سياسة عربية

ماذا تحمل تصريحات لافروف عن قوة تركيا وروسيا بملف ليبيا؟

جيتي
أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول قوة الدور الروسي والتركي في ليبيا، وأن وقف إطلاق النار تم بفضل جهودهما، المزيد من التكهنات والتساؤلات حول أهداف ورسائل هذه التصريحات الآن، وما إذا كانت تؤكد أنه لا يمكن تجاوز البلدين في أي حلول دولية مقترحة. 

وقال لافروف إن "وقف إطلاق النار في ليبيا تم بفضل الجهود الروسية والتركية، وإن البلدين مستمران في العمل على تقريب مواقف أطراف النزاع هناك من أجل تسوية سياسية، وإن الخبراء الروس والأتراك يساهمون في الوقت الحاضر في تحقيق المصالحة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا، وقد نجحت الجهود المشتركة في وقف إطلاق النار، واستئناف تصدير النفط"، وفق حديثه لوكالة أنباء "أثينا ومقدونيا". 

"رسائل قوية" 

ورحبت روسيا بالاتفاقات العسكرية الأخيرة في ليبيا، بينما لم يرحب الرئيس التركي "أردوغان" بقوة بهذا الاتفاق، واعتبره مجرد لقاء على أدنى مستوى، لذا تظهر تساؤلات من قبيل: ما الرسائل التي تريد روسيا إيصالها من تصريحات لافروف؟ وهل هي تحذير للمجتمع الدولي من تجاوز روسيا –تركيا من أي توافقات؟ 

من جهته، أكد عضو مجلس الدولة الليبي، علي السويح، في حديثه لـ"عربي21"، أن "تصريحات لافروف تتضمن عدة رسائل واضحة، أولها موجه لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والأخرى لكل المتدخلين في الشأن الليبي، بأن أي حل للأزمة الليبية لا بد فيه من إشراك والتشاور مع روسيا وتركيا". 

وأشار خلال تصريحاته إلى أن "كلام وزير خارجية روسيا يؤكد أيضا أنه لا يمكن الوصول إلى حلول أو إيجادها إلا بمعرفة "موسكو وأنقرة"، بل وموافقتهما على هذا الحل وبنوده، وهذا يرجع طبعا إلى أن روسيا وتركيا كان لهما دور كبير فعليا في وقف إطلاق النار، عبر التنسيق وعقد لقاءات من حين لآخر بين مسؤولين روس وأتراك"، وفق تقديره. 

"تعويض ومرحلة قادمة" 

في حين رأت الأمينة العامة لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس، أن "التصريحات والمواقف الروسية من الممكن تفسيرها في إطار خشية روسيا من تجاوزها وتجاوز دورها في إحلال السلام في ليبيا، وهي تؤكد بتصريحات وزير خارجيتها الأخيرة بأنه يجب أن يكون لموسكو دور أساسي في أي قرار أو تخطيط للمرحلة القادمة". 

وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا لن تتخلى أبدا عن كل ما تحصلت عليه من موطئ قدم في ليبيا، وأنها ستكون حريصة على استمراريته أو على الأقل تعويض مجز مقابل ما قدمته"، بحسب رؤيتها. 

"اجتماعات جنيف وتونس" 

الناشط السياسي الليبي، أحمد الروياتي، قال من جانبه إن "كلام لافروف يحمل رسالة، مفادها أن بلاده وتركيا هما اللاعبان الرئيسيان في المعادلة اليوم، وأنه لولا التفاهمات بينهما ما كتب للمبادرة الأمريكية الأممية النجاح". 

وأضاف: "كما أن التصريحات تؤكد أن أي توافقات أو تفاهمات لا تحترم مصالح موسكو وأنقرة سيكون مصيرها الفشل، لكن التصريحات تؤكد أيضا أن ما حصل في جنيف من توافقات عسكرية هو مرض للبلدين، وأن ما سيحصل في تونس يجب أن يكون في السياق ذاته"، كما رأى وصرح لـ"عربي21".

وأشار الإعلامي الليبي المقيم في تركيا، منير المهندس، في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن "سياق التصريحات والمواقف الروسية التركية في ليبيا ليست بعيدة عن جهود الدولتين في سوريا والتفاهمات لأجل مصلحة البلدين، ليس إلا، وكلام الوزير الروسي هو رسالة تبين أن الملف الليبي تحوطه الجهود الروسية التركية فقط، وهذا ليس صحيحا"، كما قال.