سياسة دولية

قاعدة الغزو الأمريكي "باغرام" في قبضة طالبان (شاهد)

وغالبا ما اكتفى رؤساء أمريكا المتعاقبون، منذ الغزو، بالبقاء في القاعدة لدى زيارتهم أفغانستان- جيتي

سيطرت حركة طالبان الأفغانية على قاعدة "باغرام" الجوية، شمال العاصمة كابول، التي شكلت المرتكز الأساسي للقوات الأمريكية وحليفاتها على مدار العقدين الماضيين.

 

وتوجت طالبان بذلك استعادتها السيطرة على البلاد من الغزاة الأمريكيين وحلفائهم في كابول، وسط غموض بشأن مستقبل أفغانستان، وما إذا كانت ستعود إلى نفق العزلة والاضطرابات، مع رفض الحركة المضي في النهج الديمقراطي الذي أديرت به البلاد على مدار السنين الماضية.

 

 

 

وغادر الجيش الأمريكي وقوات حلف الناتو القاعدة الجوية في 2 تموز/ يوليو الماضي، وتسلمت قيادتها قوات الحكومة الأفغانية المنهارة.

 

وأفادت طالبان بأن العديد من أفراد القوات الحكومية استسلموا لمقاتلي الحركة، فيما تم الإفراج عن آلاف المعتقلين في سجن باغرام. 

 

وخلال الأيام القليلة الماضية، احتفى مقاتلو "طالبان" بالسيطرة على عدد من المواقع العسكرية الحيوية، والاستيلاء على معدات عسكرية ثقيلة وتكتيكية، بما في ذلك طائرات ومركبات همفي.

 

 

 

وتقع القاعدة، الأكبر في أفغانستان، ببلدة تحمل الاسم ذاته، غير بعيد عن العاصمة كابول، وكانت قبل ذلك مطارا أنشئ في الخمسينيات من القرن الماضي إبان الحرب الباردة، عندما كانت المنافسة على أشدها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على النفوذ في البلد ذي الموقع الاستراتيجي.

وغالبا ما اكتفى رؤساء أمريكا المتعاقبون، منذ الغزو، بالبقاء في القاعدة لدى زيارتهم أفغانستان، لكن علاقة "باغرام" مع قادة الولايات المتحدة قديمة، وتعود إلى عام 1959، عندما حطت فيها طائرة الرئيس الأسبق، دوايت أيزنهاور، وكان في استقباله الملك، آنذاك، محمد ظاهر شاه.

 

 

ويبدو أن الأمريكيين ساروا على خطى السوفييت، ببدء الغزو انطلاقا من السيطرة على باغرام، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية كبيرة.

واتخذ الأمريكيون من باغرام مركزا للاعتقال والتحقيق، ومحطة لجمع معتقلين قبل نقلهم إلى "غوانتانامو"، سيئ الصيت.

واحتجزت القوات الأمريكية أعدادا كبيرة من المعتقلين في القاعدة، حتى وصفتها شبكة "سي بي أس" في تقرير لها، عام 2011، بـ"غوانتانامو آخر".