ملفات وتقارير

لماذا تحولت اللد لساحة حرب في وجه الاحتلال.. وما أهميتها؟

مأساة اللد نموذج لما عانى منه الفلسطينيون لعقود تحت الاحتلال الإسرائيلي- تويتر

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا تحدث فيه عن الأسباب التي أدت إلى تحول مدينة اللد الفلسطينية المحتلة إلى ساحة حرب في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وأهمية هذه المدينة بالنسبة للاحتلال، والبعد التاريخي لها.
 
وقال التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إن المدينة، التي تسكنها أقلية عربية، تعيش حالة من التوتر بعد أن شهدت أياماً من الاحتجاجات والحرائق ومقتل أحد المتظاهرين الفلسطينيين.

 

وأشار إلى أن مدينة اللد لم تحظ بكثير من الاهتمام الدولي أثناء التصعيد المتسارع على مدى الأسبوع الماضي، الذي شهد تبادلاً للصواريخ والقذائف بين إسرائيل وغزة وقمعاً شديداً بحق المصلين والمتظاهرين في أنحاء القدس.

 

وتوقع التقرير أن تشهد مدينة اللد المزيد من العنف خلال الأيام المقبلة، على الرغم من إعلان حالة الطوارئ في هذه المدينة لأول مرة منذ نحو 55 عاما، لافتا في الوقت ذاته إلى الدعم الذي تقدمه شرطة الاحتلال إلى المستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين بالمدينة.

 

وفي ما يلي النص الكامل للتقرير:
 

راح القوميون الإسرائيليون المتطرفون، وبعضهم يحملون الأسلحة، يجولون في شوارع اللد يوم الأربعاء، بينما اعتدى الأوباش على مسجد في المدينة قبيل إعلان حظر تجول ليلي آخر فيها.
 
تعيش المدينة، التي تسكنها أقلية عربية، حالة من التوتر بعد أن شهدت أياماً من الاحتجاجات والحرائق ومقتل أحد المتظاهرين الفلسطينيين.
 
لم تحظ مدينة اللد بكثير من الاهتمام الدولي أثناء التصعيد المتسارع على مدى الأسبوع الماضي، الذي شهد تبادلاً للصواريخ والقذائف بين إسرائيل وغزة وقمعاً شديداً بحق المصلين والمتظاهرين في أنحاء القدس.
 
إلا أن المواجهات اندلعت داخل البلدة مساء الثلاثاء بين السكان الفلسطينيين من مواطني إسرائيل والإسرائيليين اليهود، حيث تعرضت السيارات والمباني للحرق، وأشعلت النيران في معبد يهودي واحد على الأقل.
 
زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المدينة تلك الليلة بعد أن أعلن عمدتها أنها تشهد حالة "حرب أهلية".
 
وكان قد سبق ذلك بأربعة وعشرين ساعة قتل رجل فلسطيني بالرصاص.
 
وبعد أن أعلنت في وقت مبكر حالة الطوارئ وألقي القبض على عشرات الفلسطينيين المحتجين قامت السلطات الإسرائيلية بفرض حظر تجول ليلي على المدينة يوم الأربعاء.

 

اقرأ أيضا: عمليتا طعن باللد.. واعتقالات واسعة بالداخل المحتل (شاهد)
 
هاجم قوميون متطرفون إسرائيليون المسجد العمري الكبير في اللد تلك الليلة، وانبعثت من مآذن المسجد صيحات استغاثة تهيب بالسكان المحليين حماية المبنى.
 
يظهر فيديو صوِّر في المدينة المواجهات بالقرب من المسجد بينما الناس في الداخل يصيحون ويفرون في حالة من الهلع.
 
وصفت مراسلة موقع ميدل إيست آي في وقت مبكر من اليوم حالة من القلق والتوتر الشديدين.
 
وقالت إنها سمعت إطلاق النار ورأت القوميين المتطرفين الإسرائيليين – وبعضهم يرتدون قمصاناً عليها أسماء وحدات في الجيش – يسيرون وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية، بينما يتجمع الشباب الفلسطينيون خارج المسجد. قال الفلسطينيون إنهم شكوا بأن العصابات الإسرائيلية كانت تخطط للهجوم على المسجد.
 
أحد الفتيان الإسرائيليين، عمره 21 عاماً واسمه نوعام، أخبر ميدل إيست آي بأنه جاء من أجل "الإقامة في بيوت الناس الذين غادروا لأنهم يخشون من العرب"، مضيفاً "تجمعنا من أجل التجول في أنحاء المدينة وإثبات أنها مدينة يهودية."
 
