صحافة دولية

WP: ما هو مصير يمين أوروبا المتطرف بعد ترامب؟

خبراء قالوا إن هزيمة ترامب هي نكسة للشعبوية المتطرفة في أوروبا- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا تساءلت فيه عن مصير اليمين المتطرف في الغرب بعد هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات.


وأبرزت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" تصريحا لدونالد تاسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي يجيب فيه عن سؤالها، قائلا في تغريدة له، إن "هزيمة ترامب هي بداية النهاية لانتصار الشعبوية المتطرفة في أوروبا أيضا".


وكان تاسك اعتبر أسابيع ترامب الأولى في الحكم وسياسته المعلنة بأنها تمثل تهديدا "خارجيا" على الاتحاد الأوروبي.


وقالت الصحيفة، إن الرئيس المنتخب جو بايدن يحضر لكي يدخل البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير في وقت بات فيه القوميون المتطرفون والشعبويون في أوروبا بدون سند، وهذا وضع يتناقض بشكل صارخ مع الأشهر الأولى من ترامب حيث رحبوا وهللوا له وقالوا إن فوزه يعتبر نقطة تحول في التاريخ.


وفي حينه قالت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان: "نقف على أعتاب نهاية عالم وولادة عالم جديد، ونشهد عودة الدولة القومية".


وذكرت الصحيفة أنه بعد عام من فوز ترامب زار مستشار ترامب، ستيفن بانون أوروبا ومعه خطط كبرى لربط اليمين المتطرف العابر للدول في أوروبا مع اليمين المتطرف في أمريكا الشمالية.


ومدحه رئيس الوزراء الهنغاري المتطرف فيكتور أوربان بـ"البطل" و"الوطني" الملهم للسياسة الغربية. 
وقال بانون أمام تجمع حاشد في ليل الفرنسية: "ما أعرفه أنكم جزء من حركة عالمية أكبر من فرنسا وأكبر من إيطاليا وأكبر من هنغاريا، وهي أكبر من كل هذا والتاريخ يقف في صفنا".

 

اقرأ أيضا: البايس: هزيمة ترامب تضرب الشعبوية لكنها لا تسقطها

لكن تيار القومية المتطرفة يتراجع، بحسب الصحيفة، فقد تلاشت حركة بانون. وهزم اليمين الأوروبي في سلسلة من الانتخابات وكذا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية في العام الماضي. 


"وبدلا من قيادة أوربان وزملائه البولنديين قطيع القوميين يبدون في مؤخرته وفي خطر تحولهم لمنبوذين، وفي غرب القارة الأوروبية انضم اليمين المتطرف إلى دعاة نظرية المؤامرة حول انتشار فيروس كورونا ومثل أنصار ترامب رفضوا الاعتراف بفوز بايدن". بحسب الصحيفة.


وعندما سئلت في الأسبوع الماضي إن كانت تقبل بفوز بايدن، قالت لوبان "قطعا لا " وحتى يتم استنفاد كل مزاعم ترامب. وتنتظر لوبان هي وحركتها "التجمع الوطني" انتخابات عام 2022 لتحدي إيمانويل ماكرون، لكن الأحزاب القومية لا تقترب من السيطرة على الحكم كما كانت عندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض. ويتوقع المراقبون أن يؤدي وصول بايدن إلى السلطة لتقوية القوى الليبرالية الدولية على ضفتي الأطلنتي. 


وبدأ الاتحاد الأوروبي بالضغط على حكومتي بولندا وهنغاريا المتطرفتين. وقالت كاتي بيري، الهنغارية المولد وتمثل هولندا في البرلمان الأوروبي: "ما تغير في الحقيقة هو شعور القوى الليبرالية بالقوة". 
وأضافت في تصريحات نقلتها عنها صحيفة "وول ستريت جورنال": "في السنوات الماضية لم يقف قادة أوروبا أمام هؤلاء المستبدين، وأشعر أن هذا لن يحدث مرة أخرى".


وكتب فيليب ليرغين، المستشار السابق للمفوضية الأوروبية: "بخروج ترامب فلن يتمتع الساسة الشعبويون بشرعية محلية. وستدفع الحكومات ثمنا باهظا لمواقفها القومية المتطرفة". 


وعلق السفير الأمريكي السابق لدى حلف الناتو إيفو دالدر "سيكون هناك تغير كبير" و"ستكون القيم الديمقراطية وحكم القانون أساسا لأي علاقة جيدة مع واشنطن".

 

اقرأ أيضا: MEE: بومبيو قالها أخيرا.. أي انتقاد للاحتلال "عداء للسامية"

لكن الصحيفة قالت إن "كل هذا لا يعني نهاية الموجة اليمينية المتطرفة بما فيها ترامب. ففي الولايات المتحدة، لا يزال الحزب الجمهوري تحت سيطرة السياسة الترامبية، وهناك جيل من الجمهوريين الذين يحاولون بناء منبر دائم وقد يبدؤون بالتأثر مباشرة من الاقتصاد الشعبوي لليمين المتطرف في أوروبا. 


وفي القارة الأوروبية نفسها حاولت الأحزاب المحافظة والوسط تقليد اليمين المتطرف ومنافسته في موضوعات مثل الإسلام والهجرة. وسيتصادم الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو الذي يعتبر من أكبر القوميين المتطرفين في الجزء الغربي من الكرة الأرضية مع بايدن في موضوع المناخ. ولا تزال شعبيته عالية رغم موقفه المنحرف من العلم.


وبحسب موريسيو سانتورو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة رويو دي جانيرو فإن "كل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي قادت إلى ترامب وبولسونارو لا تزال موجودة".


وتقول ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في روما: "ما تكشف عنه هذه الانتخابات وبنفس الطريقة هي أن الترامبية حية ونشطة في الولايات المتحدة، والترامبيون الصغار هم أحياء ونشطون". 


وقالت في تصريحات لـ"فايننشال تايمز"، إن الضامن الوحيد الذي نملكه هو أنهم لن يصعدوا مرة واحدة واستغلال المظالم وعدم المساواة التي سيزيدها الوباء أكثر".