ملفات وتقارير

فصائل في "نبع السلام" تتوافق على قائد لها.. لماذا؟

شهدت تل أبيض انفجارا في الأسبوع الأول من الشهر الجاري أودى بحياة 7 مدنيين- جيتي

توافقت فصائل في منطقة عمليات "نبع السلام" على تسمية قيادي عسكري مسؤولا عاما عن "الفيلق الثالث"، بغية الحد من الاقتتال بين تشكيلات "الجيش الوطني" التابع للمعارضة، والسيطرة على الاختراقات الأمنية بالمنطقة. 

وفي التفاصيل، أكدت مصادر لـ"عربي21" اتفاق فصائل "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني"، المنتشرة في مدينة تل أبيض، شمال الرقة، على تعيين القيادي حسام ياسين، مسؤولا عاما عن التشكيلات التابعة للفيلق في المدينة.

وأوضح مصدر خاص لـ"عربي21" أن الخطوة جاءت بعد اجتماع للفصائل، لبحث الأوضاع الأمنية في المنطقة، والفوضى الناجمة عن الاقتتال الداخلي الذي تشهده المنطقة.

وقال إن "تشكيلات الفيلق الثالث (الجبهة الشامية، لواء السلام، الفرقة 51، لواء المجد) توافقت على تسمية ياسين الذي كان يقود فصيل "الجبهة الشامية"، مسؤولا عسكريا عاما".

 

اقرأ أيضا: مقتل مدنيين بانفجار في رأس العين السورية (شاهد)

وأضاف، أن التوافق جاء بعد اقتتال بين "الجبهة الشامية" و"لواء المجد"، وألمح إلى توجيهات تركية بهذا الصدد.

رئيس المجلس المحلي في مدينة تل أبيض، وائل حمدو، أبدى ترحيبه خلال حديثه لـ"عربي21" بالخطوة، موضحا أنها تهدف إلى زيادة التنسيق بين المجلس المحلي والفصائل، ما ينعكس إيجابا على الحياة العامة في المنطقة، أي التنسيق الأمني، وكسب حاضنة شعبية للجيش الوطني ودعم عملية نبع السلام.

وشهدت تل أبيض تفجيرات عدة، كان آخرها في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حيث أودى انفجار ناجم عن سيارة مفخخة بحياة 7 مدنيين، وجرح آخرين.

من جانبه، لم يعلق الناطق باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، على هذه الأنباء، مرجعا موقفه خلال حديثه لـ"عربي21" إلى عدم وصول بلاغ رسمي من قيادة أركان "الجيش الوطني".

مصادر "عربي21" أكدت أن الحالة الفصائلية التي تسود صفوف "الجيش الوطني"، وعدم وجود قيادة موحدة، سهلت عمليات اختراق المنطقة من قبل "الوحدات الكردية".

وفي هذا السياق، حمّل الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، النزاع الفصائلي مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيرا إلى تعرض المناطق لهجمات بالمفخخات بشكل شبه متكرر.

وقال في حديثه لـ"عربي21": "من الضروري اليوم أن تنصهر الفصائل بشكل حقيقي ضمن مؤسسة عسكرية واحدة، وذلك تمهيدا لحل الفصائل بشكل نهائي".

 

اقرأ أيضا: فصيلان للمعارضة يخرجان من "نبع السلام" بعد اقتتال بينهما

وحول خطوة تعيين ياسين، قال السعيد: "هذه الخطوة تعد الأولى من نوعها وهي غير مسبوقة، وغالبا هي بتوجيهات تركية، وخصوصا أن الفصائل التي توافقت على قائد واحد، كانت تتقاتل فيما بينها منذ أيام".


وقبل أيام كانت فصائل في مدينة رأس العين قد اتفقت على إخراج مقراتها العسكرية من المدينة، وذلك بعد اقتتال داخلي فيما بينها.

وبعد خمسة أيام من إعلان تركيا عملية نبع السلام، فرض "الجيش الوطني" في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، السيطرة على مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي بعد معارك ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وبعد ذلك، تم الإعلان عن تشكيل مجلس محلي فيها، ليكون الأول من نوعه في منطقة عمليات "نبع السلام".