سياسة عربية

دعوات لـ"هيئة علماء السعودية" لمراجعة الموقف من الإخوان

هيئات إسلامية مختلفة شدّدت على ضرورة "الحرص على وحدة الأمة والابتعاد عن تسييس خطاب العلماء"- مواقع التواصل

دعت 18 هيئة ورابطة للعلماء المسلمين، "هيئة كبار العلماء بالسعودية" إلى مراجعة موقفها من جماعة الإخوان المسلمين، مشدّدين على ضرورة "الحرص على وحدة الأمة والابتعاد عن تسييس خطاب العلماء".

وأشاروا، في بيان مشترك لهم، الخميس، إلى أن "الإخوان المسلمين جماعة دعوية انتسب إليها في مشارق الأرض ومغاربها عدد كبير من العلماء والدعاة والمجاهدين الذين بذلوا في الدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته، وهي مثل غيرها من الجماعات تجتهد فتصيب وتخطئ، فيقبل صوابها ويرد خطؤها".

وقالوا إن "صدور بيانات هيئة كبار العلماء في السنوات الأخيرة باسم الأمانة العامة وبدون توقيعات العلماء وخطوطهم، وبعيدا عن لغتهم الشرعية وفتاويهم وبحوثهم الرصينة التي صدرت عبر تاريخ طويل من الجهاد العلمي لهو أمر يثير الريبة من جهة، ويدعو للاحتراز من اتهام العلماء الفضلاء من جهة أخرى، والله تعالى يقول: ﴿فتبينوا﴾ ويقول: ﴿فتثبتوا﴾".

وأضافوا أن "تاريخ الهيئة واللجنة الدائمة للإفتاء عبر عقود قد تنزه عن التوظيف والتسييس، وعن الدخول في مهاترات مع طوائف وأحزاب وجماعات الدعوة، ولم يخل كلام العلماء الموثق في فتاويهم المنشورة من التوجيه للدعاة أفرادا وجماعات، وبيان الحق بالتي هي أحسن، جمعا للكلمة، ونصحًا للأمة، وإبراء للذمة، ولم يُعرف إطلاق مصطلح الإرهاب على طوائف الدعاة والعاملين للإسلام ممن لم يُنسبوا إلى غُلوٍّ عِلميٍ أو عَمليٍ إلَّا من قِبَل الجهات المعادية للإسلام وأهله".

 

اقرأ أيضا: داعية هندي شهير يهاجم "كبار العلماء السعودية"

وذكر البيان أن "بلاد المسلمين تمر بحالة من الضعف والتفرق وذهاب الريح نتيجة الابتعاد عن تحكيم الكتاب والسنة، والوقوع في طاعة وولاء أعداء الأمة، ومعاداة وظلم طوائف العلماء والدعاة الناصحين لولاة أمور المسلمين وعامتهم، وواجب العلماء التنبيه إلى تلك الانحرافات والنصح بشأنها لا الانخراط فيما يزيدها ويؤججها".

واستنكر "توسيع مفهوم جماعة الإخوان ومفهوم الإرهاب معا ليشملا كلَّ ذي رأي ونصح وأمر بمعروف ونهي عن منكر مما ليس على هوى الأنظمة، والاعتقالات التي طالت العلماء والدعاة من جماعة الإخوان ومن غيرها في عدة دول شاهد على هذا التعدي الدولي والتواصي العالمي بأهل السنة".

وأشار البيان إلى أن "الخلاف بين أهل الإسلام محكوم بقواعد الحرص على الجماعة والوحدة والألفة، وسبيل رفعه بالصلح والإصلاح والعدل والتوافق على طاعة الله ورسوله، والطاعة للحكام في المعروف، وتقديم مصلحة الأمة على مصلحة الفرد والحزب والجماعة".

واختتم بالقول: "بناء على ما سبق فهذه دعوة للمراجعة والحرص على وحدة الأمة والابتعاد عن تسييس خطاب العلماء بما يضعف مصداقيتهم ويضر مجتمعاتهم، وهي دعوة مفتوحة للصلح بين الشعوب وحُكَّامها على أساس من كتاب الله وسنة نبيه (ص)، واستشعار خطورة الظرف العالمي اليوم الذي يهدد دول المنطقة كافة".

ووقع على البيان كل من: رابطة علماء المسلمين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء أهل السنة، والاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، وهيئة علماء السودان، وهيئة علماء ليبيا، ومجلس البحوث والدراسات الشرعية/ دار الإفتاء بليبيا، ومركز تكوين العلماء بموريتانيا، ومجلس الشورى الوطني سريلانكا، ورابطة علماء المغرب العربي، وهيئة علماء فلسطين بالخارج، ومنظمة النصرة العالمية، ورابطة علماء فلسطين بغزة، ورابطة إرشاد المجتمع في الصومال، ومنظمة النهضة الشبابية التشادية، ورابطة أئمة فرنسا، وملتقى علماء فلسطين، وهيئة علماء المسلمين في لبنان.

والثلاثاء، أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية بيانا، قالت فيه إن "الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام (..) منحرفة تخرج على الحكام وتثير الفتن وتتستر بالدين وتمارس العنف والإرهاب"، حسب قولها.

ورأت أن "الإخوان لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية".

ولم توضح الهيئة السعودية سبب إصدار هذا البيان.

فيما رد المتحدث باسم جماعة الإخوان، طلعت فهمي، على البيان السعودي قائلا، إن جماعته "دعوية إصلاحية" و"ليست إرهابية"، مؤكدا أن الجماعة تأسست في مصر عام 1928، "بعيدة كل البعد عن العنف والإرهاب وتفريق صف الأمة، وهي منذ نشأتها جماعة دعوية إصلاحية تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون إفراط أو تفريط".

وفي آذار/ مارس 2014، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إدراج الإخوان بقائمة التنظيمات الإرهابية، دعما لموقف النظام في مصر آنذاك، والذي أعلن الإخوان، في كانون الأول/ ديسمبر 2013، "جماعة محظورة وإرهابية"، بعد أشهر من الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، المنتمي للإخوان.

ولا يوجد تنظيم معلن للجماعة في السعودية، التي استضافت في فترات سابقة قيادات إخوانية بارزة.