صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: السلوك البوليسي في القدس يخلق العنف

اقتحام الأقصى- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "التوترات الأمنية الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما أسفرت عنه من موجات عنف بسبب القدس، تهدد بالانتشار في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وبسبب العديد من العوامل، أهمها أنها متجذرة بعمق في قضايا التاريخ والهوية، وبعضها يتعلق بالوقت الحاضر".

وأضاف عيران تسدكياهو في مقال على منتدى التفكير الإقليمي ترجمته "عربي21"، أن "الأسباب العميقة لاندلاع العنف تعود إلى حقيقة أن القدس أساس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي القلب النابض للهوية الوطنية الفلسطينية، وتعتبر القدس والمسجد الأقصى الرمزين الأسمى للشعب الفلسطيني، وقدرتهما على توحيد قطاع غزة والضفة الغربية، وعرب النقب والجليل والمدن المختلطة، مع الشتات، وأجزاء من العالم العربي والإسلامي".

وأشار إلى أن القدس هي "المكان الذي اندلع فيه العنف السياسي منذ قرن، وترتبط أسبابه الأكثر إلحاحًا في هذا الوقت بالعمليات الجيوسياسية المتجذرة في القرن الحادي والعشرين، وهي استمرار للواقع المحدد الذي نشأ في القدس بعد الانتفاضة الثانية، خاصة عقب إقامة الجدار الفاصل، ونشوء فجوات البنية التحتية بين شقي القدس الشرقي والغربي في مختلف مجالات الحياة: التخطيط، البناء، هدم المنازل، التعليم، الصحة، الرفاه".

وأوضح أن "أنشطة جمعيات المستوطنين الساعية لتهويد الفضاء العربي في القدس سحقت المجتمع والقيادة السياسية في شرق المدينة، والمسجد الأقصى، وعملت على تآكل الوضع الراهن، والنتيجة أن القدس لديها كنز دفين من أسباب التوتر قد يندلع في أي لحظة، وكل ما تبقى معرفة مسألة التوقيت، رغم أن هذا الافتراض يغفل الأسباب العميقة للعنف في القدس".

وأضاف أن "حدثًا متقطعًا، شبه يومي، يحدث في مكان مقدس، وفي وقت مقدس، يكفي أن يؤدي إلى اندلاع العنف السياسي والوطني والديني والعرقي، ويمكن لهذا العنف أن ينتشر من القدس لجميع أنحاء البلاد، ويصبح حدثًا مهمًا على المستوى الوطني والتاريخي، ووفقًا لهذه الصيغة، فإن وضع سياج مؤقت في باب العامود في بداية شهر رمضان قد يؤدي إلى إطلاق صواريخ من غزة، رغم أن هذا السياج سبب مشكلة أعمق".

وأكد أن "المقدسيين ينظرون إلى الجانب الشرقي من المدينة على أنها أرض محتلة، وبالنسبة لهم فإن شرطة القدس هي قوة احتلال، حتى بالنسبة لهذه الشرطة، فإن الفلسطينيين ليسوا مواطنين تجب خدمتهم، بل عدو يجب تقييده، وردعه، ومقاتلته، كما أن باب العامود هو رمز القدس والمدخل الرئيسي للمسجد الأقصى، ويدخله المسلمون من جميع الأنحاء عبر وسائل النقل العام".

وأضاف أنه "بالنسبة للشباب المقدسيين الذين يعيشون في البلدة القديمة وما حولها، فإن الفضاء العام، لاسيما المكان الرمزي كالمسجد الأقصى وساحة باب العامود استمرار للمساحة الخاصة من جهة، والهوية الجماعية من ناحية أخرى، وهم ينظرون إلى الضرر الذي يلحق بهذا الفضاء الرمزي على أنه ضرر بمنزلهم الخاص، والهوية الجماعية للقدس وفلسطين والعرب والإسلام، كما حصل في البوابات المغناطيسية في 2017".


وأشار إلى أن "السبب الحقيقي للصراع لم يكن وضع شيء أو آخر، لكن الرمزية تقف وراءه، حول من يملك الأماكن المقدسة التي ترمز لملكية الروح والحقيقة التاريخية والانتماء، ومن له الحق بتحديد شكل الفضاء العام والرمزي فيها، باختصار فإن من ساهم بشكل حاسم في اندلاع العنف في القدس بهذا الوقت يتعلق بالسلوك البوليسي للشرطة الإسرائيلية، الذي جسد التعبير الرئيسي عن الرغبة بالسيادة الإسرائيلية في القدس".

وأكد أن "الشرطة الإسرائيلية في القدس تنفذ مهامها بحساسية، باعتبارها الهيئة المنوط بها استخدام القوة، لكنها تتصرف بقوة وعدوانية وعنف تجاه المقدسيين، ويذكرنا تواجدها بسلوك الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة أكثر مما يذكرنا بسلوكها في غرب القدس، وهكذا أصبح باب العامود في السنوات الأخيرة رمزا رئيسيا لعنف الشرطة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".