ملفات وتقارير

ماذا وراء إنشاء صحفي مقرب من السيسي "حركة 3 يوليو"؟

بحسب رزق فإن الحركة التي أعلن عنها تضم فئات الأطفال والشباب والعمال والفلاحين- صفحة السيسي عبر فيسبوك

على غرار تنظيمات الشباب الطليعي التي تأسست عام 1963 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، اقترح الكاتب الصحفي المقرب من عبد النظام المصري ياسر رزق، إنشاء منظومة مماثلة تحت اسم حركة "طلائع 3 يوليو".

 

وبحسب رزق فإن الحركة التي أعلن عنها تضم فئات الأطفال والشباب والعمال والفلاحين بهدف إعداد جيل لسنة "2030"، يؤمن بأفكار النظام الحالي ويرفض ويواجه أفكار جماعة الإخوان المسلمين.

 

رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار القاهرية، أكد في مقاله السبت، أن قاعدة منظومة الحركة هي "طلائع 3 يوليو"، التى تجمع المنضمين للحركة الكشفية من تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية.

وأكد أن المكون الثاني لـ"طلائع 3 يوليو"، هو الجوالة والمرشدات من طلبة الثانوي بأسماء محددة مثل "أسرة 30 يونيو"، "أسرة تحيا مصر"، أسرة "بلادى"، أسرة "الوطن"، فيما تمتد إلى طلاب الجامعات والمعاهد وخريجي المدارس الفنية.

وأضاف أن شباب الخريجين وشباب العمال والفلاحين ممن هم تحت سن الثلاثين، يشكلون وفق هذا الاقتراح الذراع الثالثة لـ "حركة 3 يوليو".

 

وقال إن مقترحه يأتي في إطار الإصلاح السياسي الذي يدعو له لدعم مسارات عقيدة الوطنية المصرية ومشروع الدولة المصرية الحديثة الثالثة الديمقراطية.

"خصومة ناصر.. وصداقة السيسي"
وفي رؤيته لأسباب سعى ياسر رزق لاستنساخ تجربة شباب عهد عبدالناصر رغم فشلها، قال الباحث المصري أحمد مولانا: "لعل رزق، يرى أن فشل التجربة الناصرية جاء من خصومة ناصر مع أمريكا وإسرائيل، وليس لأسباب داخلية، ومن ثم فإن السيسي حليف لهما، وبذلك يزول الخطر من وجهة نظر رزق"

وعن أهداف رزق، من هذا الطرح، واستنساخ تلك التجربة وهل يسعى لتكوين جيل لا يؤمن بغير رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي زعيما لمصر، أكد عضو المكتب السياسي بـ"الجبهة السلفية"، لـ"عربي21"، أن هدفه "تشكيل ظهير شعبي داعم للنظام".

ورغم أن متابعين وصفوا حركة رزق، بأنها خطوة للوراء نحو عهد الاشتراكية وردة عن الديمقراطية التي يزعم النظام أنه يطبقها، إلا أن مولانا، يرى غير ذلك، لافتا إلى أن "السيسي، ليس اشتراكيا ولا ديموقراطيا ولا يرفع تلك الشعارات، وأنها ممارسات استبدادية ينفذها بغض النظر عن منبعها شرقي أو غربي".

اقرأ أيضاالسيسي يخطئ باسم رئيس الحكومة الفلسطينية بأديس أبابا (فيديو)

"رزق فاق هيكل والفقي"
من جانبه وصف الإعلامي حازم غراب، ردة ياسر رزق لزمن عبدالناصر واستدعائه تنظيمات حقبة الستينيات بقوله: "من يجرب في المتجرب عقله مخرَّب".

وأضاف بحديثه لـ"عربي21": "ما كتبه رزق، ليس سوى تلفيقات جمعها من صناديق قمامة الستينيات".

وأشار إلى أن "أعتى رموزهم الأحياء مثل الدكتور مصطفى الفقي، لم يستطع حتى اليوم تحديث تلفيقات مثل الاشتراكية العربية أو التنظيم الواحد (الاتحاد الاشتراكي) ولا التنظيم الشبابي (الطليعي أو غير الطليعي)".


"طبعة شديدة الرداءة"
مقال رزق لاقى انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال الكاتب الصحفي طه خليفة، إنها "أفكار تنتمي لمنظومة ممارسات الدول الاشتراكية والشيوعية من الطبعة شديدة الرداءة، والتخلف، والعقم السياسي، والتي يفرض نظام الحكم المطلق فيها الوصاية الكاملة على العقول، والأفكار، والاجتهادات، والعمل السياسي الحر في مجتمع حيوي وحركي".

 

وأضاف أن "رزق ضمن ما يدعو إليه من بعيد استعادة تجارب فاشلة في مصر بعد (حركة 23 يوليو) والتي بدأت بـ هيئة التحرير، فالاتحاد القومي، ثم الاتحاد الاشتراكي، والتنظيم الطليعي".

وأكد أنه بذلك "يريد العودة للخلف عقودا أيام النظم المغلقة والمنغلقة والفردية التي حكم التاريخ بعدم صلاحيتها للأبد، والقليل الموجود منها اليوم عبارة عن نماذج مُتحفية لأنظمة ما قبل الحضارة والحداثة لأخذ العبرة والعظة منها".

وأشار إلى أن أحد أهم إنجازات السادات، فكرة المنابر، ثم الأحزاب السياسية، التي تطورت خلال عهد مبارك، وكانت خطوة في تطوير النظام السياسي الأحادي في عصر عبدالناصر"، متسائلا: "هل الدول تتقدم للأمام، أم تعود للخلف؟، ومؤكدا أن "الديمقراطية انتصرت في معركتها التاريخية مع الاشتراكية".

 


"كلام خطير"
وقال الإعلامي عمرو توفيق: "المقرر الجديد نزل، وقبل أن نتعامل معاه بسخرية يجب أن نتذكر أن ياسر رزق، عمل نفس الحركة قبل التعديلات الدستورية"، مضيفا أن "دولة البهوات شغالة بكل طاقتها ولا تنام لمنع أي خطر محتمل".

واعتبر توفيق، أن كلام رزق خطير جدا، واصفا إياه بفكرة "التنظيم الطليعي" في ستينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن الأخطر هنا أن حركة رزق ستجمع تلاميذ الابتدائي وحتى الجامعة.