100 يوم من الإضراب المفتوح عن الطعام، كيف يمكن أن تكون حالته الصحية؟، قد نفقد شقيقي في أية لحظة (..) مطلوب تحرك شعبي ورسمي وحقوقي للضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه".

 

اقرأ أيضا: حماس تطالب بموقف دولي تجاه الاعتقال الإداري بحق الأسرى

وتتقصى العائلة أخبار نجلها عبر محاميه، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث ترفض السلطات الإسرائيلية السماح لأي من أقارب "غنام" بزيارته.
ويذكر شقيقه أن أحمد يعاني من فقدان البصر، ودوار بشكل مستمر، ويصاب بحالات إغماء، ونزيف متقطع من الأنف، وآلام في العامود الفقري والكلى والقلب.


وقبل نحو 15 عاما أجرى "غنام" عملية زراعة نخاع إثر إصابته بمرض "سرطان الدم"، الأمر الذي يزيد من مخاوف العائلة من تعرض حياة نجلها للخطر لضعف مناعة جسده.
وللمضرب "غنام" طفلين أكبرهما بعمر أربعة أعوام ونصف، والأصغر عام ونصف.


وسبق أن تعرض أحمد للاعتقال من السلطات الإسرائيلية عدة مرات، وأمضى ما مجموعه تسعة سنوات ونصف بسجون الاحتلال، منها 4 سنوات قضاها بالاعتقال الإداري، بحسب شقيقه.
ويعاني "غنام" من وضع صحي سيئ، كما يؤكد محاميه أشرف أبو سنينة.
ويضيف أبو سنينة، إن "المضرب غنام خسر نحو 40 كيلو غراما من وزنه، لكنه يملك معنويات قوية، ويؤكد استمراره في الإضراب حتى تحقيق مطلبه بإطلاق سراحه فورا".


ويشير أنه تم نقل المعتقل قبل نحو أسبوع إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي بمدينة رحوفوت (شمال)، إثر تردي وضعه الصحي.
ويذكر أن "الشاباك "جهاز الأمن العام الاسرائيلي (المسؤول عن رصد والتحقيق مع الفلسطينيين) يتعنت ويرفض قبول مطلب "غنام" بالإفراج عنه.


ويبيّن المحامي أن "غنام" رفض كل العروض الإسرائيلية لوقف إضرابه عن الطعام، والتي كان آخرها تمديد اعتقاله الإداري لمدة ثلاثة شهور ولمرة واحدة.
ويوضح أبو سنينة، أن "غنام" يطالب بتدخل رسمي وحقوقي للضغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراحه.

 

اقرأ أيضا: أسرى فلسطينيون يواصلون الإضراب ودعوات لإنقاذهم

والأربعاء المقبل، تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة للنظر في الالتماس المقدم باسم "غنام" ضد اعتقاله إداريا.
في السياق، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي، إن "غنام وصل إلى مرحلة خطيرة".
وأضاف النادي: "تواصل سلطات الاحتلال حرمان عائلة المعتقل غنام من زيارته، وتفرض إجراءات تنكيلية بحقه، امتدت منذ لحظة إعلانه للإضراب عن الطعام".


وذكر أن من الإجراءات التنكيلية "عزله انفراديا، والتضييق عليه، واحتجازه في ظروف قاهرة وصعبة في زنازين معتقل الرملة (وسط)، قبل نقله مؤخراً إلى مستشفى كابلان".


وإلى جانب "غنام" يواصل خمسة معتقلين فلسطينيين إضرابهم عن الطعام، وهم المعتقل إسماعيل علي مضرب منذ (90 يوماً)، وطارق قعدان منذ (83 يوماً)، وأحمد زهران منذ (30 يوماً)، ومصعب الهندي منذ (28 يوماً)، والمعتقلة هبه اللبدي منذ (28 يوماً).


ووفق إحصائيات فلسطينية رسمية، وصل عدد المعتقلين 5700 معتقل بينهم 230 طفلا و48 معتقلة و500 معتقل إداري، و1800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل.