صحافة إسرائيلية

خبير عسكري: عدم رغبة حماس وإسرائيل بالحرب لا يمنع وقوعها

ليمور: رجال المخابرات المصرية والمبعوث الأممي أقاموا منظومة اتصالات ووساطة فعالة للتنسيق بين الأطراف

قال خبير عسكري إسرائيلي، إن "التوتر الأمني في قطاع غزة جعل الحبل يشتد أكثر فأكثر مع حماس، مما يعبد الطريق إلى المعركة القادمة بينهما، رغم أن الجانبين يبذلان جهودا كبيرة لمنع اندلاع الحرب، وفي الوقت الذي تقترب فيه إسرائيل من انتخاباتها الثالثة بعد أيام قليلة، دون الانجرار إلى معركة غير مرغوبة، فإن حماس ربحت مزيدا من الوقت لالتقاط الأنفاس". 


وأضاف يوآف ليمور، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في مقاله المطول على صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أن "التقديرات العسكرية الإسرائيلية تتحدث أنه قبل ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، فمن المتوقع أن تعمل صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، في إشارة إلى إطلاق مزيد من القذائف الصاروخية من غزة باتجاهها". 

 

وأكد أن "هذا لا يعني بالضرورة أن أحدا ما في غزة يبحث عن الحرب، بل يعني أننا سنبقى في دائرة إحصاء القذائف الصاروخية بين يوم ويوم، بين جولة وأخرى، ودون عملية عسكرية واسعة النطاق فلن يتغير شيء في غزة من الأساس، صحيح أن حماس وإسرائيل لا تريدان الحرب، وهما تبذلان جهودا كبيرة لمنع وقوعها، لكن الفجوات بين الجانبين عميقة إلى حد كبير، ويصعب رؤية كيفية جسرها". 

 

وأوضح أن "رجال المخابرات المصرية والمبعوث الأممي أقاموا منظومة اتصالات ووساطة فعالة للتنسيق بين الأطراف، لكبح جماح أي تدهور أمني للوضع الأمني في غزة، لكن هذه المنظومة آلية مؤقتة، وليست علاجا جذريا، فحماس وإسرائيل تتحدثان عن التسوية، وتشمل اتفاقا طويل الأمد يضمن هدوءا أمنيا لفترة زمنية بعيدة على جانبي الحدود مع قطاع غزة". 

 

وأكد أن "هذا الأمر الوحيد الذي يريده الجانبان، حماس وإسرائيل، لكن الحركة تريد غزة مفتوحة أمام العالم، يخرج منها العمال والبضائع، وكذلك الوسائل القتالية، وتستغل كل فترة هدوء جانبية لتعزيز قدراتها العسكرية، مما سيشكل تحديا جديا أمام إسرائيل، التي ترى غزة مغلقة، تتلقى مساعدات جزئية تجعلها في طور الترميم الاقتصادي والإنساني، لكنها تبذل كل ما من شأنه منع تعاظم القدرات القتالية للفلسطينيين". 

 

وأشار إلى أن "إمكانية جسر الهوة بين الموقفين يقترب من الصفر، ونحن بعد لم نتحدث به عن الأسرى الإسرائيليين في غزة لدى حماس، وفي هذه المسألة أيضا تبدو مسافات الجانبين متباعدة، حماس تريد تحقيق صفقة تبادل أسرى جديدة، تحصل من خلالها على مقابل مجزٍ، وإسرائيل تراها صفقة مقلصة إلى أبعد الحدود".


وأكد أنه "رغم كل هذا التباعد بين حماس وإسرائيل، لكن الجانبين يحاولان العمل وبذل الجهد، مع وجود قليل من الثقة بنجاح محاولاتهما، لأنهما يعلمان أن البديل سيكون أكثر سوءا، ففي نهاية المعركة ستبقى غزة بمليونين من سكانها يعانون عددا لا ينتهي من المشاكل والمعاناة". 

 

وختم بالقول بأنه "حتى في حال لم يتم العثور على حلول لليوم التالي من تلك المعركة، فإنها سوف تترك حماس ضعيفة جدا، ومع ذلك يفضل ألا ندخل إلى هذا الفيلم، لأنه سيعيدنا إلى نقطة البداية التي نعيشها اليوم، مع ظروف أفضل نسبيا".