صحافة إسرائيلية

دبلوماسي إسرائيلي: إيران ستبقى موضوعا حرجا رغم تطبيع أبوظبي

قال السفير الإسرائيلي السابق إن "مهمة الكبح التام للجهود الإيرانية لم تتحقق بعد"- جيتي

أكد دبلوماسي إسرائيلي، أنه رغم التداعيات الاستراتيجية الإيجابية لاتفاق التطبيع مع الإمارات، فإن إيران ستبقى موضوعا حرجا وعاجلا على جدول الأعمال السياسي والأمني لـ"إسرائيل".


وأوضح السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية بعنوان "شكرا طهران"، أن "الاتفاق مع الإمارات ليس حدثا وحيدا، بل مرحلة مهمة أخرى في استراتيجية السلام الشاملة التي ينكب بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) عليها منذ سنين، قبل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بكثير".


ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية، "تستند على عمودين فقريين؛ الأول ضمان الأمن لإسرائيل على المدى الطويل وتسوية سياسية مع الفلسطينيين؛ والثاني السلام مقابل السلام وليس السلام مقابل الأرض".


وزعم أن نتنياهو المتهم بالفساد، "هو الزعيم الإسرائيلي الأول الذي يعمل بشكل عملي ومنهجي، لتحقيق هذه الأهداف، فإنه إن لم يكن "سلاما حقيقيا" بروح بن غوريون، فهو على الأقل سلام بحكم الأمر الواقع، وبتأييد قسم كبير من العالم العربي والأسرة الدولية".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: ابن زايد ذهب أبعد من السادات.. تطبيع الإمارات مختلف


وأشار إلى أن إسحاق رابين، "أمل في عمل ذلك، لكنه جر بخلاف غرائزه لاتفاق أوسلو الفاشل، وفي غضون وقت قصير فهم أن هذه خدعة".


كما أن توماس فريدمان، المحلل السياسي الكبير في "نيويورك تايمز"، وصف الاتفاق "بالهزة الأرضية" و"الاختراق العظيم"، وتابع شوفال: "بالفعل، الحديث لا يدور فقط عن اتفاق سلام، بل عن نظام جديد في الشرق الأوسط كله"، معتبرا أن الاتفاق "يعزل إيران في الساحة، ويبعث لها رسالة مفادها أنه حينما تكون إسرائيل إلى جانبنا فلا تتحرشوا بنا".


وزعم أن "دول الخليج قرأت الخريطة جيدا وفهمت، أن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وتصفية قاسم سليماني لم يرفعا مستوى العداء العربي لإسرائيل وحسب، بل إنهما على العكس، هيأا التربة لسلام "عربي-إسرائيلي"، لذا فشكرا إيران"، وفق قوله.


تفاهم صامت


وبشأن مخطط الضم الإسرائيلي، أكد السفير أن "حيوية بسط السيادة في غور الأردن وفي الكتل الاستيطانية الكبرى، لم تنقص، وإسرائيل في هذه الأثناء، تعمل على زيادة عدد المستوطنين في الغور وتمنع تسلل أي فلسطيني إليه".


ونوه إلى أنه "رغم التقديرات المحقة بشأن التداعيات الاستراتيجية الإيجابية للاتفاق، فستبقى إيران موضوعا حرجا وعاجلا على جدول الأعمال السياسي والأمني لإسرائيل"، مدعيا أن "إسرائيل حققت إنجازات مهمة في إبعاد التواجد العسكري الإيراني عن حدودها، وإحباط خطوات عسكرية إيرانية أخرى".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: تطبيع الإمارات أثار تركيا أكثر من إيران.. لماذا؟


ومع ذلك، فقد نبه شوفال، إلى أن "مهمة الكبح التام، للجهود الإيرانية لم تتحقق بعد"، مشيرا إلى "حرية عمل إسرائيل في سوريا، في ظل تفاهم صامت مع روسيا ومع الولايات المتحدة".


وعن تأثير فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية القريبة، فإنه لفت إلى أن "الإدارة الديمقراطية ستعارض تغيير النظام في طهران، كجزء من سياستها، وستفضل الدبلوماسية النووية، من خلال تخفيف حدة المواجهة والتوجه إلى حوار إقليمي يمهد العودة للاتفاق النووي".


وأشار إلى أن اتجاه الإدارة الديمقراطية، "واضح؛ ويتمثل بإلغاء العقوبات والقيود التي فرضتها إدارة ترامب والعودة إلى الدبلوماسية على نمط أوباما".