صحافة إسرائيلية

دبلوماسي أمريكي يحذر من ضرر الضم بالضفة.. "سيرتد علينا"

نبه الدبلوماسي الأمريكي أن "الضم سيعزز بشكل دراماتيكي الموقف غير المتعاطف تجاه إسرائيل"- جيتي

حذر دبلوماسي أمريكي سابق، من خطورة الأضرار المترتبة على تنفيذ حكومة الاحتلال الإسرائيلية لخطة ضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن من طرف واحد.


وأوضح المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط دنيس روس، أنه جرى في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن"، منذ "زمن غير بعيد تمثيلية  لتصوير الآثار المتوقعة لخطة الضم، وثار جدال بين باحثي المعهد حول النتائج المحتملة في الولايات المتحدة، وفي حال ما تطور جدال كهذا في "Think Tank" (مخاض فكري) ذي ميول سياسية يمينية، فإنه يفترض بمؤيدي الضم أن يروا في ذلك إشارة تحذير".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم": "وفقا لنهج مؤيدي الضم، فإننا نوجد في لحظة مميزة، تبدي فيها إدارة دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) استعدادا لتأييد فرض سيادة إسرائيل على نحو 30 بالمئة من مناطق الضفة، وينبغي استغلال هذه اللحظة كما يدعون، لأن الضم سيحدد أساسيات جديدة، سيقبل بها باقي العالم مع مرور الزمن، وفي كل مفاوضات في المستقبل ستكون هذه نقطة البداية".


ونوه إلى أن الطرح السابق، "يبدو جيدا للسمع، غير أن هذه ليست الحقيقة، فما الذي سيحصل إذا ما خسر ترامب الانتخابات وانتخب بايدن رئيسا؟ وهذا سبب وجيه وأكثر وجاهة لاستغلال اللحظة الحالية، كما يروج لنا مؤيدو الضم".

 

مستوى سيئ


وتساءل: "إذا خسر ترامب - وهذه إمكانية معقولة بالتأكيد - وألغي الاعتراف الأمريكي بالضم، فماذا ستربح إسرائيل؟"، لافتا إلى أنه "لا توجد جهة دولية واحدة تعترف بالضم، ولن ينشأ مستوى أساسي جديد، وبالعكس، عندما تشير أربع دول أوروبية على الأقل بأنها سترد على بسط السيادة بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967، فإن من شأن الضم أن يخلق مستوى إسرائيليا هو أسوأ من الوضع القائم".

 

اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية بسياسة "بايدن".. هل فوزه يقلق نتنياهو؟


ونوه روس إلى أنه "يوجد جواب لهذا الأمر على لسان المؤيدين؛ جو بايدن هو صديق إسرائيل، وحتى لو لم يتعاط بعطف مع خطوة إسرائيلية من طرف واحد، فإنه لن يلغي الاعتراف بها، ورغم أنه صديق إسرائيل، لكنه عبر بوضوح عن معارضته لأي خطوات من طرف واحد، بما في ذلك الضم الإسرائيلي".

 

خطورة الضم


ودرءا للشك حول نواياه، قال بايدن مؤخرا لمجموعة متبرعين يهود: "سألغي خطوات إدارة ترامب التي برأيي ستضعف بشكل كبير فرص السلام"، بحسب الدبلوماسي الذي أكد أن "الضم بكل تأكيد، سيعمق الانقسام السياسي القائم في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل".


ولفت إلى أن "إسرائيل كانت موضوعا للحزبين، وهي مصلحة أمريكية وليست شأنا ديمقراطيا أو جمهوريا، ولكن صورتها ثنائية الحزب باتت منذ الآن في خطر، والضم سيسيء ويفاقم هذا الوضع".


ونبه روس، أن "الضم سيعزز بشكل دراماتيكي الموقف غير المتعاطف تجاه إسرائيل من جانب الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، حيث يتعاظم التضامن مع الفلسطينيين، وفي ضوء الارتفاع البارز في أهمية مفهوم العدل في الولايات المتحدة، فإن الضم سيساعد الرواية التي تعرض الفلسطينيين كضحايا"، بحسب قوله.


ورأى أنه "يمكن الجدال حول تأييد أو معارضة الضم، ولكن من الحيوي أن يكون للجدال اتصال بالواقع، ولسوء الحظ، فإن من يعتقد أنه يمكن تنفيذ الضم دون دفع ثمن في الولايات المتحدة يوهم نفسه، سيكون لخطة الضم ثمن، وإذا لم يكن الربح إلا وهما، فما المعنى من أخذ المخاطرة؟".