سياسة عربية

بنكيران: موقف العدالة والتنمية الرافض للتطبيع لم يتغير

عبد الاله بنكيران: التطبيع موقف الدولة، والعدالة والتنمية لا يقودونها (الأناضول)

شن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله بنكيران، هجوما عنيفا على عبد العزيز رباح، عضو الأمانة العامة للحزب، على خلفية تصريحاته الأخيرة في قناة عمومية مغربية للذهاب لإسرائيل لتمثيل الدولة المغربية إن قررت ذلك.

واعتبر بنكيران في كلمة مصورة بثها على موقعه على "فيسبوك" قبل قليل، تصريحات رباح، دون أن يسميه، تعبيرا على الهرولة نحو التطبيع والمسارعة إليه، موجها رسائل مشفرة إلى هذا القيادي حول خلفيات تبنيه لهذا الموقف، ومسارعته إليه في هذه الظرفية. 

وأوضح بن كيران في لقاء جمعه بمسؤولي نقابة الاتحاد الوطني للشغل، الذين قاموا بزيارته اليوم في بيته، أن موقف حزبه من التطبيع ثابت ولم يتغير، وهو نفس موقف الحركة الإسلامية، وأن  الاتفاق الذي أبرم مع إسرائيل بالرباط لعودة العلاقات هو قرار الدولة، وأنه من صلاحيات الملك، وأن الحزب تفهم ذلك، وأن الحكومة بمقتضى الدستور لها صلاحيات محدودة، وأن ذلك لا يعني بحال أن الحزب غير موقفه من قضية التطبيع. 

ووجه بنكيران تحذيرا شديدا  من شن بعض الأشخاص داخل الحزب حملة تخوين ضد رافضي التطبيع، ومحاولة تهوين موقفه الثابت ضد التطبيع، ومسارعتهم إلى خلق الانطباع بتماهي الحزب معه.

وانتقد بشدة تصريحات القائم بالأعمال الإسرائيلي بالرباط حول حزب العدالة والتنمية، متهما إياه بمحاولة إعطاء دروس للحزب، ووجه بن كيران خطابه للحزب، مذكرا بالمبادئ التي قام عليها، ومنها قضية رفض التطبيع ومقاومته، معتبرا أن المناصب والمواقع التي حصل عليها الحزب إنما جاءت من البوابة السياسية، وبسبب من التزام القيم والمبادئ والثوابت التي تبنتها الحركة الإسلامية، وأنه لا يمكن بحال أن تصبح هذه المواقع مبررا للتنكر لهذه المبادئ، وأنه في اليوم الذي سيحصل ذلك، فإن مصير الحزب لن يكون مختلفا عن مصير أحزاب أخرى، ملمحا في ذلك إلى ما انتهى إليه حزب الاتحاد الاشتراكي.. 

ووجه بن كيران انتقادا حادا لبعض الإسلاميين في المشرق، بسبب تجاوزهم لحدود النقد المعقول لموقف المغرب، ومسارعتهم لتبني لغة التخوين والعمالة، متناسين الدور الكبير الذي قام به المغرب، وداعيا إياهم للتعقل، والانتباه إلى مآلات موقفهم، ومذكرا بالأدوار التاريخية التي قام بها المغرب ويقوم من أجل دعم القضية الفلسطينية..   

 

وتناول بنكيران في كلمته مجددا موقفه الرافض لتدريس العلوم باللغات الأجنبية، معتبرا ذلك أمرا غير مقبول..

 



وكان وزير الطاقة والمعادن المغربي، القيادي بحزب "العدالة والتنمية" (إسلامي)، عزيز رباح، قد قال قبل أيام إنه لا يمانع زيارة إسرائيل إذا اقتضى الأمر؛ باعتباره يمثل الدولة.

وردا على سؤال للقناة التلفزيونية الثانية (حكومية)، حول إمكانية زيارته إسرائيل ضمن مهامه الحكومية، أجاب "رباح": "أنا أمثل الدولة، وإذا جاءت (الزيارة) سأقوم بالواجب، وأتحمل مسؤوليتي فيها".

لكنه استدرك: "إذا طرحت عليّ نفس السؤال، أنا عبد العزيز رباح، أنا ليس لدي ما أفعل هناك (إسرائيل)".

وتابع: "هذا يجب أن يُدبر في إطار المصلحة العليا للبلاد.. ولتحقيق منافع للبلاد".

ووفق المعلن، لم يزر أي مسؤول مغربي إسرائيل حتى الآن.

ويواجه "العدالة والتنمية"، الحاكم منذ عام 2012، انتقادات حادة بسبب مشاركته في استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، بينما ترفض أدبيات الحزب، منذ تأسيسه في 1967، أي شكل من أشكال التطبيع.

ويرد الحزب بأن موقفه ثابت بشأن دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

وفي 22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقّع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أمين عام "العدالة والتنمية"، على "إعلان مشترك" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط.

وفي 10 ديسمبر الماضي، أعلن المغرب اعتزامه استئناف العلاقات الرسمية مع إسرائيل، التي توقفت في 2000.

وفي اليوم نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر.

وبجانب المغرب، وقعت الإمارات والبحرين ، خلال 2020، على اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل، فيما أعلنت الحكومة السودانية قبولها تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، لحين تشكيل البرلمان المخول بإقرار الاتفاقيات.

وأثارت تلك التطورات رفضا شعبيا عربيا واسعا، واتهامات لتلك الدول بخيانة القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراض عربية، ورفضها قيام دولة فلسطينية.

وانضمت الدول العربية الأربع إلى الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، بناء على اتفاقيتي سلام منذ 1994 و1979، على الترتيب.

 

اقرأ أيضا: وزير من "العدالة والتنمية" المغربي لا يمانع زيارة الاحتلال