ملفات وتقارير

هل أطاح السيسي بذراعه الإعلامية الأهم أم يسعى لترقيته؟

تم تعيين ياسر رزق عام 2014 بمنصب رئيس تحرير أخبار اليوم، ثم رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة- CC0

في قرار جديد فاجأ الوسط الصحفي بمصر، استبعدت سلطات الانقلاب إحدى أبرز أذرعها الإعلامية، ياسر رزق، من قائمة الأسماء الجديدة لقيادات المؤسسات الصحفية الحكومية، ما أثار تساؤلات وتكهنات حول ما وراء هذا الاستبعاد.

وأعلنت الهيئة الوطنية للصحافة قائمة الأسماء الجديدة لقيادات المؤسسات الصحفية الحكومية، خالية من اسم الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مؤسسة "أخبار اليوم".

وعبر صحفيون مصريون لـ"عربي21" عن دهشتهم من خلو قائمة القيادات الصحفية الحكومية من اسم ياسر رزق، في حين كانت التوقعات تشير إلى توليه منصبا أعلى.
 
ورزق، أحد أهم الصحفيين الداعمين للسيسي والانقلاب بمصر. وتم تعيينه عام 2014، بمنصب رئيس تحرير أخبار اليوم، ثم رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة.

ويعتبر رزق أحد المروجين للتعديلات الدستورية المثيرة للجدل، التي منحت السيسي سلطات واسعة منها السماح له بالترشح للانتخابات الرئاسية حتى 2030.

الحقيقة الغائبة

 
من جانبه، قال الكاتب الصحفي محمد الصباغ، لـ"عربي21": "أظن أن رزق من طلب عدم استمرار العمل في رئاسة أخبار اليوم"، مرجعا وجهة نظره لأسباب منها "الوضع البائس للمؤسسة الصحفية في ظل ما يتردد حولها من شبهات فساد".

 

لكن الصباغ يتوقع أنه ورغما ذلك، فقد "يصعد رزق لأعلى قريبا".

 

اقرأ أيضا: صحفي مقرب للسيسي يروّج لعدم وجود كوادر مصرية إلا بالجيش

وفي تقديره، قال الكاتب الصحفي محمد عبدالشكور، إن "التغييرات الصحفية الأخيرة ليس بها إلا عنوان واضح هو استبعاد ياسر رزق، الشخصية المقربة من دائرة النظام، والصحفي الوحيد الذي انفرد بحوارات مع السيسي..".

ولفت عبد الشكور في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "السيسي بدأ يتخلص من المقربين منه واحدا تلو الآخر"، مشيرا إلى إبراز النظام أسماء جديدة غير معروفة للصحفيين لتولي مناصب رؤساء التحرير ورؤساء مجلس الإدارة.

ويرى الصحفي المصري، أن "الهدف هو السيطرة على هؤلاء المعينين حديثا، فالسيسي لا يريد شخصيات قوية بجواره يصعب السيطرة عليها، بل يريد أشخاصا لا وزن لهم يسهل قيادتهم، وليس لهم موهبة أو قدرات؛ حتى لا يغردوا خارج السرب أو يفعلوا شيئا خارج الأوامر".


وتحدث عن "احتمال إسناد منصب جديد إلى رزق، أو تعيينه بمجلس الشيوخ أو البرلمان لرئاسة لجنة الصحافة والإعلام، أو تولي منصب نقيب الصحفيين بالانتخابات القادمة".

وأضاف عبدالشكور: "لكن تبقى الحقيقة الغائبة أن استبعاد رزق كان غريبا ووراءه شيء ما".

"احتمالات أربعة"

من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي قطب العربي، في حديثه لـ"عربي21"، عن تعجبه وحيرته من الإطاحة برزق المقرب من السيسي.

وأشار العربي إلى "احتمال ارتكاب رزق مخالفات استحق عليها هذا العقاب".

 

اقرأ أيضا: صحفي مقرب للسيسي يعترف بـ"قوة الإخوان" ويدعو لإبادتهم

وتحدث الأمين العام المساعد سابقا للمجلس الأعلى للصحافة عن احتمال آخر، وهو تعرض رزق لـ"تصفية حسابات في قمة السلطة الحالية، وهي التصفيات المستمرة داخل أروقة النظام، دون أن يعلن عن أسبابها الحقيقية".

وأشار إلى أن احتمالا ثالثا قائم وهو "إعادة تدوير رزق، في موقع آخر كرئيس لهيئة الاستعلامات أو كمرشح حكومي لرئاسة نقابة الصحفيين كمنافس لضياء رشوان الذي يشغل المنصب حاليا".

ولفت أيضا إلى أن "احتمال تعيين ياسر رزق بمجلس الشيوخ وارد، ثم تعيينه رئيسا للجنة الثقافة والإعلام بالمجلس، أو إسناد رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامي له".

وأكد رئيس المرصد العربي للإعلام، أن "كل الاحتمالات واردة خاصة أننا أمام نظام يعتبر نفسه المالك والمتصرف الوحيد يمنح ما يشاء لمن يشاء دون معايير موضوعية".