صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي: علينا التعلم من فشل أمريكا في أفغانستان

أكد الجنرال أن الخروج الأمريكي من أفغانستان سيترك أثرا عميقا على التجربة الاستراتيجية العالمية- جيتي

شدد مسؤول أمني إسرائيلي سابق، على أهمية أن تتعلم تل أبيب من الفشل الأمريكي الاستراتيجي في أفغانستان، محذرا من الارتباط بالقوى الفاشلة.


وأكد الجنرال عاموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "الخروج السريع للقوات الأمريكية والناتو من أفغانستان، سيترك أثرا عميقا على التجربة الاستراتيجية العالمية لفترة طويلة، ويمكن لإسرائيل أن تتعلم من ذلك بشكل فوري".


وذكر أن المفهوم الأول، أن الإسلام في شكل طالبان، هو "عدو خطير من الواجب إلحاق الهزيمة به قبل أن يتطور ليصبح تهديدا، ويمكن لجهاز الأمن الإسرائيلي أن يسجل لنفسه إنجازا هائلا في معالجة التهديد من هذا النوع في نطاق إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وخلق مساحة من التعاون الأمني مع الدول العربية السُنية".


وأوضح جلعاد، أن "تهديد التطرف في معظم الدول العربية يوجد تحت السيطرة، وفي مناطق حساسة مثل سيناء، تطوره لحجم تهديد استراتيجي توقف، والثمن، أن إسرائيل متهمة بين الحين والآخر بالتعاون مع أنظمة عربية ليست ديمقراطية"، منوها إلى أن "الأنظمة الديمقراطية لن تقوم في مدى عشرات السنين القريبة في الشرق الأوسط، لجملة واسعة من الأسباب".

 

المس بالأردن


ولفت إلى أن "إسرائيل ملزمة بالتعاون مع أنظمة يمكنها أن تضمن لها الاستقرار في الشرق الأوسط، والقدرة على التصدي المحسن للتحدي الإيراني بصفته التحدي المركزي".


وفي هذا السياق، رأى أنه "من الخير أن تغير إسرائيل سياسة الحكومة السابقة التي عملت على المس بالأردن في جملة مجالات حساسة، مع التأكيد، أنه ليس للمملكة الأردنية الهاشمية بديل كذخر استراتيجي من المصاف الأول لأمن إسرائيل، وهكذا بالنسبة لدول مثل مصر والسعودية، وحتى لو لم يتسع التطبيع لما بعد "اتفاقات إبراهيم" (شملت؛ الإمارات، البحرين، المغرب والسودان)، من الحيوي مواصلة تطوير أوجه التعاون الأمني المتنوعة".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: لماذا طلب كيري من نتنياهو زيارة أفغانستان سرا بـ2013؟


وأما المفهوم الثاني بحسب الجنرال، أن "لإسرائيل أفغانستان خاصة بها، ففي بداية الثمانينيات ارتبطت إسرائيل بالقوى المسيحية في لبنان، على قاعدة وهم عديم الأساس الواقعي أو الاستخباري، وبموجبه؛ هذه الخطوة ستؤدي لقيام لبنان كدولة قوية ومستقرة تنضم لمصر باتفاق سلام حار مع إسرائيل".


وتابع: "لقد غرقت إسرائيل في الوحل اللبناني على مدى عشرات السنين، ونجت منه بعد أن فشلت كل الأوهام السياسية، وخرجت ناجية بروحها، عبر انسحاب من طرف واحد، وبدا الأمر في نظرة للوراء، إشكاليا من ناحية تأثيره على صورة إسرائيل والارتباط المحتمل لاندلاع الانتفاضة الثانية، ولهذا يوجد درس واضح يكرر نفسه؛ محظور الارتباط بقوى فاشلة، لأن التحالف معها مثل بناء بناية على بنية تحتية متهالكة من رمال البحر".


ونوه جلعاد إلى أنه "في كل قرار مستقبلي يجدر بإسرائيل أن تتذكر النموذج اللبناني، الأفغاني والفيتنامي؛ فالقاسم المشترك في هذه النماذج هو السند المتهالك الذي يمكن بمعايير مهنية تشخيصه مسبقا بأنه هكذا، معتبرا أن "قرار الرئيس جو بايدن، هو نتيجة اعتراف متأخر بالفشل".

 

تنفيذ فاشل


ورأى أن "المشكلة تكمن في التنفيذ الفاشل للانسحاب، الذي بدلا من أن يكون منظما ومرتبا أصبح انسحابا مفزوعا، يبث سلبا على صورة قوة الولايات المتحدة في وجه جملة من الأعداء والخصوم، ونتيجة لذلك، من المهم الاستعداد لإمكانية أن تتوصل إيران إلى الاستنتاج بأن بوسعها أن تواصل مسار تطوير الخيار العسكري - النووي في ظل تخوف أقل من قدرات الرد أو الإنفاذ لدى الولايات المتحدة".


وقدر أن "إيران لن تضعف دعمها لبناء خيارات عنيفة في مواجهة إسرائيل، واحتمال أن يتضمن اتفاق ما هذا المجال الخطير، الآن بالذات، قريبا من الصفر"، منوها إلى أن "طهران، سواء وقعت أم لم توقع على اتفاق نووي، ستعزز طريقها الذي بموجبه هي جديرة بمكانة قوة عظمى إقليمية، وعداوتها في الجوانب العسكرية من شأنها أن ترتفع أكثر".


وأشار الجنرال إلى أن "هناك سؤالا آخر، يرتبط بالمكانة الدولية والقدرة الحقيقية للولايات المتحدة في بلورة زعامتها على العالم في وجه خصوم مثل الصين وروسيا، كما أنه يحتمل ألا يكون تأثير سيطرة طالبان مباشرا، ولكن إذا ما كان النظام هناك متطرفا، سيكون لذلك تأثير على باكستان، التي تملك 100 رأس متفجر نووي، لهذا توجد آثار لا بد على أي حال من أن نعود لنتناولها".


وخلص إلى أنه "على إسرائيل في هذا الوقت بالذات، أن تواصل تطوير وتنمية قدراتها العسكرية الاستراتيجية، مع إعطاء أولوية خاصة للعلاقات الاستراتيجية مع الدول العربية التي تتميز بالأنظمة المستقرة".