طب وصحة

عودة لإغلاقات كورونا في أوروبا.. وتأخر بتسليم اللقاحات

تهدف الإغلاقات لمواجهة موجة ثالثة لكورونا - CC0

تسبب فيروس كورونا بوفاة أكثر من 2,71 مليون شخص حول العالم منذ نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2019، حسب الأرقام الرسمية.

والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضررا جراء الوباء؛ إذ سجلت 541,918 وفاة متقدمة على البرازيل (292,752) والمكسيك (197,827).

إغلاقات جديدة 

تستعد السلطات الألمانية الاثنين لإقرار قيود جديدة في مواجهة الموجة الثالثة من فيروس كورونا، مخاطرة بإغراق البلاد أكثر في حالة ركود وتأجيج سخط المواطنين.

وتعقد المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء الولايات الألمانية الاثنين اجتماعا جديدا للبحث في استراتيجية مكافحة الوباء.

لكن فيما كان مقررا قبل بضعة أسابيع تخصيصه لمسألة تخفيف القيود، تغير برنامجه تماما في مواجهة انتشار النسخة المتحورة من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا.

وفي الوثائق التحضيرية للاجتماع التي جرى تسريبها، طلب "تمديد" كل القيود والإغلاقات السارية في البلاد التي كانت مقررة حتى 28 آذار/مارس. وتحدثت وسائل الإعلام عن التمديد حتى 18 نيسان/أبريل، وفق مشروع اتفاق للمستشارية. 

وفرض الحجر مجددا السبت على البولنديين وثلث الفرنسيين إنما بشروط مخففة عن قبل، في حين حسم منظمو أولمبياد طوكيو أمرهم بقرار حظر الجماهير الأجنبية هذا الصيف بسبب استمرار جائحة كورونا.

 

اضافة اعلان كورونا

وأقرت الحكومة الفرنسية ثالث إغلاق خلال عام يشمل 21 مليون فرنسي بينهم سكان منطقة باري، ولو أن الإجراء أكثر مرونة من الحجر السابق في آذار/مارس 2020، إذ سيكون بالإمكان هذه المرة الخروج "بدون فرض أي مهلة زمنية"، إنما "ضمن دائرة عشرة كيلومترات". كما سيغلق قسم كبير من المحلات.

وأصبحت هذه القيود الجديدة ضرورية بسبب التدهور السريع للوضع الصحي الذي "يبدو بوضوح متزايد أنه موجة ثالثة"، بحسب رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس.

وبعد ظهر السبت، لم تكن الأجواء مختلفة في وسط باريس عن عادتها في يوم مشابه بارد وغائم.

مضاعفات اللقاح

في سياق متصل، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان؛ إن لقاحات كورونا قد لا تكون آمنة 100%، لكن نسبة حصول مضاعفات هي واحد بين كل مليون شخص حول العالم.


وأشارت إلى أن المضاعفات مرتبطة بالتاريخ المرضي، أو قابلية الإصابة لدى الشخصن، أو الحساسية الشديدة تجاه اللقاح.


وأكدت أنه يمكن الحيلولة دون وقوع مشكلة في حال تم الإبلاغ عنها.

 


وفي بريطانيا، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك؛ إن نصف البالغين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاحات الوقاية من فيروس كورونا، لتصبح بريطانيا أول بلد بين الاقتصادات الرئيسية يحقق هذا الهدف الذي يمثل مرحلة فارقة.


وقالت الحكومة البريطانية؛ إنها تهدف إلى الانتهاء من تطعيم من هم فوق الخمسين عاما بجرعة واحدة على الأقل بحلول منتصف نيسان/أبريل، وتطعيم جميع البالغين بنهاية تموز/يوليو.


وأعدت بريطانيا خططا لتخفيف قيود العزل العام خلال تلك الفترة، وتشمل فتح المتاجر والمطاعم الشهر المقبل.


وقال هانكوك: "اللقاح قصة نجاح وطنية، وسبيلنا للخروج من (أزمة) هذا الوباء".


وفي المقابل، حصل أكثر من 20 بالمئة من الأمريكيين على جرعة واحدة على الأقل، بينما حصل أقل من 10 بالمئة من سكان الاتحاد الأوروبي على اللقاح.

