ملفات وتقارير

مصدر عسكري يمني يكشف ملامح تنسيق إماراتي إيراني ضد الشرعية

المصدر قال إن الإمارات عبر مليشيات طارق صالح تقوم بتوصيل الأسلحة والمقاتلين للحوثيين- تويتر

كشف مصدر عسكري يمني، الإثنين، عن ملامح جديدة من التنسيق بين دولة الإمارات وجماعة الحوثيين ومن خلفهم إيران، ضد قوات الجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليا.


وقال المصدر العسكري، في تصريح خاص لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه، إن القوات الحكومية تلحق الخسائر المتتالية بالمسلحين الحوثيين في أطراف مدينة مأرب (شرقا)، بينما تكفلت دولة الإمارات وعبر ذراعها طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، بتعويضها من خلال المقاتلين الذين ينشقون بصورة مستمرة، مؤكدا أن غياب أي إجراءات ومعالجات لهذه الأزمة التي تعصف بالتشكيلات التي يقودها طارق صالح يكشف "خيوط الترابط والتنسيق مع الحوثيين والأطراف الإقليمية الداعمة لهما".


وأضاف أن الحوثيين يخسرون كل يوم في مأرب، فيما نجل شقيق صالح الذي يقود مليشيات مسلحة في الساحل الغربي من محافظة تعز (جنوب غرب)، يقوم بإرسال تعزيزات بين الفينة والأخرى بتنسيق مع أبوظبي، بناء على التزام الأخيرة للإيرانيين بتوصيل الأسلحة والمقاتلين لحلفائها الحوثيين.


ويوم الأحد، أعلن الحوثيون انشقاق قائد عسكري بارز عن قوات طارق صالح المدعومة إماراتيا في الساحل الغربي، وانضمامه لصفوفها في صنعاء.


وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها الحوثية، أن ما يسمى "المركز الوطني للعائدين" استقبل، الأحد، بصنعاء ما يسمى مسؤول أمن المنطقة الجنوبية الغربية في الساحل الغربي التابع لقوات طارق صالح، العميد عادل الخبجي.


ونقلت الوكالة عن المسؤول الأمني المنشق قوله:" تعيش قوات طارق صالح وبقية التشكيلات التابعة للقوات المشتركة ( وات العمالقة والمقاومة التهامية) في وضع سيئ".


ويعد الخبجي، الذي وصل صنعاء منشقا عن صفوف مليشيات طارق صالح المسماة "المقاومة الوطنية"، واحدا من المؤسسين للمكتب السياسي الذي أعلن نجل شقيق صالح، أواخر مارس/ آذار الماضي.


ولم تصدر أي إفادة رسمية من "قوات طارق صالح" حول الأمر حتى الآن، ولم تعلق الإمارات.


وأكد المصدر العسكري اليمني أن موقف طارق صالح والفصائل المسلحة التابعة له ملتبس حتى الآن، ومن غير الممكن اليقين بأنها ضد الحوثيين.


وتابع : ولا أدل على ذلك من أن كثير من القيادات التي تتشكل منها تلك التشكيلات التي يقودها نجل شقيق صالح انشقت عنه، والتحقت بالانقلابين الحوثيين بشكل مخز، لم يحدث في التاريخ العسكري على الإطلاق.


وقال إن تنضم قيادات من الصف الأول لهذه القوات مع أفرادها وكتائب بأكملها بعدتها وعتادها إلى الحوثيين بشكل ممنهج ومرتب وعلى دفعات، يكشف الدور الخطير الذي يقوم به الإماراتيون عبر نجل شقيق صالح.


وتساءل قائلا: ما يعني أن تتحول معسكرات طارق صالح في مدن الساحل الغربي إلى مراكز للتدريب والتسليح والتموين الآمن، بعيدا عن الاستهداف، ثم العودة إلى قواعدها لدى الحوثي سالمة؟


وبحسب المصدر بالجيش اليمني، فإن هذه التشكيلات لا تتمتع بأي عقيدة قتالية، ولا تزال تقف في خندق واحد مع الحوثيين، وتواصل مسيرة القتال معهم، كما كان في السابق، قبيل مقتل الرئيس السابق علي صالح أواخر 2017.


وأوضح المصدر اليمني العسكري أن هذا التشكيلات غير الشرعية تمثل "أداة ضغط سياسي على السلطة الشرعية اليمنية، وتقوم بمهام استخباراتية وأمنية للإمارات، وترعى مصالحها فقط.


ووفقا للمتحدث ذاته، فإنه لا دور عسكريا لها على الإطلاق في مواجهة الحوثيين، ولن يكون لها أي دور في معارك تحرير ما تبقى من مدينة تعز، بعد اقتراب المعارك بين قوات الجيش ومسلحي الجماعة من نقاط تمركز تلك القوات في المديريات الساحلية.


ومطلع مايو/ أيار الجاري، أعلن الحوثيون انشقاق قائد كتيبة بمليشيات ما تسمى "حراس الجمهورية" التابعة لطارق صالح، العميد هيثم عريك، وعودته مع عدد من الضباط والجنود إلى صنعاء التي يسيطرون عليها.


وفي يوليو/ تموز من العام الماضي، أعلن قائد عسكري رفيع في مليشيات طارق صالح المدعومة إماراتيا، المتواجدة في جبهة الساحل الغربي، انشقاقه وانضمامه إلى الحوثيين.


وقال القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي، في منشور على صفحته "فيسبوك"، إنه تم استقبال اليوم العميد ركن عبد الملك الأبيض رئيس العمليات المتقدمة في جبهة الساحل الغربي، العائد إلى صف ما أسماه "الوطن".


وبين الحن والآخر، يعلن البخيتي انضمام العديد من القيادات العسكرية المحسوبة على قوات طارق صالح في محافظة الحديدة غربي البلاد، وانضمامهم لصفوف جماعته بصنعاء.


وفي الشهر ذاته، أعلن القيادي الحوثي البخيتي وصول قائد كتيبة الهندسة، رائد فواز محمد القلعي، مع جميع أفراد كتيبته من جبهة الساحل الغربي، وانضموا إلى جماعته. ومن حين لآخر، يعلن الحوثيون انشقاق جنود وضباط من هذه القوات وعودتهم إلى صنعاء، دون أن تصدر من قيادتها توضيحات حيال هذه الانشقاقات.


وتتألف هذه القوات من الحرس الجمهوري والأمن التابعين لنظام الرئيس اليمني الراحل صالح، وتتخذ من الساحل الغربي للبلاد مسرحا لها لقتال الحوثيين عقب انهيار تحالفهما في كانون الثاني/ ديسمبر 2017.


وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، أدلى بها قال قائد الحرس الثوري الإيراني، لواء حسين سلامي، الأسبوع الماضي، محذرا الإمارات بأن "عمليات اليمنيين إذا اشتعلت ضدها سيحدث فيها ما يحدث في السعودية".