وقال في إشارة إلى الفلسطينيين: "أظن أن الوضع سيتغير فيما لو ردعناهم بقوة. عندما يصابون بالجنون كالحيوانات، فعندما تطلق النار على أحدهم في الصدر أو في الرأس، واحد فقط يكفي وسينتهي الأمر. فالشخص الذي يلقي بالحجارة ويسعى لقتل اليهود يستحق رصاصة في الرأس، ثم ستهدأ الأمور من بعد ذلك. الموت هو الذي يردع."

 

 

 

 

أثناء تجولها في الشوارع شهدت مراسلتنا جدلاً ساخناً بين امرأة فلسطينية وأحد الإسرائيليين، ورأت العديد من السيارات المحروقة من الليلة السابقة.
 
حظر التجول
 
حذرت مراسلة ميدل إيست آي من أن من المحتمل أن تشهد ليلة أخرى المزيد من العنف، وذلك على الرغم من أن الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد أخبر موقع ميدل إيست آي يوم الأربعاء بأن "قراراً استراتيجياً" قد تم اتخاذه لتفعيل حظر التجول ما بين الثامنة مساء والرابعة فجراً بالتوقيت المحلي (أي من الخامسة عصراً إلى الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش).
 
وقال: "لن يسمح للناس بالتواجد في الأماكن العامة، ولن يسمح للناس بمغادرة بيوتهم، ولن يسمح للناس بدخول المدينة."
 
وقال روزنفيلد إن المئات من ضباط شرطة الحدود – وهي عبارة عن ست عشرة وحدة احتياطية تنشر عادة في الضفة الغربية – قد تم نشرهم في المنطقة.
 
هذه هي المرة الأولى منذ عام 1966 التي تستخدم فيها السلطات الإسرائيلية قوانين الطوارئ ضد المجتمع الفلسطيني.
 
في إشارة إلى صواريخ حماس التي يتم إطلاقها من غزة، كجزء من تبادل إطلاق الصواريخ والقذائف بين حماس وإسرائيل والذي نجم عنه مقتل أكثر من 65 فلسطينياً بما في ذلك ستة عشر طفلاً، قال روزنفيلد: "تدعو الشرطة الجمهور إلى الانتباه إلى التهديد الذي تشكله الهجمات الصاروخية وإلى الاستماع إلى جميع الأوامر التي تصدر عندما يذهبون إلى المناطق الآمنة والملاذات الآمنة."
 
أكدت السلطات الإسرائيلية حتى الآن مقتل خمسة نتيجة للصواريخ التي تطلق من غزة باتجاه العديد من المدن الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب. اثنان من القتلى، أب وابنته الشابة، كانا فلسطينيين يقيمان في اللد، وذلك بحسب ما صرح به عمدة المدينة.
 
تسلسل زمني للأحداث الأخيرة
 
اندلعت الاحتجاجات في اللد يوم الاثنين، كما حصل في مختلف أرجاء إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة، ضد اجتياح قوات الأمن الإسرائيلية للمسجد الأقصى وهجماتها على المصلين والمحتجين في حي الشيخ جراح وفي ساحة باب العمود.
 
ثم، في وقت متأخر من مساء الاثنين، أطلقت النار على رجل فلسطيني في المدينة فلقي حتفه.
 
يظهر الرجل في مقطع فيدو انتشر على نطاق واسع وهو ملقى على الأرض ويحيط به مجموعة من الناس وهم يطالبون باستدعاء الإسعاف.
 
نقل موقع عرب 48، وهو موقع إخباري فلسطيني، عن مصادر محلية أن الرجل، واسمه موسى حسونة، قتله قومي متطرف إسرائيلي، بينما حملت صحيفة هآريتز المسؤولية لما وصفتهم بالسكان اليهود المسلحين الذين خرجوا يدافعون عن أنفسهم ضد المحتجين. أما الشرطة الإسرائيلية فأكدت حالة الوفاة دون أن تعطي أي تفاصيل.
 
نقل موقع عرب 48 عن عضو اللجنة الشعبية في اللد تيسير شعبان قوله إن القوميين الإسرائيليين أطلقوا النار بشكل عشوائي على جمهور من المتظاهرين الفلسطينيين. وقال إن المحتجين "خرجوا بشكل سلمي دعماً للمسجد الأقصى وأنهم فوجئوا برصاص الاحتلال ومستوطنيه."
 
