سياسة عربية

حملة "شعب واحد" تستنكر حملات تشويه الأطباء في مصر

حملة "شعب واحد.. نقدر" أكدت أن "دعم الأطباء هو إنقاذ للشعب وحماية للوطن"- يوتيوب

استنكرت حملة "شعب واحد.. نقدر"، التي دشّنتها جماعة الإخوان المسلمين المصرية، مطلع الشهر الماضي، لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، ما وصفتها بالحملات الممنهجة لتشويه الأطباء، والإساءة لتضحياتهم وجهودهم، مؤكدة أن "دعم الأطباء في مصر هو إنقاذ للشعب وحماية للوطن".

وأكدت، في بيان لها، الأربعاء، وصل "عربي21" نسخة منه، أن "الحضارات الإنسانية المتعاقبة اتفقت منذ قديم الأزل على شرف ونبل وقداسة مهنة الطبيب، ومما زاد هذه المهنة تشريفا وتعظيما أنها كانت مهنة نبي الله عيسى عليه السلام؛ فالطبيب يتعامل مع أقدس وأعظم مخلوق في هذا الكون، وهي أرواح البشر، لذا فقد جعل المولى عز وجل لحفظ الأنفس ورعايتها درجة ومرتبة وجزءًا عظيما".

واستطردت الحملة قائلة: "منذ انتشار فيروس كورونا في العالم، ومن ثم في مصر، فقد تابع الشعب المصري كله حجم الجهد الذي يبذله الأطباء المصريون مع كافة الفرق الطبية المعاونة، الذين يستشعرون أثناء عملهم حجم الأمانة التي حُمّلوا بها، والدور الشرعي والوطني والأخلاقي المُلقى على عاتقهم".

واستدركت بقولها: "إلا أنه وفي الوقت الذي من المفترض أن يحتشد فيه الجميع من أجل مواجهة هذه الجائحة؛ فقد فوجئ الشعب المصري -وبكل أسف - بأصوات غير مسؤولة تشن حملات ممنهجة لتشويه الأطباء، وتسيء لتضحياتهم ولجهودهم النبيلة التي يقومون بها".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور المتحدث باسم حملة "الإخوان" لمواجهة كورونا

وأضافت: "نحن في حملة (شعب واحد – نقدر)، ومع التزايد المؤسف في عدد الحالات المصابة في وطننا الغالي مصر، وبخاصة في أوساط الفرق الطبية، نقدم الشكر والتقدير والعرفان على الجهد المبذول والتضحيات الغالية التي تقدمونها في هذا الظرف العصيب".

وأكدت على ضرورة "التمسك بحق الفرق الطبية الكامل في اتخاذ كافة وسائل الحماية الطبية التي تعارف عليها العالم أجمع، في طرق مكافحة العدوى، مع ضرورة توفير جميع الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة للحفاظ على الطواقم الطبية التي تعد خط الدفاع الأول والوحيد - بعد رحمة الله - أمام هذه الجائحة".

وأكملت: "من نافلة القول التأكيد على أنه من أجل تأمين ظهر هؤلاء الأبطال، يلزم توفير أماكن عزل وعلاج وعناية مركزة مجهزة مخصصة للفرق الطبية بحيث تكون جاهزة لتأمينهم وعلاجهم في أي وقت يتم الاحتياج لها".

وشدّدت على "أهمية التوسع في عمل المسحات الطبية PCR مع ضرورة التتبع الجيد لكل المخالطين للحالات الإيجابية، وهي الآلية التي قامت بها الدول التي نجحت في حصار هذه الجائحة بشكل كبير، ونؤكد كذلك على ضرورة توفير أكبر قدر ممكن من أجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات، حيث إن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن توافر تلك الأجهزة يؤدي لخفض معدلات وفيات الحالات الحرجة للنصف تقريبا، وبطبيعة الحال فإن غيابها يؤدي إلى مضاعفة عدد الوفيات".

وأهابت كافة كليات الطب بالجامعات المصرية بسرعة "عمل دورات تدريبية ودورات علمية من خلال الأساتذة والمتخصصين للكوادر الطبية بالتعاون والتنسيق مع نقابة الأطباء العامة والنقابات الفرعية ووزارة الصحة وكافة المؤسسات الصحية، بهدف رفع كفاءة الأطباء والفرق الطبية في مواجهة هذه الجائحة (بخاصة الأطباء من غير تخصصات الصدرية والباطنية والعناية المركزة والطوارئ) حتى يتم رفع كفاءة وتأهيل أكبر قدر ممكن من الأطباء للقيام بالأدوار الضرورية والطارئة عند الحاجة".

وأهابت بالشعب المصري تقديم "كافة أشكال الدعم لأعضاء الفرق الطبية وحمايتهم وتشجيعهم، بدءا من الدعم المعنوي بتحيتهم بالآليات التي تم تطبيقها في كثير من دول العالم، مرورا بضرورة احترام ورعاية الكوادر الطبية وأسرها من قبل الجيران، بخاصة حين يغيب عنهم أحد أفرادهم لأداء ذلك الواجب الطبي".

ودعت حملة (شعب واحد – نقدر) الشعب المصري بكافة فئاته وشرائحه إلى "المحافظة والمواظبة على سبل الوقاية (ارتداء واقي الوجه أو الكمامة والحفاظ على توصيات التباعد الاجتماعي) لتقليل عدد الإصابات والمضاعفات، والتي يترتب عليها تخفيف الضغط على المنظومة الصحية".

وتسببت وفاة الطبيب الشاب وليد يحيى في أزمة حادة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء المصرية، وسط انتقادات شديدة للحكومة المصرية على خلفية عدم توافر أماكن خاصة بالأطباء المصابين بفيروس كورونا لتلقي الرعاية الطبية الملائمة، ما دفع عددا من الأطباء إلى تقديم استقالات جماعية، احتجاجا على "ضعف الخدمات الطبية" لمرضى فيروس كورونا من الفرق الطبية العاملة في مواجهة انتشار الفيروس.

وتعقيبا على تزايد أعداد وفيات ومصابي كورونا من الأطباء، حذرت نقابة الأطباء المصرية من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء، مؤكدة أن "المنظومة الصحية قد تنهار تماما، وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال استمرار التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية".

وفي المقابل، شنّت وسائل الإعلام واللجان الإلكترونية المؤيدة للنظام على مواقع التواصل حملات هجوم شرسة ضد الأطباء، متهمين إياهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، فضلا وصمهم بما وصفوه بـ "العمالة والخيانة".

وكانت "حملة باطل سجن مصر" قد أطلقت نداء استغاثة قالت إنه قد يكون الأخير لمنظمة الصحة العالمية، مُحذّرة من أن تفشي فيروس كورونا المستجد في مصر، سيجعل القاهرة بؤرة جديدة للوباء على غرار مدينة ووهان الصينية، مشدّدة على أن "الشعب المصري ليس هو وحده مَن سيدفع الثمن، بل العالم كله".

ووسط تشكيك واسع من قبل مراقبين ونشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت وزارة الصحة أن "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى الثلاثاء بلغ 18756 حالة من ضمنهم 5027 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و797 حالة وفاة"، وذلك بحسب الأرقام الرسمية.