صحافة دولية

AP: كيف يكافح ترامب للتأقلم مع مهمة الرئيس أثناء الأزمات؟

أسوشييتد برس: ترامب يجد صعوبة في التأقلم مع مهمة الرئيس خلال أزمة- جيتي

نشر موقع "أسوشييتد برس" مقالا للصحافيين جوناثان ليمير وجل كولفين وزيك ميلر، يتحدثون فيه عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأزمة انتشار فيروس كورونا وتداعيات ذلك على حملته الانتخابية.

 

ويقول الكتّاب في مقالهم، الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب الآن، في الوقت الذي أصبح فيه فيروس كورونا يهدد رئاسته وفرص إعادة انتخابه، بدأ يفقد صبره بسرعة على الخبراء الصحيين، الذين يقولون يوما تلو آخر إن السبيل الوحيد لمنع خسائر كارثية في الأرواح هو إغلاق البلد لتقليل انتشاره، و"تسطيح المنحنى" لئلا يتم إغراق المستشفيات بالمرضى الذين هم في حالة حرجة.

 

ويشير الكتّاب إلى أن "الرئيس كان غاضبا لأن جهوده لوقف انخفاض مخزون المتاجر لم تكن فعالة، وبقي يتصل بأصدقائه والمتخصصين في الاقتصاد طيلة الوقت، ووبخ مساعديه والمراسلين الذين يحاولون إقناعه بالاعتراف بحدة تفشي المرض".

 

ويقول الكتّاب إنه "عدا الأزمة، فإن ترامب منزعج لأنه لم يستطع أن يدير الحملة كما يريد ضد المرشح الديمقراطي جو بايدين، ويستخدم الساعة اليومية التي يقدم فيها الرئيس وفريقه إحاطة للشعب حول آخر التطورات بصفتها بديلا عن التجمعات الانتخابية، للحفاظ على الدعم لرؤيته السياسية".

 

ويذكر الكتّاب أن هذه الرواية تعتمد على مقابلات مع عدد من المساعدين في البيت الأبيض، والمسؤولين السابقين في الإدارة، وجمهوريين مقربين من البيت الأبيض، الذين تحدثوا بشرط عدم ذكر أسمائهم.

 

ويقول الكتّاب إنه في مؤشر على اضطرابه المتزايد، فإن ترامب غرد قبل منتصف الليل، قائلا: "لا نستطيع أن نجعل العلاج أسوأ من المشكلة ذاتها، وفي نهاية الخمسة عشر يوما سنقرر الاتجاه الذي نريد أن نسلكه"، ثم أتبع ذلك يوم الاثنين بسلسلة من إعادة التغريدات التي تبدو أنها تؤيد إعادة فتح المجتمع الأمريكي بعد انتهاء مدة الخمسة عشر يوما في 30 آذار/ مارس، التي قصد منها إبطاء انتشار الفيروس. 

 

ويرى الكتّاب أن "ذلك يعكس رأي عدد متزايد من المسؤولين الكبار في الإدارة، الذين يعتقدون أن إغلاق الاقتصاد إجراء قاس جدا، وأن إعادة فتحه يتعارض مباشرة مع نصائح الخبراء الصحيين، وهم مجموعة من الحزبين تضم حكام ولايات وعمداء مدن، وقد يتسبب بمواجهة مع مستشاريه الطبيين، بينهم خبير الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فوسي".

 

ويلفت الكتّاب إلى أن ترامب حاول تخفيف تهديد الفيروس إلى أدنى حد من البداية، وفي الأيام الأخيرة تذبذب بين الاعتراف بالأزمة والإشارة إلى أن الغيوم ستنقشع قريبا، مشيرين إلى أنه مع إغلاق منتجع مارالوغو الذي يملكه فإن رحلاته المتكررة له أصبحت غير ممكنة، وأصبح ترامب عالقا في البيت الأبيض، و"حتى في الأوقات الجيدة، فإن الرؤساء الآخرين شبهوا الحياة في البيت الأبيض بكونها تشبه السجن".

 

ويقول الكتّاب إنه "بالنسبة لترامب فإن هذا الشعور مضاعف بسبب كونه محصورا خلال هذه الأزمة، ولأنه لا يستطيع السفر، وليس متأكدا ماذا يفعل، فيقوم بتخريب اجتماع الجناح الغربي في البيت الأبيض، ويجبر الموظفين على تغيير الأجندات؛ لكون الرئيس كثيرا ما يعترض طريق الخبراء الصحيين الذين يحاولون رسم خطة عمل".

 

وينوه الكتّاب إلى أن بعض من حوله اقترحوا بأنه يجب أن يظهر فقط عندما تكون هناك أخبار كبيرة يعلن عنها، لكن ترامب يفتقد الأضواء، وقال للأشخاص الذين يعرفهم بأن الشعب يشاهدون الإحاطات اليومية، وأنه لا يريد أن يتخلى عن الظهور.

 

ويذكر الكتّاب أنه طلب يوم الأحد أن يتم تأجيل موعد الإحاطة، التي كانت مبرمجة على الساعة 4:30 مساء، إلى وقت متأخر في المساء، فيكون عدد المشاهدين أكبر، ويتضمن الأشخاص الذين يشاهدون برنامج "60 Minutes"، البرنامج الإخباري المفضل لدى الرئيس، مشيرين إلى قيام ترامب بتوبيخ الصحافيين الذين لم يحب أسئلتهم، فيما لم يكن الأمر مختلفا في الاجتماعات المغلقة، فيغضب الرئيس من المساعدين الذين يأتونه بأخبار تتعارض مع اعتقاده المستمر بأن الأزمة ستحل قريبا.

