سياسة عربية

أيمن نور: السيسي يلعب بالنار.. وندعو العقلاء لرفض ممارساته

نور قال إن "السيسي يخلط الأوراق بين الخلاف في الرأي وبين إرهاب وعنف يستهجنه الجميع"- الأناضول

* الأشرار في قاموس السيسي هم كل الإخوان والإسلاميين والليبراليين والناصريين والشيوعيين

 

* السيسي لم يشغل خاطره بمصير 100 مليون يتهددهم الموت بل خرج ليبشرنا باستمرار معركته الوهمية مع "الأشرار"

 

* السيسي يحترف إضاعة كل الفرص ويرتكب بغير مسؤولية جريمة التحريض على الكراهية

 

* النداءات والمخاطبات والتحركات "المهمة" لشخصيات وطنية مؤخرا هي سر خطاب السيسي الأخير

 

* أيادينا كانت وستظل ممدودة وصدورنا مفتوحة لكل المخلصين والوطنيين أيّا كانت مواقعهم وأيّا كانت اختلافاتنا معهم

 

* نوجّه دعوة لكل الشخصيات والقوى الوطنية في الداخل والخارج للاصطفاف الواسع

 

شنّ زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي المصري السابق، أيمن نور، هجوما حادا على رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي على خلفية خطاب الأخير الذي قال فيه إن المواجهة ستظل مستمرة ولن تنتهي مع من وصفهم بـ"العناصر والفصيل الشرير"، مؤكدا أنه يريد مصر خالية ممن وصفهم بـ"الأشرار".

وقال، في بيان له، الأربعاء، وصل "عربي21" نسخة منه: "لأول مرة ظهر السيسي بالأمس بين رجاله مكمما، وفجأة انتزع الكمامة، وبدأ في ممارسة هوايته في الخطابة كالعادة ووجهه عكس اتجاه من يخطب فيهم. والجديد في خطابه أنه كان تأشيرا عكس خط السير الذي انتهجه العالم مؤخرا شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، بالدعوة للتوحد والوحدة في مواجهة مأساة وكارثة تهدد الجميع بالفناء".

وأضاف: "السيسي لم يشغل خاطره بمصير 100 مليون (في رقبته) يتهددهم الموت مرضا أو جوعا أو عطشا، بل خرج ليبشرنا باستمرار معركته الوهمية في محاربة الأشرار، والأشرار في قاموس السيسي ليسوا هم فقط الإخوان أو الإسلاميين ولا حتى الليبراليين أو الناصريين أو الشيوعيين، بل هم هؤلاء جميعا، مُجتمعين ومُنفردين، هم كل من يعارضه أو يخالفه أو لا يقبل بالهزل الذي يمارسه".

 

"لعب بالنار"


وخاطب السيسي قائلا: "إنك تلعب بالنار بخلط الأوراق بين الخلاف في الرأي، وبين إرهاب أو عنف يستهجنه الجميع، وترتكب بغير مسؤولية جريمة التحريض على الكراهية، والفُرقة والانقسام المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد، لتصنع بأفعالك وأقوالك سدا وعائقا أمام أي أمل في إصلاح مستحق، ومواجهة واجبة، لأخطار داهمة، لن ينجينا منها إلا وحدتنا، وتجاوز مراراتنا وخلافاتنا، وتصحيح مواضع أقدامنا، فمع الانقسام والفُرقة لا يمكن توقع غير مزيد من الفشل".

 

اقرأ أيضا: السيسي: المواجهة مستمرة ولن تنتهي مع "الفصيل الشرير"

وتابع: "لم أفهم السبب الذي يُمكن أن يدفع السيسي لما قاله من كلام خطير وكارثي في خطابه بالأمس، وإثارته الفتن والأزمات؛ فالسيسي كما ارتعد سابقا من فيديوهات الفنان محمد علي، أخرجته عن صمته واختفائه نداءات ومخاطبات وتحركات مهمة لشخصيات وطنية في الأيام الأخيرة، استنفرها الشعور بانحراف البوصلة والألم، من عدم القدرة على توحيد قلوب الوطن في لحظات الأزمة والشدة والخطر".

واستطرد قائلا: "السيسي بدلا من أن يغتنم الفرصة، ويُعلي روح الحكمة، ويستمع لكلمة تخمد فتنة، إذ به يُغلق الأبواب أمام هذه الإضاءات متوهما أنه أخرس هذه الأصوات"، مؤكدا أن "علاقة السيسي بالفرص غريبة؛ فهو يحترف إضاعة كل الفرص التي تبني وتصوب، ويقتنص كل الفرص التي تهدم وتدمر وتخرّب".