 

 


تهديدات أوروبية لأسترازينيكا 


هددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بوقف صادرات لقاحات أسترازينيكا إذا لم يتلق الاتحاد الأوروبي شحناته أولا، في تصعيد جديد للخلاف بشأن تأخر عمليات تسليم الجرعات.


وقالت فون دير لايين في مقابلة مع مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية: "لدينا خيار حظر كل تصدير مقرر. هذه هي الرسالة الموجهة إلى أسترازينيكا: نفذوا عقدكم مع أوروبا أولا قبل البدء بتسليم اللقاحات إلى دول أخرى". 


يأتي تحذير فون دير لايين بينما تبذل دول الاتحاد الأوروبي جهودا حثيثة لتسريع حملتها، ويواجه بعضها موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا، وتجديد فرض قيود على الحياة العامة.

 

قالت فون دير لايين بلهجة تحذيرية إن "كل الخيارات مطروحة" مؤكدة أن القادة الأوروبيين سيبحثون مسألة تسليم اللقاحات الأسبوع المقبل.


وذكرت بأن عقد الاتحاد الأوروبي مع أسترازينيكا ينص على تسليم جرعات منتجة في كل من أراضي الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.


وأضافت "مع ذلك لم نتلق أي شيء من البريطانيين بينما نقوم بتسليم" لقاحات، موضحة أن الاتحاد الأوروبي أرسل "خطابا رسميا" لتقديم شكوى إلى مجموعة الأدوية السويدية البريطانية. 


وتابعت فود دير لايين "لا أستطيع أن أفسر للمواطنين الأوروبيين سبب قيامنا بتصدير ملايين الجرعات من اللقاحات إلى الدول التي تنتج لقاحات بنفسها والتي لا ترسل لنا أيا منها في المقابل".


الهند تؤخر لقاحات السعودية والمغرب والبرازيل


وقال مصدر مطلع لرويترز؛ إن معهد سيروم الهندي للمصل واللقاح أخطر كلا من السعودية والمغرب والبرازيل بأن الإمدادات القادمة من لقاح أسترازينيكا ستتأخر بسبب ارتفاع الطلب المحلي، في الوقت الذي يعمل فيه المعهد على زيادة الطاقة الإنتاجية.


ويأتي هذا التأخير في الوقت الذي تتعرض فيه الهند، أكبر منتج للقاحات في العالم، لانتقادات محلية وذلك للتبرع بكميات من الجرعات أو بيعها بما يفوق عمليات التطعيم في البلاد، وذلك رغم تسجيل أكبر عدد من الإصابات بكورونا على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل.

 

وتشهد الهند في الوقت الحالي موجة ثانية من إصابات كورونا، مما أدى إلى ارتفاع إجمالي الإصابات إلى حوالي 11.6 مليون إصابة.


وكان المعهد قد عقد شراكة مع شركة أسترازينيكا ومؤسسة جيتس وتحالف جافي العالمي للقاحات، وذلك لتصنيع ما يصل إلى مليار جرعة لتزويد الدول الفقيرة بها.


وقال المصدر؛ إن المعهد يعمل على زيادة طاقته الإنتاجية الشهرية إلى 100 مليون جرعة بحلول نيسان/أبريل وأيار/مايو، مما يتراوح بين 60 مليون و70 مليون جرعة في الوقت الحالي، مما يشير إلى أن الإمدادات قد تتحسن مستقبلا.


وكان من المقرر في الأصل أن يبيع المعهد اللقاح للدول المتوسطة والمنخفضة الدخل في آسيا وأفريقيا أساسا، لكن مشاكل إنتاجية في مواقع تصنيع أخرى لشركة أسترازينيكا أرغمته على شحن كميات لدول أخرى كثيرة لحساب الشركة البريطانية.


وحتى الآن، تبرعت الهند بثمانية ملايين جرعة وباعت حوالي 52 مليون جرعة إلى 75 دولة، أغلبها من لقاح أسترازينيكا الذي يتم تصنيعه في المعهد. واستخدمت الهند أكثر من 44 مليون جرعة منذ بدء حملتها للتطعيم في منتصف كانون الثاني/ يناير .