صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية في حراك العودة للاتفاق النووي مع إيران

رأى خبير نووي إسرائيلي أنه "ربما تكون إيران قد قصدت استخدام سياسة ترامب للمضي قدما بأسلحتها النووية"- جيتي

سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على الجهود الدبلوماسية خلال الأيام الأخيرة، الهادفة لعودة الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران، تزامنا مع اجتماع بين طهران والدول الموقعة على الاتفاق النووي (4+1) عبر تقنية الفيديو، لبحث الاتفاق وضمان تنفيذه.


وقال الخبير النووي الإسرائيلي أرييل "إيلي" ليفيت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، إن "تل أبيب تحلم في أحلام اليقظة مع تسارع إيران نحو الأسلحة النووية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحاول بشكل يائس إغراء طهران للعودة إلى الاتفاق.


وتابع ليفيت: "يجب على تل أبيب أن تطالب بتطبيق ضوابط وتوازنات، لتعويض أي مخاطر تنطوي على الخطوة الأمريكية المتوقعة بالعودة إلى الاتفاق النووي"، معتقدا أن "طهران اقتربت من امتلاك ترسانة نووية أكثر من أي وقت مضى".


وأضاف أن "إيران تمتلك الدراية الضرورية لبناء أسلحة نووية، وحتى الخبرة في مجال تكنولوجيا الصواريخ اللازمة لضمان إيصالها في نهاية المطاف"، مدعيا أن طهران تقوم حاليا بتخصيب اليورانيوم بسرعة فائقة، وتشغيل أجهزة طرد مركزي أسرع بكثير مما سيسمح لها بالوصول إلى أهدافها النووية في وقت قريب جدا.

 

سياسة ترامب


وأشار إلى أن إيران تخرق التزاماتها بموجب الاتفاقية، بذريعة انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وتقوم بعرقلة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة خطواتها، بل بدأت في إنتاج اليورانيوم الضروري في سباقها نحو القنبلة.

 

ورأى ليفيت أنه "ربما تكون إيران قد قصدت استخدام سياسة ترامب، للمضي قدما بأسلحتها النووية، أو ببساطة الاستفادة من الموقف للتقدم دون عوائق"، مستدركا: "لكن سيكون من المستحيل عكس اتجاه تقدم إيران في بعض المجالات، كما أن المرافق الإيرانية المختلفة التي شيدتها في السنوات الأخيرة، تجعل أي خيار عسكري صعبا للغاية".

 

اقرأ أيضا: مشاركة أمريكية باجتماع لأطراف الاتفاق النووي.. وإيران توضح


وأردف قائلا: "رغم العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب بلا هوادة، فإن طهران تعمل باستمرار على تحسين موقفها التفاوضي ضد الولايات المتحدة وغيرها، بينما تخفف واشنطن من مطالبها في محاولة يائسة على ما يبدو لإغراء طهران بالعودة إلى نوع من الاتفاق".


وذكر الخبير الإسرائيلي أن إيران رفضت التهديدات "الوقحة" للخيار العسكري التي أطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ما دفع الولايات المتحدة إلى مضاعفة جهودها للتوصل إلى نوع من الاتفاق، حتى وإن كان متهالكا.

 

الوقت الضائع


وبحسب تقدير ليفيت، فإن "إسرائيل تعيش في الوقت الضائع، في ظل الضغط المتزايد لإبرام صفقة جديدة مع الإيرانيين"، مضيفا أنه "من الجيد للإسرائيليين التأثير على المفاوضات من خلال حوار عملي ولكنه حازم".


وأردف قائلا: "لا جدوى من استمرار تل أبيب في مساعيها لدفن أي نوع من الحوار مع طهران، لذلك سيكون من الأفضل المطالبة بتنفيذ الضوابط والموازين، لتعويض أي مخاطر قد تنطوي على مثل هذه الخطوة".


وكانت الولايات المتحدة أعلنت الجمعة، أنها ستشارك في اجتماع الأسبوع المقبل للأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران.


وأعربت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها، نيد برايس، عن انفتاح واشنطن على عقد محادثات مباشرة مع طهران، وإن كان قد استبعد إجراءها في إطار اجتماع الأسبوع المقبل، المزمع عقده في فيينا.


بدوره، أوضح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في تغريدة بموقع "تويتر"، أنه لم يتم التخطيط لعقد اجتماع بين مسؤولين من بلاده والولايات المتحدة، مضيفا أن الهدف من جلسة فيينا سيكون "الانتهاء بسرعة من رفع العقوبات والإجراءات النووية من أجل الإزالة المزمعة لجميع العقوبات، يليها توقف إيران عن الإجراءات التصحيحية"، وفق تعبيره.