صحافة دولية

WP تكشف تفاصيل "حصار" الكونغرس وإنقاذ المشرّعين

أحد المشرعين الأمريكيين لحظه إخراجه من المبنى لتأمينه- جيتي

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جانبا من تفاصيل ما جرى داخل مبنى الكونغرس الأمريكي، الذي اقتحمه أنصار ترامب، خلال جلسة التصديق الأولى على نتائج الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز جو بايدن.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، وعنونه بـ"داخل حصار الكابيتول"، إن رئيس شرطة الكابيتول ستيفن سوند، أكد لأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أن قوته المكونة من ألفي ضابط يمكنها التعامل مع الحشود الكبيرة المتوقعة، وفقًا لعدة أشخاص تحدثوا مع سوند في الأيام التي سبقت الحصار.

وأضافت الصحيفة، أن ما جرى هو أن المشرعين كانوا يتحصنون في ذلك اليوم تحت المكاتب، وسط هجوم عنيف للغوغاء من مؤيدي ترامب، ولم يكن أحد يأتي لإنقاذ الوضع في الكونغرس.

وأشارت إلى أن أحد مستشاري زعيم الأكثرية الجمهورية ميتش ماكونيل، تقابل وجها لوجه مع أحد الضباط لحظة حصول الفوضى، وقال له كلمة واحدة "اهرب".

ولفتت إلى أن الصراخ ساد المكان، وانطلق تحذير نصي من شرطة المبنى إلى كل الهواتف، بوجود تهديد أمني ورد فيه: "بشكل عاجل تحرك من مكانك وخذ معدات الطوارئ، وأغلق الباب، واحتم".

وقالت الصحيفة إن ثلاثة من كبار مساعدي الحزب الجمهوري، عمدوا إلى تكديس الأثاث على باب غرفة، لمنع فتحه، وتحركوا خلسة حتى لا يشعر بهم أحد من المقتحمين، لكنهم أحسوا بوجودهم وحاولوا خلع الباب وهم يرددون، أين نانسي (رئيسة مجلس النواب والأغلبية الديمقراطية)؟

وأشارت إلى أن المشرعين ومساعديهم، بدأوا باتصالات وإرسال رسائل نصية، إلى أي شخص يمكن أن يقدم المساعدة، مثل سكرتير الجيش، والنائب العام، ورئيس هيئة الأركان، والمحافظين، وحتى الولايات القريبة، وعمدة العاصمة.. وساد الارتباك.

مستشار ماكونيل قال، إنهم كانوا يقولون خلال الاتصالات، إن الوضع مروع وإذا لم يصل الدعم فقد يموت الناس.

وقال إن الجمهوريين والديمقراطييين، طلبوا إحاطات إعلامية من مايكل ستينغر، وهو مساعد سابق لمدير جهاز الخدمة السرية الأمريكية الذي عينه زعيم الحزب الجمهوري، كرقيب في مجلس الشيوخ. والتقوا مع رئيس شرطة الكابيتول، ستيفن سوند، الذي كان سابقًا قائد شرطة العاصمة، وقاد ردود الفعل على عمليات إطلاق النار الجماعية وإدارة الحشود، لما يقدر بمليون شخص حضروا التنصيب الأول للرئيس باراك أوباما.

 

اقرأ أيضا: مسودة مساءلة تتهم ترامب بـ"جرائم كبرى".. والبيت الأبيض يحذر


وقالت الصحيفة إن الديمقراطيين، سألوا قبل عيد الميلاد، عن ما إذا كانت الشرطة ستسمح للناس بالتجمع، أو التواجد في ساحة الكابيتول، خاصة في المنطقة المؤدية إلى مكاتب المشرعين.

وأضافت: "في محادثة مع مشرعين استمرت ساعة عشية رأس السنة الجديدة، أفاد سوند بأن لديه خطة لإبقاء المتظاهرين بعيدًا عن المبنى. وسيتم احتواؤهم في الساحة، في منطقة عشبية شرقي مبنى الكابيتول. وإذا حاولوا التقدم فإن ضباطه سيشكلون خطا فاصلا، وكإجراء احترازي للمشرعين، سيوجه أمن الكابيتول جميع أعضاء الكونغرس وموظفيهم للخروج عبر شبكة الأنفاق تحت الأرض، التي تربط مبنى الكابيتول بمجلس النواب ومجلس الشيوخ بمباني المكاتب...

ولدى سؤال سوند عن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديه، وحجم التجمع المؤيد لترامب، أشارت الصحيفة إلى أن إجابته لم تكن واضحة، وكانوا لا يعرفون من سيأتي، وحتى ما إذا كانت هناك جماعات عنيفة أم لا".

وكشفت الصحيفة أن دائرة المتنزهات القومية، التي أصدرت تصريح التجمع للمنظمين، عدلت حجم الحشد، من 5 آلاف إلى 30 ألفا.

وقالت إن شرطة الكابيتول أفادت بأن لديها ما يكفي من قوة، للتعامل مع حجم الحشد، وأصر سوند، على أن لديه قدرة على تغطية الوضع، وهو ما أكده للنائب الديمقراطي تيم رايان خلال اتصال هاتفي.

وأشارت الصحيفة إلى أن شرطة الكابيتول، أبلغت البنتاغون قبل أيام، بأنها لم تطلب دعم الحرس الوطني للحدث، بحسب مسؤولين بوزارة الدفاع، وعندما بدأت حشود مؤيدي ترامب بالضغط على الحواجز، تم استدعاء ضباط وكالة المباحث الفيدرالية إلى المكان بسرعة.

لكن سوند كشف في بيان يتعلق باستقالته، أن شرطة الكابيتول "لم تستعد للحشد العنيف الذي جاء وكان الهجوم العنيف، مختلفًا عن أي هجوم شهدته خلال الثلاثين عامًا التي أمضيتها في تطبيق القانون هنا في واشنطن العاصمة".

وكشفت الصحيفة أن لحاق أنصار ترامب، بضابط شرطة أسود، وكانوا جميعهم من البيض، إلى ممر خلفي خارج مجلس الشيوخ، أبعدهم عن قاعة مجلس الشيوخ، أضافت: "كانوا على بعد أمتار من المدخل الرئيسي لغرفة تقود إلى مجلس الشيوخ".


وأضافت: "في تلك اللحظات جرى اتصال بنائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ديفيد بوديتش، الذي كان في مركز القيادة في واشنطن، وأبلغ بأن الشرطة فقدت السيطرة على المبنى، وكان يستمع إلى موجات باللاسلكي، لأصوات المقتحمين، وكانت الأرواح في خطر".


وكشفت أن بوديتش، أرسل أول فرقة مسلحة تكتيكية من أصل ثلاثة على الفور، لتأمين أعضاء الكونغرس، وأصدر تعليمات لمجموعتين من الفرقة الخاصة "سوات"، بالانطلاق سريعا، وكانت عادة هذه الفرق التجمع للتنسيق والتخطيط قبل أي عملية، لكن المسؤول أمرهم بالحركة سريعا لأنه "لم يعد هناك وقت".


وتابعت: "قال لقائد الفريق الأول: تمكّن منهم هناك، لا وقت لدينا للتجمع الآن".