سياسة دولية

معهد واشنطن يدعو لدعم السيستاني بوجه مليشيات إيران بالعراق

المعهد دعا واشنطن وجهات دولية إلى اتخاذ تدابير غير مباشرة لتعزيز جهود أتباع السيستاني- أرشيفية

قال معهد واشنطن، إنه من الضروري أن يولي المجتمع الدولي المزيد من الاهتمام للتطورات في النجف، حيث تعمل الجماعات المدعومة من المرجع الشيعي، علي السيستاني، على مقاومة إيران بقوة، داعيا إلى دعم قوة ونفوذ الأخير.


ولفت المعهد، في تقرير للكاتب حمدي مالك، إلى أنه في 13 آب/ أغسطس، وفي خطوة علنية غير مسبوقة، أدان زعيم المليشيا العراقية، الشيخ حميد الياسري، الجماعات المسلحة المدعومة من إيران التي تنشط في بلاده، متهماً إياها بقتل محتجين سلميين، وسرقة أموال عامة باسم الإسلام الشيعي.


وشدد المعهد على أن هذه الإدانة  تعدّ مؤشراً واضحاً لا لبس فيه على اتساع الهوة بين المليشيات الموالية لإيران والألوية المؤيدة للمرجع الشيعي الأبرز في العراق، علي السيستاني، وهو صدع قد يضر بالنفوذ السياسي والشرعية المحلية لوكلاء طهران. 


والياسري ليس ناطقاً باسم السيستاني، لذلك لا يمكن اعتبار ما يقوله موازياً لأي تصريح صادر عن الأخير، ومع ذلك، فهو مؤتمن لدى السيستاني، وأحد أبرز أمنائه، و هو شخصية بارزة بشكل خاص، حيث إنه آمر "لواء أنصار المرجعية"، اللواء 44 في الحشد الشعبي، إحدى المليشيات الأربع التي تدور في فلك السيستاني.


ورغم أن هذه القوات هي رسمياً جزء من الحشد الشعبي، إلا أنها ترفض الخضوع لأوامر هيئة الحشد الشعبي التي تهيمن عليها إيران، وتخضع من الناحية العملياتية للجيش العراقي.


ويتبنى السيستاني فكرة احترام السيادة القومية، بحسب التقرير، ودائما ما يحثّ الشيعة على الاندماج في البلد الذي يدعونه الوطن، سواء أكان العراق أم غيره.

 

اقرأ أيضا: كيف قرأ محللون موقف السيستاني من أزمة "الحشد" والكاظمي؟

وتتناقض وجهات النظر هذه تماماً مع الرؤية العالمية للشيعية الثورية التي يتبناها النظام الإيراني، حيث تضع إيديولوجيته المركزية "ولاية الفقيه" أحكام المرشد الأعلى علي خامنئي فوق قرارات أي مسؤول مدني منتخب، سواء في إيران أو خارجها، ولهذا السبب تُعدّ السيطرة على النجف ومدارسها شرطاً أساسياً لأي هيمنة إيرانية على العراق. 


ومن الناحية العملية، قال المعهد إن الخلاف هذا وصل إلى ذروته حول إدارة المليشيات العراقية، فمنذ إنشائها في عام 2014، هيمنت الجماعات الموالية لإيران على قوات الحشد الشعبي التي تعامل "العتبات" المؤيدة للسيستاني بشكل سلبي.


ورأى المعهد أنه ومن خلال عدم التقيّد بتوجيهات هيئة الحشد الشعبي والتحالف مع الفصائل التي لم تخضع لطهران، وعلى وجه التحديد السيستاني ومدرسة النجف والجيش الوطني، تساهم "العتبات" في درء أي خطط للوكلاء للاستيلاء على العراق بشكل تدريجي بالطريقة التي يهيمن بها "حزب الله" على لبنان. وخلال المرحلة القادمة، بإمكان هذه الوحدات وغيرها من مؤيدي السيادة الوطنية العراقية أن تلعب دوراً حاسماً في ضمان عملية انتقالية سلمية، والحفاظ على النظام في النجف عندما يحين موعد تعيين "مرجع" جديد.


ودعا المعهد الإدارة الأمريكية، وجِهات فاعلة دولية أخرى، للنأي بنفسها عندما تدور المناقشات الدينية بين الشيعة، أو اتخاذ تدابير غير مباشرة لتعزيز جهود أتباع السيستاني.

 

وتابع: "يمكن دعم أتباع السيستاني بشكل غير مباشر من خلال وزارة الدفاع، ويجدر بالمجتمع الدولي تشجيع الحكومة وقوات الأمن العراقية على تعزيز علاقاتها مع قوات المرجع الشيعي، ومساعدتها على زيادة قدراتها العملياتية.