 

ويشير الكتّاب إلى أنه لدى عودته من الهند الشهر الماضي، فإنه عبر عن غضبه تجاه مديرة المركز الوطني للتطعيم والأمراض التنفسية في مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض، الدكتورة نانسي ميسونير، بسبب تحذيرها الشديد من آثار الفيروس، بالإضافة إلى أنه وبخ نائبه مايك بنس في أحد اجتماعات الجناح الغربي؛ بسبب تأييده للطريقة التي تعامل بها حاكم واشنطن جي إنسلي، الذي كان مرشحا داخل الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية التمهيدية، مع الأزمة، كما انتقد بشدة مقدمي الخدمات الطبية، الذين طلبوا من الإدارة فعل المزيد، وقال إنه يجب عليهم أن يكونوا مستائين من قيادتهم المحلية بدلا من ذلك.

 

ويلفت الكتّاب إلى أن ترامب شجب الصحافيين الذين يحققون في رد فعله البطيء، مدفوعا بشكل جزئي، برغبة في نزع المصداقية عن الإعلام، في وقت يعلم فيه أن العناوين لا يمكن إلا أن تصبح أسوأ.

 

ويورد الموقع نقلا عن ترامب، قوله في تغريدة خلال عطلة نهاية الأسبوع: "أشاهد وأسمع أخبارا كاذبة على CNN وMSDNC وABC وNBC وCBS وبعض FOX (في محاولة يائسة وحمقاء للالتزام بالكياسة السياسية)، وكل ما أراه من (تويتر) لـ(نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست) هو كراهية لي بأي ثمن.. ألا يعلمون أنهم يدمرون أنفسهم؟".

 

ويفيد الكتّاب بأنه تم تبني هذا المنطق من آخرين في الإدارة، قالوا أيضا إنهم لا يرون قيمة في بحث الصحافيين عن مدى جهوزية الإدارة للأزمة التي تلوح في الأفق، فقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، ستيفيني غراهام: "لا أعتقد أن من المناسب الآن للصحافة أن تعود للوراء.. فليست هناك أسباب للعودة للخلف والبحث عن تفاصيل ما حصل ومتى، لدينا أزمة الآن، ولدينا تفش لفيروس كورونا في البلد، وعلى الصحافة -وهذه فرصة حقيقية- القيام بنشر المعلومات الرائعة لعامة الناس، وإعطاء المعلومات التي تحاول فرقنا المكلفة إيصالها للناس".

 

ويقول الكتّاب إنه "لم يكن من المفترض أن يكون الأمر بهذا الشكل، فقبل أسابيع فقط، كان ترامب في حملة انتخابه ثانية يخطط لاستخدام ميزته المالية الكبيرة ليصور السباق على أنه بين رئيس أتى بعصر اقتصادي ذهبي ضد الاشتراكي ساندرز، أو ابن مؤسسة واشنطن، بايدين، الذي لا يستطيع أن يجمع المال والدعم اللازمين".

 

ويستدرك الكتّاب بأنه "بدلا من مواجهة ديمقراطي جريح في نهاية صراع ترشيح مطول، فإن بايدين برز بصفته متصدرا للسباق، بعد أن استطاع أن يجمع الحزب حوله، وفي الوقت ذاته التعامل مع مشكلة التمويل التي يعاني منها، والآن ينظر ترامب إلى الركود القادم، الذي يشكل صفعة سياسية لأي رئيس في منصبه، خاصة لرئيس ربط حظوظه بسوق الأسهم واقتصاد كان مزدهرا".

 

ويبين الكتّاب أنه "لعدم تمكنه من القيام بتجمعاته الانتخابية، فإن ترامب خسر أهم متنفس له، وحرمت حملته من مصدر جمع بيانات المصوتين، وفي الوقت الذي يبقى فيه صندوق ذخيرته الانتخابية قويا، فإن أي شكل من أشكال الدعاية الانتخابية التلفزيونية تم تحييده، مع أن الدعاية الرقمية ضد بايدين مستمرة الإنتاج، وفوجئ معاونو ترامب من أن نائب الرئيس السابق ترك الأضواء على مدى الأسبوعين الماضيين تماما لترامب".

 

ويجد الكتّاب أنه "لعدم وجود فرصة لرحلات على متن طائرة الرئيس في أي وقت قريب، التي كان يقضي ترامب وقته خلالها يتحدث عن استراتيجية الحملة، أو يجالس أصدقاءه ومؤيديه، فإنه أطلق العنان لغضبه على (تويتر) -بما في ذلك ضد حكام الولايات الديمقراطيين الذين ينتقدونه- بالإضافة إلى أنه يقضي وقتا طويلا على الهاتف".

 

ويختم الكتّاب مقالهم بالقول: "في الأيام الأخيرة حاول الرئيس الوصول إلى أحد الاختصاصيين الاقتصاديين في وقت متأخر من الليل، لكن الشخص لم يرد على عدة مكالمات حيث كان نائما.. لكن ترامب بقي يحاول حتى أفاق الاختصاصي الاقتصادي".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)