فيما بعد كتب وزير الأمن الإسرائيلي عامير أوهانا عبر حسابه في تويتر يقول إنه أياً كان الذي أطلق النار على حسونة فلا ينبغي أن يلقى القبض عليه وطالب بإطلاق سراحه، وقال: "إن إلقاء القبض على مطلق النار وعلى أصدقائه في اللد، والذين يبدو أنهم كانوا يتصرفون دفاعاً عن النفس، لأمر مريع. حتى لو كانت هناك تفاصيل لم يتح بعد للجمهور الاطلاع عليها، فإن المواطنين الملتزمين بالقانون حين يحملون السلاح إنما يزيدون من قدرة السلطات على منع أي تهديد ودرء أي خطر. وإذا كان هذا ما حصل فلابد أن يطلق سراحهم. ويحسن بنظام إنفاذ القانون فعل ذلك."
 
كما طالب زعيم حزب يامينا نفتالي بينيت السلطات بإطلاق سراح المشتبه بهم.
 
وبحسب ما أوردته صحيفة هآريتز، كتب يوم الأربعاء يقول: "حقيقة أنهم في هذه اللحظة رهن التوقيف لأمر مجاف للعدالة ويبعث برسالة سيئة لأي واحد يحاول الدفاع عن نفسه. يتوجب على وزير الأمن العام وعلى الشرطة تطمين العائلات المحاصرة في بيوتها خوفاً من المشاغبين العرب الذين ينبغي أن يقدموا للعدالة."
 
بعد جنازة حسونة يوم الثلاثاء، اندلعت المواجهات ثانية بين السكان الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود. وقالت صحيفة هآريتز إنه بالإضافة إلى إشعال النيران بالسيارات وبمعبد يهودي أصيب رجل يهودي في السادسة والخمسين من عمره بجراح بليغة.
 
زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المدينة في المساء ووصف الأحداث بأنها "فوضى عارمة".
 
أرسلت الشرطة تعزيزات إلى المدينة صباح الأربعاء بحسب ما نشرته هآريتز.
 
وأخبر فلسطينيون في المدينة موقع ميدل إيست آي بأن التوترات الأخيرة تعبير عن سنوات طويلة من القهر والتمييز والكراهية – وحكاية حي الشيخ جراح هي حكايتهم أيضاً. فمنذ سنوات طويلة تقوم إسرائيل بإجبار الفلسطينيين في المدينة على إخلاء منازلهم.
 
وصف أحدهم الجو في المدينة بأنه "مثل ساحة الحرب"، وقال آخر بأن القوميين المتطرفين الإسرائيليين منعوه من التوجه إلى صلاة الفجر في الصباح الباكر، وهددوه بأنهم سيطلقون الرصاص على رأسه.
 
وحول العنف الذي يجري قال مفوض الشرطة كوبي شاباتي: "إننا نرى وضعاً في المدن المختلطة (اليهودية والعربية) لم نره من قبل، بما في ذلك حتى أحداث أكتوبر / تشرين الأول 2000." وذلك في إشارة إلى الأيام الأولى من الانتفاضة الثانية عندما تم إحراق مدرسة في اللد، وقتل إسرائيلي يهودي، وحاولت مجموعة من الناس إشعال النار في مركز الشرطة.
 
أما عمدة المدينة يائير ريفيفو فوصف المشاهد بأنها "ليلة كسر الزجاج في اللد"، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في إشارة إلى المذابح التي نفذت في ألمانيا النازية في 1938.
 
وصدرت عن رئيس إسرائيل روفين ريفلين عبارات مشابهة يوم الأربعاء، حيث وصف الأحداث بأنها "مذبحة" ينفذها "أوباش عرب متعطشون للدماء."
 
إلا أن الفلسطينيين في المدينة قالوا لموقع ميدل إيست آي إن ريفيفو معروف عنه إصدار مثل هذه العبارات المحرضة والعنصرية.
 
وكان موقع ميدل إيست آي قد نشر في عام 2017 تقريراً عن اقتحامه لأحد المساجد في المدينة لوقف الأذان ومنع بث صلاة عيد الأضحى من خلال السماعات.
 
ويظهر ريفيفو في مقطع فيديو وهو يقتحم المسجد في اللد برفقة الشرطة الإسرائيلية في محاولة لإغلاق السماعات.

 

اقرأ أيضا: إحباط إحراق المسجد الكبير باللد وهروب للمستوطنين (شاهد)
 
مدينة ذات رمزية
 
بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، مأساة اللد نموذج لما عانوا منه لعقود تحت الاحتلال الإسرائيلي – ولهذا فإن الأحداث هناك تكتسب أهمية إضافية. وكجزء من المنطقة التي احتلتها إسرائيل في عام 1948، أجبر آلاف الفلسطينيين على مغادرة المدينة ولم يعودوا إليها أبداً من بعد.
 
