حقوق وحريات

وفاة القيادي الإخواني عصام العريان.. اشتكى من الإهمال الطبي

"العريان" اشتكى من منعه من العلاج وتعرضه للإهمال الطبي المتعمد- مواقع التواصل

توفى القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، عصام العريان، الخميس، داخل محبسه بسجن العقرب عن عمر ناهز الـ66 عاما.

وقال محامي العريان لـ"بي بي سي"، إن السلطات أبلغته بأن الوفاة طبيعية، موضحا أنه وأسرة العريان لم يزوروه منذ نحو ستة أشهر، بعدما عطلت السلطات الزيارات للسجون كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا.

 

وأكدت من جهتها، أسرة العريان أن وزارة الداخلية المصرية ترفض تسليمها جثمانه، وأن الوزارة من ستدفنه دون حضور أهله.

 

إلى ذلك، دعت جماعة "الإخوان" إلى صلاة الغائب على عصام العريان بمسجد الفاتح في إسطنبول عقب صلاة الجمعة، وحملت النظام المصري مسؤولية "قتله المتعمد" من خلال منع علاجه والقتل البطيء.

"الإهمال الطبي المتعمد"

 

واشتكى العريان في جلسات محاكمة سابقة من منعه من العلاج وتعرضه للإهمال الطبي المتعمد.

 

وادعت الرواية الرسمية لسلطات الانقلاب حتى الآن، أن العريان توفي بعد نقاش محتدم مع أحد قيادات الإخوان الآخرين في السجن.

 

 

 


وأعلن "العريان" في كانون الثاني/ يناير 2018 إصابته بفيروس الكبد الوبائي (سي)، داخل السجن وأن الأمن الوطني اعترض على علاجه.

 

 

 

 

"موت بطيء"

 

من جهته، قال رئيس مؤسسة محمد مرسي الحقوقية، محمد جمال، لـ"عربي21"، إن خبر وفاة العريان كان مفزعا، ويأتي في إطار استمرار القتل البطيء الذي يمارسه النظام في مصر بحق المعتقلين السياسيين.

وأكد أن "القتل البطيء يمارس ضد قيادات الإسلاميين في مصر وكذلك قيادات الثورة وقادة الحركات السياسية الذين اعتقلوا بعد الانقلاب العسكري".

وقال جمال إن العريان كان من الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا وقديما في الجماعة سياسيا، إذ كان نائبا قبل الثورة المصرية، وكذلك كان من مؤسسي حزب الحرية والعدالة وعضو مكتب الإرشاد، وله تاريخ كبير في الجماعة وعلى الساحة السياسية في مصر.

وأضاف: "نعزي الشعب المصري بوفاته ونعزي عائلته"، محملا النظام المصري مسؤولية "قتله"، من خلال الموت البطيء وتجاهل علاجه رغم كشفه مرارا بأنه يتعرض للإهمال الطبي ورفض العلاج.

وأكد أن الأمور تسير نحو مزيد من قتل الناس في المعتقلات والسجون بشكل بطيء من خلال الإهمال الطبي والسجن الانفرادي ورفض العلاج والتعذيب.

وطالب بأن مصر بحاجة إلى "وقف هذه المهزلة وخروج كافة المعتقلين السياسيين الذين لم يقوموا سوى بمعارضة الانقلاب والدعوى لعودة الشرعية".

وأكد أن العريان ليس الضحية الأولى للموت البطيء الممنهج من النظام المصري، ولن يكون الأخير. 

 

من هو العريان؟

 

وتولى العريان العديد من المناصب القيادية في جماعة الإخوان قبل أن يتم اعتقاله عقب الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي.

وبسبب نشاطه السياسي والنقابي، اُعتقل "العريان" 5 مرات قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، أولها كان في عام 1981 ثم قضى 5 سنوات خلال المحاكمة العسكرية في عام 2000، وعام 2006، ثم في عام 2007، ثم في أحداث جمعة الغضب في عام 2011، وأخيرا في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2013.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2012، شغل "العريان" منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين التي كان مسؤول عن مكتبها السياسي في السابق.

وحُكم على العريان بعدة أحكام بالسجن المؤبد (25 عاما) في السنوات التي أعقبت عزل مرسي، من بينها قضية اقتحام الحدود الشرقية، وأحداث قليوب، وقضية أحداث البحر الأعظم.

ووُلد "العريان" يوم 28 نيسان/ أبريل 1954 بقرية ناهيا مركز إمبابة بمحافظة الجيزة، وهو نفس العام الذي ولد فيه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

 

 

 

 

وتوفي "العريان" في الذكرى السابعة لمجزرة فض اعتصام "رابعة" الذي أكد سابقا أنه كان سلميا، واصفا الفض بالجريمة المروعة.

 

وتداول نشطاء مقطعا مصورا يظهر "العريان" في إحدى الصلوات، وهو يتلو قوله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".