ملفات وتقارير

رغم إعلانه هدنة.. لماذا أطلق حفتر عملية عسكرية جديدة؟

قوات حفتر أطلقت عملية عسكرية جديدة تحت اسم "طيور أبابيل"- الأناضول

تثار التساؤلات حول عودة إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عن عملية عسكرية جديدة، بعد أيام من دعوة مسبقة له لهدنة إنسانية في ليبيا.

وأعلن المتحدث باسم "حفتر"، أحمد المسماري أن "القيادة العامة (حفتر) أطلقت عملية عسكرية جديدة تحت اسم "طيور أبابيل" هدفها مواجهة المسلحين المدعومين من "تركيا" وتحرير الوطن ممن أسماهم "الميليشيات الإرهابية" وكذلك صد العدوان التركي"، وفق مزاعمه.

"ضربات موجعة"

وتلقى "حفتر" عدة ضربات عسكرية لتمركزاته في الغرب الليبي من قبل الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، كان آخرها الهجوم على قاعدة "الوطية" الجوية (جنوب غرب طرابلس).

والتساؤل المطروح، هل عملية "حفتر" الجديدة تحرك حقيقي بدعم جديد؟ أم مجرد "مغازلة" ورفع لمعنويات جنوده؟

 

اقرأ أيضا: قذائف داعمي حفتر تزهق أرواح المدنيين في أحياء طرابلس (شاهد)

"وهم ورفع معنويات"

من جهته، أكد المتحدث باسم قوات "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي أن "هذه الخطوة من قبل "حفتر" تؤكد مدى الانهزامية والتخبط الذي يعاني منه واستمرار بيعه للوهم والأكاذيب من أجل رفع معنويات قواته المنهارة والمهزومة في أكثر من محور".

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" أضاف: "ألم يعلن (حفتر) عن هدنة خلال شهر رمضان ثم اليوم يعلن عن "وهم" جديد تحت مسمى عملية عسكرية؟".

 

وأضاف، أنه "ميدانيا، لا وجود لأي عملية يدعيها، ولم نلحظ أو نرصد أي تغير في قواته، هو يبحث عن أي شيء يلملم به صفوفه، ويرفع معنويات مقاتليه المنهارة"، حسب تعبيره.

واستدرك "المجعي" قائلا: "لكن الشيء الوحيد المستمر وهو ما يبقي "حفتر" موجودا في الميدان بالرغم من كل الهزائم التي لحقت به، هو الجسر الجوي الذي تشرف عليه دولة "الإمارات" مباشرة والذي يمده بالمرتزقة والذخيرة والطائرات.

"دعم "إماراتي سوري"

في حين أكد مساعد رئيس الغرفة الأمنية المشتركة "بنغازي" سابقا، عقيد طيار: سعيد الفارسي أن هذه العملية الجديدة ستكون المحاولة الأخيرة من قبل "حفتر" لدخول العاصمة "طرابلس" بعد تلقيه دعما كبيرا من دولة "الإمارات" وكذلك أسلحة ومرتزقة من سوريا".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "هناك جسرا جويا الآن ممتدا من الإمارات وآخر من سوريا لنقل الأسلحة وكذلك المقاتلين "المرتزقة" إلى مطار "بنينا" الجوي في مدينة "بنغازي" (شرق ليبيا)، ومن ثم نقلهم إلى قاعدة "الجفرة" (غرب) لتحقيق التفوق العسكري على الجيش الليبي التابع لحكومة "الوفاق"".

وطالب الضابط الليبي من شرق البلاد، "حكومة الوفاق وقواتها بأخذ الأمر على محمل الجد، واستغلال الدعم التركي الذي سيمنع "حفتر" وجنوده من السيطرة على العاصمة، لذا يمكننا وصف عملية الأخير الجديدة بأنها رقصة "الديك المذبوح"، كما وصف.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: حفتر تلقى ضربات عنيفة بفعل استراتيجية تركيا بليبيا

"تدخل تركي أكبر"

وبدوره رأى الكاتب والمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش أن "ما يقوم به "حفتر" حاليا هو سباق مع الزمن لعرقلة أي مبادرات وتقاربات سياسية خاصة بعد مبادرة "عقيلة صالح" الأخيرة وردود الفعل الإيجابية حولها سواء من "السراج" أو مجلس الدولة، لذا فـ"حفتر" يحاول فرض واقع جديد وقطع الطريق على هذا التقارب".

وأوضح لـ"عربي21" أن "أي تصعيد من قبل "حفتر" سيقابله تصعيد من قبل "الوفاق"، وهذا ربما ما يبحث عنه داعمو الحكومة من عذر خاصة دولة "تركيا" للتدخل بشكل أقوى قد يغير المعادلة بشكل نهائي وحاسم، ومع وجود تقارير غير مؤكدة عن إمداد حفتر ببعض الطائرات والمرتزقة".

 

وتابع قائلا: "ربما نحن في الفصل الأخير، من هذه المسرحية "الحزينة"" وفق وصفه.

"تصرف متهور"

الناشط السياسي الليبي، علي فيدان قال إن "كثرة التسميات من "الفتح المبين" إلى "طيور أبابيل" دليل على تخبط واضح وإرباك لدى "حفتر" تذكرنا بساعات الصفر التي يطلقها بين الفينة والأخرى التي ما تلبث حتى تتعطل".

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "أما خطوته الأخيرة فما هي إلا "رقصة مذبوح" بعد الصفعات التي تلقاها في قاعدة "الوطية" وهزيمته النكراء في الساحل الغربي وافتكاك ما يقرب عن 8 مدن كان يسيطر عليها فضلا عن محاصرة مدينة "ترهونة"، فبطبيعة الحال كل هذا الأمر يخلق رد فعل متهور لدى حفتر بخطوات غير محسوبة".