طب وصحة

هل يختلف فيروس كورونا بالدول الفقيرة عنه بالأخرى الغنية؟

نسبة الوفيات بفيروس كورونا بين المصابين بمصر بلغت 6.25 بالمئة وهي أعلى من نسبة الوفيات في العالم البالغة 4.7 بالمئة- جيتي
أثار طبيب مصري قيل إنه متخصص في الفيروسات الجدل بقوله، إن أزمة كورونا في الدول والمجتمعات الفقيرة عموما وبينها مصر، لن تصل لتلك الحالة التي وصلت لها أوروبا وأمريكا، وهو الحديث الذي شكك في صحته أطباء آخرون.

وعبر صفحته بـ"فيسبوك" نقل الكاتب الصحفي ورئيس تحرير "الأهرام" الأسبق عبدالناصر سلامة عن باحث مصري، أن الفيروس أقل فاعلية بالدول والمجتمعات الفقيرة التي اعتادت بعض الفيروسات والميكروبات بصور وأشكال مختلفة، قد تكون كورونا منها في مراحل سابقة.

وشرح سلامة رؤية الطبيب المصري، الذي لم يسمه، مشيرا إلى أن الأمر الآخر هو أن العالم يعالج هذا الفيروس الآن بأمصال "الملاريا"، و"الدرن"، و"شلل الأطفال"، و"الكوليرا"، ومعظم الشعوب الأفريقية تحصنت مبكرا بمصل "الملاريا"، والمصريون تحصنوا بمصل "شلل الأطفال"، و"الدرن"، و"البلهاريسيا"، وفيروس "سي".

وأوضح أنه لهذا، فالوضع بالقارة الأفريقية ومصر لن يتأثر أبدا بالنسبة نفسها التي تأثرت بها دول أوروبا وأمريكا، ذلك أن هذه الدول قد نحّت عالم الأمصال جانبا لعقود طويلة، ومصانعها تعمل للتصدير إلى العالم النامي.

وأكد أنه ثبت أن البقوليات التي يعتمد عليها المصريون بطعامهم تكسب الجسم مناعة قوية، وبمقدمتها الفول الغني بفيتامين "سي"، ولذا فمن الطبيعي أن يكون الوضع بمصر مختلفا.


"فرض لا يرقى للحقيقة"

من جهته قال نائب مدير مستشفى القصر العيني الدكتور هشام عامر، إن "تلك افتراضات لا ترقى إلى الحقيقة التي ستظهر بعد انحسار الوباء".

وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن القول بأن الفيروسات أقل فاعلية في الدول والمجتمعات الفقيرة لأنها اعتادت عليها، وأن دول أوروبا وأمريكا أكثر عرضة للفيروسات لأنها نحت عالم الأمصال جانبا منذ عقود طويلة، كلام غير حقيقي.

"حديث غير علمي"

كما انتقد الطبيب المصري الدكتور محمود الحيوان ما يثار عن أن مصر والمنطقة العربية كمجتمعات وبيئات فقيرة أقل عرضة لفيروس كورونا عن غيرها من دول أوروبا وأمريكا، وقال إنه "كلام لا يمت للعلم بصلة".

وبحديثه لـ"عربي21" أكد أن القول بأن الفيروسات أقل فاعلية بالدول والمجتمعات الفقيرة التي اعتادت الفيروسات والميكروبات هو "كلام غير علمي، فلا أحد يتعود ويتعايش مع الفيروسات، فهي من الكائنات سريعة التحور، وأي طفرة بسيطة بتركيبة غلاف الفيروس الدهني، لن يتعرف عليها جهاز المناعة وستعتبر وكأنها كائن جديد".

وأوضح أنه على العكس تماما، "فالمجتمعات الفقيرة أكثر تأثرا بالفيروسات، وخطورتها كبيرة عليها، لأن أهم شيء في مقاومة الفيروسات هو جهاز المناعة، وشعوب الدول الفقيرة تعاني من ضعف عام بالصحة وسوء تغذية، ومن ثم فهي أضعف وأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، وليس أدل على ذلك من ارتفاع نسب إصابة المصريين بفيروس سي وغيره".

