صحافة دولية

WP: البيت الأبيض يبحث طرق التعامل مع تغير حقبة نتنياهو

GettyImages- بايدن

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على التغيير الذي سيجري في القيادة الإسرائيلية على ضوء تشكيل حكومة جديدة، وطريقة التعامل معها من قبل الإدارة الأمريكية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إن التغير القريب في القيادة الإسرائيلية أدى إلى إعادة تفكير عاجلة في البيت الأبيض.


وشددت على أن سنوات حكم بنيامين نتنياهو الـ 12 والتي قاد فيها إسرائيل كيميني متطرف تقترب من نهايتها، ومعها فصل مضطرب وانقسامي في تاريخ العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية.


ولفتت إلى أن بايدن وفريقه وعدد من المشرعين والناشطين وطيف من جماعات المصالح يبحثون عن طرق للتكيف مع التغير، وما يعنيه للولايات المتحدة، حيث يرى بعض الديمقراطيين أن خروج نتنياهو يعبد الطريق أما تحول في العلاقات بعد تقاربه الوثيق مع الحزب الجمهوري.


وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ميتشغان أندي ليفين: "اتخذ بيبي نتنياهو قرارا لخلق واستغلال الانقسام الحزبي حول إسرائيل في الولايات المتحدة، وكان خطأ فظيعا لأن الدعم لإسرائيل يجب أن يكون من الحزبين" مضيفا أن "مغادرته تبعث على الارتياح العظيم".

وتقرب نتنياهو الذي قضى شبابه في أمريكا وافتخر بمعرفته الحياة في واشنطن من الإنجيليين الأمريكيين وابتعد عن اليهود الليبراليين في أمريكا واتخذ من علاقته مع ترامب وسيلة للحصول على ما يريد. بحسب الصحيفة.


ومن المتوقع خلال الأيام المقبلة أن يطاح به ويحل مكانه نفتالي بينيت، وهو متطرف آخر ولكنه قدم بعضا من الملامح البراغماتية، وسيشرف بينيت على تحالف ضيق وهش يضم حزبا عربيا وعبر عن رغبة في اتباع منهج وحدوي أكثر من نتنياهو. 


ولكن بينيت بحسب الصحيفة، غير معروف في واشنطن، ولم يعرف البيت الأبيض إن كان بايدن قد التقى به أم لا.

 

اقرأ أيضا: وزراء في حكومة "بينت- لابيد" يدعمون استئناف مفاوضات التسوية

وأضافت الصحيفة أن "الديمقراطيين أجبروا في السنوات الأخيرة على الموازنة غير المريحة بين الدفاع عن إسرائيل وانتقاد قيادتها. وكذا الموازنة بين دعم الدولة اليهودية وشجب معاملتها للفلسطينيين".

فيما يرى المحافظون في نتنياهو "شخصية قوية دافع عن إسرائيل وحملوا بايدن المسؤولية للضغط عليه كي يخفض التوتر في الحرب الأخيرة".


ويرى محللون في إسرائيل أن مناورات نتنياهو ربما أثمرت نتائج عندما كان الجمهوريون في السلطة، ولكن إسرائيل تدفع الثمن الآن. ويقولون إن بينيت قد يحاول إعادة التوازن للعلاقة.


وقالت شيرا إيفرون، الباحثة الإسرائيلية بمؤسسة راند إن "نتنياهو عمل السحر في واشنطن، ولا سؤال من أن دعمه للحزب الجمهوري كان سببا في تراجع دعم الديمقراطيين أو من يوصفون بأنهم أقل دعما لإسرائيل".


وأضافت أن التراجع في الدعم الحزبي لإسرائيل مسؤول عنه نتنياهو. وكان الشق الديمقراطي واضحا أثناء حرب غزة، حيث ضغط الجيل الليبرالي الشاب على بايدن للضغط على إسرائيل كي توقف قصفها غير المتناسب.


وتردد بايدن في البداية بالضغط على نتنياهو لكنه فوجئ بعمق الغضب على إسرائيل من داخل الحزب الديمقراطي، حيث تبنى الناشطون لغة العدالة والمساواة التي عبرت عنها حركة "حياة السود مهمة". 


وحاول بايدن العودة للموقف المحايد وإرجاع سياسات ترامب، حيث أعاد العلاقات مع الفلسطينيين وترك نتنياهو منتظرا أسابيع قبل أن يتصل به.


ورغم المشاكل التي تواجه نتنياهو منذ سنين، إلا أن الكثيرين في واشنطن اعتقدوا أنه سينجو من المشاكل كما فعل في الماضي، وخليفته بينيت معروف بمعارضته للدولة الفلسطينية المستقلة ويدعم ضم مناطق الضفة الغربية، لكن تحالفه هو خليط من المتطرفين وجماعات اليسار والوسط، وهو ما سيعقد من مهمة بينيت لاتخاذ مواقف متطرفة قد تغضب إسرائيل.


ويقول جيرمي بن عامي من مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية "جي ستريت" إن نتنياهو معروف بثقته في مواجهة الرئيس الأمريكي في السياسات مثل إيران. لكن قادة الائتلاف الجديد وإن كانوا يعارضون الاتفاقية النووية إلا أنهم لن يحاولوا تقويض المفاوضات الأمريكية مع إيران.


وكان وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في واشنطن يوم الأربعاء في زيارة مرتبة حيث طلب دعما بمليار دولار للقبة الحديدية، وقال إن التحول بات واضحا في الطريقة التي ستعبر فيها إسرائيل عن خلافاتها مع أمريكا.


وفي زيارته للمنطقة اجتمع وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع يائير لابيد زعيم المعارضة المكلف بتشكيل الحكومة حيث فسر الاجتماع بأن أمريكا باتت تعتقد أن أيام نتنياهو معدودة.