صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي من تبدد الدولة واختفائها بسببب الكراهية

أديب إسرائيلي: المجتمع الإسرائيلي السليم هو الذي لا يخاف النقد، ولا يسكته- الأناضول

قال أديب إسرائيلي إن "المجتمع الإسرائيلي أصبح ضعيفا ومنقسما وجبانا ومشلولا، وتحول من بلد قوي ومستقر وموحد، واثق من نفسه، وانتصر في الحروب، وعرف كيف يظل متحدا، لكنه اليوم نزل إلى هاوية الكراهية، والشلل، والانفصال، والتعتيم، حتى بتنا نعيش أصعب أيام عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وليس فقط بسبب فيروس كورونا".


وأضاف يائير بن حور، المحرر الأدبي والشاعر، في مقاله على موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21"، أن "المتهم بنيامين نتنياهو وفريقه نجحوا في تفريقنا، وتفكيك المجتمع الإسرائيلي إلى فتات رقيقة من الكراهية والعداء والشر، وتحويلها من ديمقراطية حديثة إلى مملكة فاسدة، تقدس ملكيتها، وتفسد كل ما يمسه، وكل من يجرؤ على قول كلمة واحدة لانتقاد الحكومة الفوضوية يتم اتهامه على الفور بالخيانة، ويصنف فورا بأنه يساري يكره إسرائيل". 


وأشار بن حور، الذي أصدر عدة دواوين شعرية وكتبا فلسفية، إلى أن "الإسرائيليين باتوا يخافون من الاحتجاجات والمظاهرات والانتماء السياسي والطرق المغلقة والسخرية السياسية والمقارنات، وبالتالي فإن شعبا يسكت مظاهرة، ويمتنع عن تعريفها سياسيا، ويمنع السخرية، ويخاف من المقارنات، هو شعب ضعيف وغير آمن وضائع".


وأكد أن "الساحة الإسرائيلية لم يعد فيها مجال للاستماع، واحترام الرأي المختلف، ومحاولة فهم الجانب الآخر، بل إن غموضا كبيرا بات يلفها، بفعل الكراهية الرهيبة، وطبقة الخبث التي سوف تتسبب باندلاع الحرب الأهلية، وكل من يعارض نتنياهو يتم تقديمه كعدو، حتى أن قاعدة الكذب باتت تتعمق في النقاشات السياسية، بجانب اندلاع التحريض". 

 

اقرأ أيضا: مناظرة تلفزيونية إسرائيلية حامية تقارن "إسرائيل" بالنازية
 

وتساءل الكاتب: "ماذا حدث للإسرائيليين حتى أصبحوا جبناء، ممّ يخافون؟ وكيف سمحوا بحدوث هذا الموقف؟ وكيف لم يوقفوا هذه العملية التخريبية والخطيرة؟ ولماذا لم يتعلموا من أخطاء الماضي واستخلاص الدروس؟ هناك الكثير من الأسئلة والأجوبة التي لم تتم الإجابة عنها بعد".

 

وأوضح أن "إسرائيل مطالبة بالنظر إلى حليفتها الولايات المتحدة، حيث ارتكبت خطأ فادحا مرة واحدة بانتخاب دونالد ترامب، ولن تكرره مرة أخرى، وأظهروا بأوضح الطرق وأكثرها صراحة من خلال طرده، لأن الدولة بالنسبة للأمريكيين مهمة، وليست القائد، وحان الوقت لكي يتعلم الإسرائيليون منهم".

 

ورأى أن "المجتمع الإسرائيلي السليم هو الذي لا يخاف النقد، ولا يسكته، حيث يوجد هناك متسع للجميع بلا حدود، في حين أن الحد الوحيد هو التحريض والعنف، وحتى هنا فقدنا حواسنا، ووجدنا صعوبة في إدراك ما يشمله التحريض، وما لا يشمله، وبتنا أمام حكومة إسرائيلية غير آمنة وضعيفة وجبانة وطفولية، تستغل قوتها السياسية لإسكات المجتمع، وإضعافه، وتفكيكه لأجزاء ممزقة". 

 

وأكد أن "مثل هذه الحكومة الإسرائيلية ستلقي باللوم على العالم كله في كل إخفاقاتها، ولن تعترف بأخطائها، ولن تكون بالتأكيد مسؤولة عنها، وليس هناك ما يمكن توقعه من أعضاء مثل هذه الحكومة سوى الاستقالة، لأن الاستمرار على الخط ذاته، سيؤدي إلى تفاقم الأحداث من الاحتجاجات والمظاهرات؛ لأنه لم هناك شيء لمواجهة هذه الحكومة الإسرائيلية المشوهة والمتضررة والمعوقة سوى هذه الفعاليات".

 

وختم بالقول مخاطبا الإسرائيليين إن "عليهم ألا ييأسوا، بل تجميع كل القوى، ومواصلة الحرب من أجل دولة إسرائيل، فليس لديهم دولة أخرى، وإذا لم يقاتلوا من أجل مستقبلها، فسوف تتبدد إسرائيل، وتختفي، وكأنها لم تكن".