صحافة دولية

التايمز: هل تتسبب جنسية حفتر الأمريكية بالقضاء عليه؟

متاعب "أمير الحرب" لا تتوقف على الهزائم أمام الحكومة الشرعية في طرابلس- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية افتتاحية سلطت فيها الضوء على "الجنسية الأمريكية" التي يحملها من وصفته بـ"اللاعب الرئيسي" في الحرب الأهلية المشتعلة في ليبيا.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بذلك إلى "المارشال"، كما يقدم نفسه، خليفة حفتر، "أمير الحرب البالغ من العمر 76 عاما"، وفق "التايمز".


ورغم الدعم الدولي الكبير الذي حظي به، بحسب الصحيفة، بما في ذلك جهود موسكو والمرتزقة التابعين لشركة "فاغنر" الروسية، إلا أنه عانى قبل فترة من هزئم منكرة.

 

وفي هذا الإطار، فإن متاعب "أمير الحرب" لا تتوقف على الهزائم أمام الحكومة الشرعية في طرابلس، بدعم تركي، فهنالك شائعات تفيد بأن صحته متردية.


واعتبرت الصحيفة أن جنسية حفتر هي التي جلبت له أحدث المشاكل، فقد قدمت دعوى ضده تطالبه بتقديم 50 مليون دولار في المحاكم الأمريكية، رفعها أعضاء نجو من عائلات قتلتها قوات "المارشال".

 

اقرأ أيضا: دعاوى قضائية ضد حفتر في أمريكا بارتكاب جرائم حرب

 

وفي حال خسر الدعاوى، فلن يدفع الجزء الأكبر من أرصدته المالية في فيرجينيا وحسب، بل وربما يواجه محاكم أخرى تكشف عن ماضيه الغامض واتهامات بارتكابه جرائم حرب.

 

وحتى وقت قريب، تمتع حفتر بدعم تحالف قوي من دول مثل مصر والإمارات وروسيا وفرنسا، التي اعتقدت أن "سمعته التافهة" كموال للزعيم السابق معمر القذافي، وفق الصحيفة، ستمكنه من أن ينتصر، وأنه الأمل الوحيد لوضع حد للحرب الأهلية.

 

وعارضته إيطاليا، المستعمر السابق لليبيا والتي توصلت لاتفاقية مع حكومة طرابلس لوقف تدفق المهاجرين وكانت تأمل بلعب دور الوسيط في الحرب الأهلية.

 

ودخلت تركيا في الآونة الأخيرة على أمل أن تواجه اليونان وتؤكد حقوقها في حقول الغاز القريبة من شواطئ قبرص، وأرسلت آلافا من المقاتلين السوريين للقتال مع الحكومة هناك، وهي خطوة كما تقول الصحيفة قد تسهم في تراجع الأمن وتثير حنق الناس.

 

وكرد على الخطوة، زادت روسيا من الدعم اللوجيستي لمرتزقة "فاغنر" وأرسلت 338 شحنة عسكرية من سوريا، مع أن الرئيس فلاديمير بوتين نفى تورط بلاده في ليبيا.

 

ووصل عدد مرتزقة فاغنر في ليبيا إلى ألف و200 مقاتل، وفق "التايمز"، ومن المتوقع أن تزيد تركيا من دعم الحكومة الليبية في المقابل.

 

اقرأ أيضا: ضيف "عربي21": مسؤول ليبي: تحول جوهري باستراتيجية أمريكا

 

أما مصر الخائفة من الفوضى على حدودها، فقد هددت بالتدخل، بينما تقف الأمم المتحدة عاجزة عن التحرك وتقف متفرجة على مشهد تحول ليبيا إلى ميدان تنافس.

 

ويعتمد جزء كبير من الحل على حفتر، فلو اعتقل أو أفلس أو أضعف، فآماله بأن يصبح القذافي الجديد ستنتهي، ولكن الخوف هو تحول ليبيا إلى ساحة جديدة للمواجهة بين تركيا وروسيا.

 

والخوف الثاني هو تحول ليبيا إلى دولة فاشلة تصبح مصدرا للفوضى وخطرا على كل منطقة البحر المتوسط. 

 

وتنقل الصحيفة عن "ماثيو جوري"، وهو مدير شركة محاماة في لندن ويمثل عائلة ليبية قتل جنود حفتر أبناءها: "الهدف الرئيسي لهذه الدعوى هو الإدانة.. والتعويض ثانوي أو في المرتبة الثالثة، ولا يمكن وضع ثمن على حياة عائلة. وهدف الدعوى هو الكشف عما يحدث في ليبيا".

 

وفي حالة خسارته الدعوى فلن يخسر حفتر ماله في الولايات المتحدة ولكن كل أرصدته الأجنبية المشبوهة التي ستكون تحت التحقيق.

 

وقال جوري: "سيتم توزيع أرصدة حفتر في فرجينيا على المدعين لو خسر القضية.. وسيصدر أمر بحث في أرصدته الدولية.. وستقدم ضده دعوى مدنية بارتكاب جرائم حرب ومطالبة بتسلّمه".