ونفى أن يكون فيروس كورونا المستجد ذاته قد مر بمصر وأفريقيا في مراحل مختلفة، مبينا أن "الفيروسات من عائلة كورونا طوال عمرها اسمها كورونا بأرقام مختلفة".

وحول ما أثير عن إمكانية علاج الفيروس بأمصال الملاريا والدرن، أكد الطبيب المصري أنه "لا يوجد ما يسمى أمصال متعددة للملاريا أو الدرن أو شلل الأطفال، هناك لقاحات فقط وليست أمصالا، ولكن يبدو أن متخصص الفيروسات هذا لا يعرف الفرق بين المصل واللقاح، وكل الحكاية أنه عند كل أزمة صحية تصدر اقتراحات من هنا وهناك بأدوية لها فاعلية ما ضد الفيروسات يتم تجريبها، وفي كورونا لم يتم تأكيد فاعلية أي تجارب حتى الآن".

 ويرى الدكتور الحيوان فكرة أن الشعوب الإأريقية تحصنت مبكرا بمصل الملاريا، ومصر تحصنت بمصل شلل الأطفال وغيره، كلام غير علمي أيضا؛ لأن كل تلك اللقاحات تعمل بشكل حصري على الأمراض التي أنتجت لأجلها، ولا تقدم أي نوع من المناعة ضد الأمراض الأخرى.

وأشار إلى أن الإحصاءات الرسمية تؤكد وجود 576 مصابا في مصر توفي منهم 36 مريضا، ما يمثل نسبة وفيات بلغت 6.25 بالمئة، وهذا يعد أعلى من نسبة الوفيات في العالم البالغة 4.7 بالمئة، وهي نسبة تعتبر مرتفعة بالمقارنة بأغلب دول العالم ما عدا إيطاليا".

وأضاف الدكتور الحيوان أن القول بأن دولا مثل أمريكا وأوروبا نحّت عالم الأمصال جانبا منذ عقود طويلة فهو غير صحيح، فهم يعملون على إنتاج لقاحات لكل الأمراض ويعطونها لأبنائهم، وتاريخ التطعيمات هو أول سؤال لطبيب الأطفال هناك".

وأكد أهمية الرد على أية شبهات حرصا على شعوب المنطقة، ومنهم الشعب المصري الذي يجب أن يكون مدركا للحقائق التي تساعده لمقاومة الأزمة ومعرفة خطورة الموقف وطرق تجنبها والوقاية منها، ومن ثم تجنب الخسائر.

وأوضح أن "هذا هو الفرق بين أن تكون نسبة الوفيات 0.74 بالمئة في ألمانيا، و 10.4 في المئة بإيطاليا، وهو الفرق بين شعب التزم بالتعليمات الصحية الصحيحة بمواجهة الوباء، وآخر تعامل مع الأمر باستهتار وعدم جدية".

ويرى أن "نشر مثل هذه الأكاذيب تدفع الناس لعدم الأخذ بالإجراءات الصحية المطلوبة والمتبعة من الدولة، وتجعلهم أكثر استهتارا وتهورا في الحركة والعلاقات، بينما نحتاج لعمل تباعد اجتماعي كبير، وانعزال بين الناس والمكوث بالمنزل قدر المستطاع، لتفادي كارثة محققة".

ودعا الطبيب المصري لتنفيذ إجراءات واعية من خلال الحقائق العلمية بدلا من نشر الأكاذيب، مضيفا أنه برغم أننا "لا نريد زيادة حالة الهلع، لكن الحذر والوعي والفهم مطلوب".

اقرأ أيضا: مزيد من الوفيات بكورونا عربيا.. وإغلاق مدن لمحاصرة انتشاره