ملفات وتقارير

هل يحسم حوار المغرب الأزمة الليبية.. ماذا عن حفتر؟

حوار المغرب يجري بين وفدين يمثلان المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق- قناة ليبيا الأحرار

لازالت جلسات الحوار الليبي تعقد بالتزامن في المغرب وفي جنيف السويسرية، بهدف التوصل إلى حلول سياسية للأزمة الليبية وسط توقعات بقرب حسم الأمر سياسيا وتساؤلات عن علاقة اللقاءات ببعضها وما إذا كانت الخطوات مكملة لبعضها أم متعارضة.


وفي المغرب حضر وفد من البرلمان الليبي وآخر من المجلس الأعلى للدولة بهدف بحث آلية تولي المناصب السيادية في البلاد والتشاور حول إحياء عملية الحوار السياسي بين الطرفين.


وفود أكبر

 
وتعقد اجتماعات موسعة في جنيف بين ممثلين لحكومة الوفاق والبرلمان ومجلس الدولة وبعض المستقلين برعاية وحضور البعثة الأممية للدعم في ليبيا.


وذكرت عدة تقارير إعلامية أن مفاوضات جنيف ناقشت محاور أوسع وعدة مقترحات أهمها الخيار بين طريقين إما الذهاب مباشرة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية أو الاستفتاء على الدستور ثم تشكيل حكومة موحدة ومجلس رئاسي من رئيس ونائبين ثم الانتقال إلى مرحلة الانتخابات.


ومع تزامن اللقاءات في المغرب وجنيف تطرح عدة تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الاجتماعين، وهل سيتم حسم الأزمة سياسيا هذه المرة، وماذا عن حفتر الذي أيّد جلسات الحوار؟


خياران وعصف ذهني

 
من جهته، أوضح عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد أن "الفرق بين الاجتماعين هو أن اجتماعات المغرب من اقتراح دولة المغرب وتتم بين وفدين عن المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب فقط، والمهمة المطروحة هي التوافق على معايير تولي المناصب السيادية وكيفية تفعيل المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي، ومن ضمن ما يناقش أيضا موضوع التأكيد على وقف إطلاق النار كأساس لإمكانية استئناف جلسات الحوار بين المجلسين".

 

اقرأ أيضا: وفدا الحوار الليبي: توصلنا لتفاهمات مهمة تمهد لتسوية شاملة

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "أما اجتماعات جنيف فهي من اقتراح بعثة الأمم المتحدة وهي بين ممثلين لشخصيات ترى البعثة بأن لها دورا في المشهد السياسي منهم السراج والمشري وعقيلة وآخرين، وليس هناك قاعدة لكيفية التمثيل إلا اختيار الأشخاص أنفسهم، أي أنها لقاءات ليست بين المجالس وعلى وصف البعثة لها فهي لأغراض القيام بعصف ذهني".


وحول ما تم نقاشه حتى الآن قال عضو "الأعلى للدولة": "ما يتسرب حتى الآن أن المحادثات قد تركزت على أي الخيارين أفضل هل الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية في بدايات العام القادم أم تعديل الاتفاق السياسي وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين وحكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس منفصل عن الرئاسي؟"، وفق معلوماته.


وماذا عن حفتر؟

 
وبسؤاله عن دلالة تأييد حفتر للمباحثات سواء في جنيف أو في المغرب، قال: "حفتر يناور ما وسعته المناورة، وما يقوم به فعلا هو مزيد من تحشيد المرتزقة الذين تجندهم دولة الإمارات والدفع بكل أنواع الأسلحة في محيط منطقة سرت، وهو يعلم أنه أصبح خارج المشهد السياسي وأنه لن يعود إليه إلا بتخريب كل فرص النجاح والاتفاق عن طريق شن هجوم جديد، وهذا ما تسانده أبوظبي"، حسب رأيه.


في حين أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكاريا التركية، خيري عمر أن "الأجندة في جنيف والمغرب متماثلة وكلها تبحث عن حل سياسي للأزمة، المغرب يبدأ وجنيف تكمل الخطوة، لكن الأخيرة ستنتهي جلساتها بمجرد جلوس رئيس مجلس الدولة ورئيس البرلمان وجها لوجه".


معطيات مختلفة

 
وحول الجديد في هذه المفاوضات قال الباحث المهتم بالملف الليبي لـ"عربي21" إن الجديد في هذه اللقاءات هو حدوثها دون مناكفات سياسية مثل التهديد بالانسحاب أو وضع شروط بعينها قبل البدء وكذلك تأتي في ظل توجه عام بوقف دائم لإطلاق النار والدخول في مفاوضات وحلول سلمية وفقط"، وفق تقديره.

 

اقرأ أيضا: بزيارة مفاجئة.. وفد من الرئاسي الليبي يتوجه إلى القاهرة

وتابع: "أما بخصوص تأييد حفتر لهذه الخطوات فهو يؤكد أن الرجل يصمت ويتكلم طبقا لأوامر بعينها، ومن المتوقع جدا أن يتم استبعاده من المسار السياسي القادم، لذا لوحظ تراجع في سقف التوقعات على لسان متحدثه الذي هدد بالحرب ثم الآن يؤيد الحوار"، كما صرح.


عزلة ومغامرة فاشلة

 
في حين رأى الكاتب الليبي والمراقب لاجتماعات "جنيف والمغرب"، فرج فركاش أن "لقاء جنيف هدفه تقريب وجهات النظر حول كيفية المضي قدما في المرحلة القادمة فإما الدفع بالانتخابات وإبقاء الأجسام الحالية أو توحيد السلطة التنفيذية في مجلس رئاسي وحكومة منفصلة تتوحد تحتها المؤسسات وتكون من مسؤولياتها وحدة البلاد والتحضير للاستفتاء على دستور توافقي والانتخابات البرلمانية والرئاسية".


ورأى أن "تأييد حفتر لهذه اللقاءات أمر طبيعي لأن رفض هذا الحراك المدعوم دوليا وأمميا وداخليا سيضع الأخير في مواجهة مباشرة مع العالم ومع حلفائه أيضا ولن يتمكن من الصمود في وجه الضغوطات والعقوبات والعزلة المحتملة"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".


لكنه استدرك قائلا: "لكن الحقيقة مع حفتر كل شيء وارد ورأينا هذا قبل ملتقى غدامس الذي كان مقررا يوم في نيسان/ أبريل العام الماضي وهجومه على العاصمة، ولكن لو كرر الأمر الآن ستكون مغامرة فاشلة ووخيمة العواقب"، حسب وصفه.