صحافة إسرائيلية

قراءات إسرائيلية في تطبيع العلاقات مع كوسوفو وصربيا

"الفلسطينيون ليسوا سعداء بقرار كوسوفو، مع أنها تتودد لإسرائيل حتى قبل إعلان استقلالها عن صربيا في 2008"- جيتي

قلل موقع عبري من شأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تطبيع كوسوفو وصربيا لعلاقاتهما مع الاحتلال، وفتح سفارتيهما في القدس المحتلة.

 

وأضاف رفائيل أهارون في مقاله بموقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21": "صحيح أن هذا إنجاز يحسب للحكومة، لكنه مبالغ فيه وفق كل المقاييس، مع العلم أنه في حال نفذت هاتان الدولتان تعهداتهما بفتح سفارتيهما في القدس، فسوف يتضاعف عدد الدول التي اتخذت الخطوة، من دولتين إلى أربعة".


وتابع بأن "تصريحات بلغراد وبريشتينا، أتت على ما يبدو بعد كثير من الضغط الأمريكي، وهي إنجازات دبلوماسية أخرى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم أنها ليست دراماتيكية كما يدعي، هو وسفيره في الأمم المتحدة غلعاد أردان، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين".


وأوضح أن "الفلسطينيين ليسوا سعداء بقرار كوسوفو، مع أنها تتودد لإسرائيل حتى قبل إعلان استقلالها عن صربيا في 2008، ولم تعترف حتى الآن بإسرائيل ليس لأن أغلبيتها المسلمة تعارضها، ولكن لأن إسرائيل لم تعترف بها بعد أيضا".

 

وأضاف: "من المفارقات أن إسرائيل رفضت الاعتراف بكوسوفو؛ لأنها لم ترغب بدعم إعلان الاستقلال من جانب واحد، خشية أن يشكل سابقة خطيرة يحاكيها الفلسطينيون".


وأشار الكاتب إلى أن "الفلسطينيين اتبعوا خطوة كوسوفو في ذلك الوقت، ومنذ شباط/ فبراير 2008، عندما أعلنت الحكومة الألبانية ذات الأغلبية المسلمة في كوسوفو الاستقلال من جانب واحد، وفك الارتباط عن صربيا المسيحية، بدعم أمريكي وأوروبي، أشار الفلسطينيون مرارا وتكرارا إلى كوسوفو كنموذج لإقامة دولة فلسطينية".

 

اقرأ أيضا: رئيس صربيا يُصدم من ترامب.. بسبب "القدس" (شاهد)

 

واستدرك بالقول: "لكن موقف إسرائيل من كوسوفو ليس فريدا، فهناك خمس دول أوروبية لم تعترف بها لأسباب مماثلة".


وتابع: "لفترة طويلة حاولت إسرائيل الابتعاد عن أزمات البلقان، ورغم أنها دعمت صربيا دائما، صوتت بلغراد في عام 2012 لصالح دولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعربت بريشتينا آنذاك عن أملها بأن تكون تل أبيب أكثر ميلا للاعتراف بكوسوفو، لكن هذا لم يحدث، ومع ذلك، ظلت كوسوفو إيجابية تجاه إسرائيل، بل أرسلت في بعض الأحيان ممثلين رسميين إليها لتعزيز العلاقات الوثيقة".


وأوضح أن "الذي حدث الآن، وأدى لنضوج الصفقة، قد يكون مرتبطا بضغط من الإدارة الأمريكية، التي تحاول جاهدة الحصول على نقاط قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، ويحب ترامب إظهار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكيف يمكن لنتنياهو أن يرفض عندما يطلب منه ترامب الاعتراف بكوسوفو، بعد أن رتب له سفارة أخرى في القدس؟".

 

وبدوره، أشار "عمير ربابورت" الخبير العسكري في مجلة "يسرائيل ديفينس" إلى أن "هنالك علاقة بين اتفاقية صربيا وكوسوفو والصناعات العسكرية الإسرائيلية، خاصة وأن صربيا اتخذت قرارا بتعميق العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل تمهيدا لفك الارتباط عن أحضان الدب الروسي، الذي أعاد أذرعه الطويلة إلى الوراء زمن أيام الكتلة الشيوعية لأوروبا الشرقية". 


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الصرب يريدون القفز مباشرة إلى الحضن الدافئ للولايات المتحدة، وقد يكون لديها العديد من الأعمال التجارية مع الإمارات، ونية لشراء حزمة أسلحة كبيرة بالشروط الأوروبية من الولايات المتحدة، وهي تعتزم شراء أنظمة مهمة، بما فيها الحلول الإلكترونية، من حليفهم في الشرق الأوسط، وهي إسرائيل". 


وأوضح أن "القرار الإسرائيلي على مستوى العلاقات مع كوسوفو، قد يترك آثاره العملياتية على صعيد الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وتسويقها في دول البلقان، وهو ما تأمله إسرائيل قريبا".