 

"بحور الكراهية"


وقال: "خلع السيسي كمامته، وليته ظل مكمما وصامتا، لكنه وباندفاع مستميت اقتنص فرص الدمار وإشعال النار في وطن مثخن بجراح غائرة، وإذ به يُصر على إغراقه بجنون في بحور الكراهية، ويحقنه بلا رحمة بالإرهاب الذي يدعي اجتثاثه داعما أصوات التشدد والتنطع واللدد في الخصومة من كل جانب".

وأردف: "إنك لا تريد أن تفهم، أنه لا توجد بلاد بلا خلاف، في الرأي أو الفكر، ويبقى دائما الخلاف أمرا صحيا إذا ما توفر له مناخ ديمقراطي، وعقد اجتماعي مُلزم للجميع، لا يقبل بإقصاء طرف، ولا يربط حقوق المواطنة برغبة حاكم لا يعرف للعدل والحق سبيلا".

وأكمل مخاطبا السيسي: "اعلم أن آفة المستبدين قبلك ومثلك أنهم مغرورون، وأنهم يتوهمون أنهم هم الوطنيون وما عداهم خونة، ومارقون، وأنهم هم المصلحون والمنقذون، ولا مصلحون إلا هم، ولا مفسدون إلا مَن يخالفهم، ويؤمنون بأنهم مبعوثون من العناية الإلهية لمهام لا يصلح لها غيرهم. والحقيقة أنك، نكبة لا تَصلح، ولا تُصلح إلا برحيلكم؛ فكل يوم تؤكد بمنطقك الغائب أنك لست فقط بعضا من هذه الأزمة، لكنك أنت الأزمة، ولا يمكن أن تكون حلا لها أو بعضا من حلها".

 

"خيانة الدستور" 


وأضاف: "إن رفضك لكل إصلاح أو مصالحة لا يتصادم فقط مع المبادئ والعقل والمنطق والأخلاق والدين، بل أيضا مع نصوص الدستور الذي وضعته وخاصة (المادة 241) التي تُلزمك بوضع أطر حقيقية للمصالحة الوطنية والالتزام بها. إنك تخون الدستور الذي أقسمت عليه، وهذا ليس بغريب عليك، وإنك تنحي نفسك وحيدا وبعيدا عن مشاعر المصريين وجماعتنا الوطنية".

وشدّد نور على أن "كل شرفاء الوطن يرفضون سياسة (فرق تسد) التي أدمنتها (السيسي) خلال هذه السنوات الماضية، ويدركون أكثر من أي وقت مضى حجم الخطر الحقيقي، ويتجاوزون هذه المعارك الصغيرة، التي تريد أن تلهينا بها، عن دورنا في الوقوف إلى جوار أهلنا ووطننا في لحظات العُسر والشدة التي نمر بها".

واستطرد نور قائلا: "مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات أو التنازلات سنقف إلى جوار أهلنا وسنقف إلى جوار أوطاننا، فهذا ليس حكرا أو ملكا لك، لكي تمنع أو تسمح لنا بأن نمارس حقوقنا، وأن نمارس واجباتنا".  

وتابع المرشح الرئاسي السابق: "لا أحد يريد مقعدك – وليتك تدرك هذا- لكن لا أحد يريدك، أو يقبل باستمرارك لما فعلته وتفعله وتصر على الاستمرار فيه".

 

"دعوة للعقلاء"


وأضاف نور، الذي يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم مجموعة العمل الوطني المصرية: "قلنا سابقا، ونؤكد مرارا وتكرارا، إن أيادينا كانت وستظل ممدودة وصدورنا مفتوحة لكل المخلصين والوطنيين أيّا كانت مواقعهم وأيّا كانت اختلافاتنا معهم".

وجدّد نور دعوته لكل من وصفهم بالحكماء والعقلاء والشرفاء في "كل المؤسسات الوطنية، وفي القلب منها القوات المسلحة المصرية، إلى رفض تلك الممارسات التي تخصم من رصيد الوطن، وتُفاقم من أزماته وآلامه". 

ووجّه زعيم حزب غد الثورة دعوة لكل "الشخصيات والقوى الوطنية في الداخل والخارج للاصطفاف الواسع، على أن يكون هناك تحرك جاد وملموس في هذا الصدد ولإنقاذ بلادنا مما تواجه في الأيام المقبلة؛ فاستمرار هذا الطاغية المستبد في منصبه أكثر من ذلك يُكلف الدولة المصرية وشعبها مزيدا من المعاناة والتدهور والتراجع على كل المستويات، وسندفع جميعا ثمن ذلك".