سياسة دولية

اغتيال سليماني يفتح باب التفاوض بين واشنطن وطهران

روحاني: بريطانيا كانت ستحرم من السلامة والأمن لولا جهود سليماني في مواجهة إرهاب تنظيم الدولة- جيتي

برز خيار التفاوض الجاد بين واشنطن وطهران، في ظل تصاعد الأحداث بين البلدين، والتي بلغت درجة عالية من التوتر عقب الاغتيال الأمريكي لقائد فليق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

وجاء رد الولايات المتحدة عقب قصف إيران لقواعد عسكرية أمريكية بالعراق، بالقول إنها: "مستعدة للانخراط بدون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع إيران" بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وفي سياق جهود التهدئة، ناقش رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون الخميس "الوضع في المنطقة في أعقاب قتل قاسم سليماني، ودعا إلى إنهاء الأعمال العدائية"، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بحسب ما قاله متحدث باسم جونسون.

وقال الرئيس روحاني، إن بريطانيا كانت ستحرم من السلامة والأمن لولا جهود سليماني في مواجهة إرهاب تنظيم الدولة، بحسب ما قاله مكتب الرئيس.

 

اقرأ أيضا: "صفقة جديدة".. سيناريو آخر غير الحرب ردا على اغتيال سليماني

وأكد جونسون "استمرار التزام بلاده بالاتفاق النووي الإيراني، ومواصلة الحوار لتفادي انتشار الأسلحة النووية، وتخفيض التوتر"، واصفا الاتفاق بأنه "أفضل ترتيب متاح حاليا".

وطالب جونسون بإطلاق سراح نازانين زاغاري راتكليف، والمحتجزين الآخرين لدى إيران ممن يحملون جنسية مزدوجة.

هكذا كان الرد

 

وحمل الرد الإيراني على اغتيال سليماني رسالة بعدم الرغبة بجر المنطقة إلى تصعيد شامل، فقال قائد القوات الجو-فضائية في الحرس الثوري، العميد علي حاجي زاده: "إن الهجمات الصاروخية الإيرانية على أهداف أمريكية في العراق لم تكن ترمي إلى قتل جنود أمريكيين، ولكنها سعت إلى الإضرار بـ"الآلة العسكرية" لواشنطن".

وأضاف: "إن تلك الهجمات كانت بداية سلسلة ستتم عبر المنطقة"، بحسب ما ذكره التلفزيون الرسمي.

وقال إن "الانتقام المناسب لاغتيال سليماني هو طرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن لدى إيران مئات الصواريخ الجاهزة، وأن طهران عندما شنت الصواريخ الأربعاء استخدمت "هجمات إلكترونية لتعطيل أنظمة الملاحة الجوية للطائرات والطائرات بدون طيارين" الأمريكية.

واتهم حاجي زاده ترامب بالكذب بعد قوله إن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد لم يخلف خسائر.

وقال، في مؤتمر صحفي عقد في طهران، إن جميع الوحدات الإيرانية كانت مستعدة لرد الفعل الأمريكي ودخول حرب شاملة إذا ما ردت واشنطن على القصف الإيراني.

وأشار إلى أن استهداف مركز القيادة في قاعدة عين الأسد أدى إلى تدميرها، كما أن القصف استهدف مراكز تجهيز المروحيات الحربية.

لكن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، قال في حديث مع محطة تلفزيون سي بي إس الإخبارية إن معلومات "استخبارية" تشير إلى أن إيران "طلبت من المليشيات الحليفة لها بالعراق ألا تهاجم أهدافا أمريكية".

كما عبر رئيس الأركان المشتركة، مارك ميلي، عن رأيه بالقول "أعتقد أن أنظمة الإنذار المبكر حالت دون وقوع إصابات".

وأضاف: "اعتمادا على ما شاهدته، وما أعرفه، أن الهجمات كانت تهدف إلى إحداث أضرار في الأبنية، وتدمير مركبات ومعدات وطائرات، وقتل عسكريين".