ملفات وتقارير

"جبل صبيح" بؤرة مواجهة مع الاحتلال.. وإرباك ليلي متواصل

يقع الجبل بين ثلاث قرى فلسطينية هي قبلان ويتما وبيتا جنوبي نابلس- الأناضول

يواصل الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، فعاليات "الإرباك الليلي" التي استلهموها من التجربة التي انتهجها الشبان في قطاع غزة.

 

ومساء الاثنين، اندلعت مواجهات، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال قرب البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس، خلال فعاليات "الإرباك الليلي" المتواصلة منذ أسابيع عدة.


وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي إلى جانب قنابل الصوت والغاز السام صوب الشبان.

ويلجأ الشبان إلى استخدام أشعة الليزر وأضواء الكشافات وإشعال الإطارات المطاطية كأحد أشكال الترهيب للمستوطنين إلى جانب إصدار الأصوات وترديد التكبيرات باستخدام مكبرات صوت يصل صداها إلى المستوطنين.

 

ويقع الجبل ضمن المنطقة "ج" التي نص عليها في اتفاقية "أوسلو"، حيث تشكّل تلك المناطق نحو 61% من أراضي الضفة الغربية، وتبلغ مساحته حوالي 430 دونما، ويسيطر المستوطنون حاليا على مساحة 20 دونما من أراضيه، معظمها لأهالي يتما وقبلان.

 

ويقع الجبل بين ثلاث قرى فلسطينية، هي قبلان ويتما وبيتا، جنوبي نابلس. وتعود ملكيته لفلسطينيين من القرى الثلاث، يملكون وثائق قانونية تثبت ذلك.

 

ومنذ عام 1985م، تسارعت إجراءات الاحتلال ومستوطنيه ومشاريعهم التهويدية للجبل، عبر نصب خيام وغرف متنقلة (كرفانات)، سعيا منهم للسيطرة عليه، وفرض سياسة "الأمر الواقع"، وإقامة مستوطنة دائمة هناك.

 

وتجددت الأطماع الاستيطانية في منطقة جبل صبيح الغني بالموارد المائية، منذ آذار/ مارس من العام الماضي.


وأقام الاحتلال والمستوطنون بؤرة استيطانية على الجبل في محاولة للسيطرة عليه وكمقدمة لإقامة مستوطنة كبيرة في المنطقة.

 

ويحاول المستوطنون فرض أمر واقع من خلال تسريع توسيع البؤرة وإقامة منازل خرسانية في المنطقة.

 

ومع اندلاع انتفاضة القدس والعدوان على غزة، انتهز المستوطنون تلك اللحظات، ليعودوا مجددا بحماية جيش الاحتلال إلى وضع منازل متنقلة ضمن خطة ترسيخ وجودهم بالأمر الواقع.

 

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن المستوطنين أقاموا أكثر من 20 "كرفانا" على سبعة دونمات من مساحة الجبل، مستغلين أحداث التوتر الأخيرة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

 

ويؤكد الفلسطينيون في القرى الثلاث، مواصلة فعالياتهم في منطقة الجبل، حتى إزالة البؤرة الاستيطانية وتواجد المستوطنين غير القانوني هناك.

 

وتعمل الجمعيات الاستيطانية بحماية من سلطات الاحتلال، على تكثيف سرقة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية في المناطق الجنوبية من محافظة نابلس، بهدف تعزيز فصل شمال ووسط الضفة عن جنوبها، لتكريس السيطرة على منطقة الأغوار.

 

كتائب القسام توجه التحية لـ"حراس الجبل"

 

ووجهت كتائب الشهيد عز الدين القسام، التحية لأهالي بلدة بيتا جنوبي نابلس.

ونشرت القسام صورا لعدد من مجاهديها في غزة وهم بكامل عتادهم العسكري ويحملون يافطة كتب عليها "أهلنا الكرام في بلدة بيتا التحدي والصمود، يا أبطال وحراس جبل صبيح، مقاومتكم في ظهركم وتعد للمعركة القادمة".

وأضافت كتائب القسام: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

وحمل عناصر القسام صورتي الشهيدين عيسى برهم وزكريا حمايل اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال في معركة تحرير جبل صبيح.

 

الخارجية الفلسطينية تندد

 

ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الاثنين، بإقدام سلطات الاحتلال والمستوطنين على إقامة بؤرة استيطانية عشوائية جديدة على قمة جبل صبيح، ومناطق أخرى.

 

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاحتلالية في الضفة الغربية المحتلة عامة وفي ثلاث مناطق حيوية: منطقة جنوبي بيت لحم ومسافر يطا، ومنطقة جنوبي نابلس والأغوار، عبر الاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية وسرقتها وقضمها بالتدريج لصالح تعميق الاستيطان.

ولفتت الخارجية، إلى أن سلطات الاحتلال أقدمت على إقامة بؤرة استيطانية عشوائية جديدة على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس، واستمرار عمليات تجريف الأراضي الفلسطينية بهدف تثبيت هذه البؤرة وشق شارع استعماري لخدمتها، إضافة إلى البؤرة العشوائية التي أقيمت على أراضي بلدة بيت دجن في نفس المنطقة والتي تلتهم آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وتحرم المواطنين حقهم في الوصول إليها واستخدامها.

 

وأقدمت قبل سنوات سلطات الاحتلال على إقامة بؤرة عشوائية في خربة السويدة بالأغوار الشمالية كواحدة من أربع بؤر استيطانية عشوائية بنيت على سلسلة جبلية مرتفعة مطلة على الأغوار تتمتع بموقع استراتيجي، وأصبحت اليوم مستوطنة زراعية بأبنية إسمنتية تسيطر عن ما يزيد على 25 ألف دونم من المراعي الفلسطينية.

وأكدت الخارجية أن عدم فرض عقوبات دولية على إسرائيل بسبب انتهاكاتها واستيطانها يشجعها على التمادي في نهب وسرقة الأرض الفلسطينية وتحدي إرادة السلام الدولية.