بحسب تعداد السكان الذي أجراه الانتداب الاستعماري البريطاني في عام 1922، كان تعداد سكان المدينة 8103 نسمة، منهم 7466 مسلماً، و926 مسيحياً و11 يهودياً. وكانت النسبة مشابهة تقريباً في تعداد عام 1931، وهو العام الذي جرى فيه الإحصاء التالي، وفي عام 1945 كان لا يوجد في المدينة سوى 20 يهودياً مقابل 15 ألف مسلم.
 
وفي عام 1947 ومع اقتراب موعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، صوتت الأمم المتحدة لصالح قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة يهودية وأخرى عربية، على أساس أن تكون اللد جزءاً من الدولة العربية.
 
ولكن مع انطلاق الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، استولت إسرائيل على الجزء الأكبر من الدولة العربية المقترحة بما في ذلك اللد والرملة المجاورة، ويافا، والقدس الغربية بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الضفة الغربية.
 
وبعد النكبة، تم بالقوة تهجير 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وجردوا من كل ممتلكاتهم وعقاراتهم فانتشروا في مخيمات اللجوء في مختلف أرجاء المنطقة، مما قلب التركيبة السكانية للمنطقة رأساً على عقب.
 
وانتهى المطاف بما يقرب من 78 بالمائة من الأرض تحت الهيمنة الإسرائيلية، بما في ذلك اللد والرملة.
 
كان إسحق رابين، الذي أصبح فيما بعد رئيساً لوزراء إسرائيل، قائداً عسكرياً في عام 1948، وقد وثق في جزء من مذكراته، كان قد حجب بأمر من الرقابة ثم كشفت صحيفة نيويورك تايمز، بعضاً من تجاربه في تلك الفترة، ويذكر جواب رئيس وزراء إسرائيل الأول دافيد بن غوريون على سؤال وجه له حول ماذا عساهم يفعلون بخمسين ألفاً من الفلسطينيين من سكان اللد والرملة الذين استسلموا. يقول رابين: "حرك بن غوريون يده في إيحاء، ثم قال أجبروهم جميعاً على الخروج."
 
وفي مقال مهم نشر في صحيفة ذي نيويوركر في عام 2013 اعترف المعلق الإسرائيلي آري شافتي بأن المئات من سكان اللد ذبحوا على يد الجنود الإسرائيليين بينما أجبر عشرات الآلاف على الخروج والسير باتجاه الضفة الغربية.
 
وخلص شافتي إلى أن بقاء المجتمعات الفلسطينية في تلك المناطق لا ينسجم مع نجاح إسرائيل كدولة يهودية.
 
وقال: "منذ البداية، كان هناك تناقض هائل بين الصهيونية واللد. لو أن الصهيونية أريد لها أن تبقى لما كان ينبغي أن تبقى اللد، ولو بقيت اللد على قيد الحياة فإن الصهيونية لن تبقى."
 
ثم عاد تعداد السكان الفلسطينيين في المدينة ينمو ببطء من جديد على مدى السنين. يبلغ تعداد سكان المدينة الآن 77 ألف نسمة منهم 47 ألفاً من اليهود بينما يعد الفلسطينيون من مواطني إسرائيل 23 ألفاً، وذلك بحسب ما ورد في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية. إلا أن السلطات الإسرائيلية ما لبثت طوال العقود الماضية تنفذ سياسات تبقي الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية.
 
وفي عام 2010 أقامت السلطات جداراً يفصل بين الأحياء اليهودية والعربية. وورد في تقرير لمنظمة هيومان رايتس واتش صدر في عام 2011 أن 70 بالمائة من المنازل الفلسطينية في المدينة بدون ترخيص، وهو أسلوب تتبعه السلطات، كما قيل، من أجل إكراه العائلات على إخلاء تلك المنازل وهدمها بأنفسهم.
 
في تصريح نقلته عنه منظمة هيومان رايتس واتش في 2011، قال إيلي ييشاي، الذي كان وزيراً للداخلية حينذاك، إن جلب خمسين ألف يهودي آخر إلى اللد هو "ما سينقذ المدينة ويبقيها. ولا يوجد لدي حل آخر."
 
وفي عام 2015، أشارت مجلة اسمها +972 إلى أن اللد نموذج لكثير من "المدن المختلطة" في مناطق الثمانية والأربعين التي تحولت فيها الأحياء الفلسطينية إلى غيتوات (أحياء معزولة ومحاصرة).