ملفات وتقارير

خاص: مدير أوقاف القدس غادر للأردن على وقع غضب فلسطيني

زبارقة: "جميعنا يعلم الدور الذي قام به عزام الخطيب في الكثير من محطات المسجد الأقصى.. وهذا ليس سرا"- أرشيفية

كشف مصدر مطلع في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، لـ"عربي21"، أن السلطات الأردنية استدعت مديرها، محمد عزام الخطيب، إلى عمّان، على وجه السرعة، وسط غضب فلسطيني إزاء عمله وممارساته.

 

وأكد المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أن مدير الدائرة غادر القدس فعلا باتجاه عمان يوم الثلاثاء وسط تكتم شديد على سبب استدعائه بهذه السرعة.

وتوقع المصدر أن تتخذ السلطات الأردنية قرارا بإعفاء الخطيب من مسؤوليته لتنفيس احتقان الشارع المقدسي الذي عبّر بوضوح عن نقمته العارمة على أداء الرجل ودائرة الأوقاف إزاء تصاعد اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى مؤخرا، ولا سيما إقامة الصلوات اليهودية العلنية والجماعية في المسجد من دون أي تحرك فعال من الدائرة وموظفيها وحراسها الذين يبلغ عددهم المئات.

 

وكان الخطيب قد عمم في 28 تموز/ يوليو ٢٠٢٠ أمرا بمنع الموظفين من نشر أخبار الأقصى إلا بإذن رسمي منه، ما شكل بداية للتشكيك واسع النطاق بأدائه.

وشهدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة للخطيب والأردن بصفته الوصي على المسجد الأقصى؛ بسبب ما قال النشطاء إنه تقصير فاضح ومقصود من الدائرة ومديرها ومرجعيتها في المملكة، بما "يؤدي إلى التفريط بالأقصى الذي أشعل الفلسطينيون من أجله ثورات وهبات عديدة، كان آخرها المعركة التي اندلعت في رمضان الماضي".

ويتهم نشطاء مقدسيون وفلسطينيون ومهتمون بقضية الأقصى في أكثر من بلد، عزام الخطيب بإضعاف دور الدائرة والضغط على حراسها ومنعهم من نشر أي خبر يتعلق بالأقصى أو تصوير اعتداءات المستوطنين أو التعرض لهم أثناء اقتحاماتهم بهدف منع حصول توتر في الأقصى لا يرغب فيه الاحتلال الإسرائيلي.

ورأى المصدر المطلع أن السلطات الأردنية تأخذ بعين الاعتبار حملة الانتقادات القوية للخطيب وأداء الدائرة والأردن، خاصة أنها جاءت هذه المرة من طيف عريض من الفلسطينيين والعرب والمسلمين وهيئات ومسؤولين أردنيين سابقين.

 

وأكد المصدر أن عزام الخطيب هو جزء من المشكلة التي يجب معالجتها مع الأردن كدولة وليس مع الأشخاص فقط، كون مسؤولي الأوقاف ينفذون سياسة المملكة الأردنية المتصلة بالأقصى.

 

وفي تعليقه على ما ورد في تصريح المصدر الخاص، قال المحامي المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى، خالد زبارقة، إن "الملك عبد الله، بما أنه الوصي على المسجد الأقصى وهو وريث الوصاية الهاشمية المعروفة منذ 1924 وحتى اليوم، فإنه يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في الأقصى وما يجري من تهاون في إدارة الأوقاف". 

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "الجميع كان يتابع ما يحدث داخل المسجد الأقصى، وهناك الكثير من الحديث عن الأدوار التي قام بها مسؤولون في الأوقاف الإسلامية بالقدس؛ سواء مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أو أدوار أخرى تسهل وتكرس سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، أو إتاحة المجال للمستوطنين للقيام بطقوس تلمودية داخل الأقصى، وهذه معلومات معروفة لكل أهل القدس". 

ونبه زبارقة إلى أن "الكثير من الأحداث التي حصلت في السنوات الأخيرة، أظهرت على السطح كثيرا من المعلومات الخطيرة التي تتعلق بأوقاف القدس وعقاراتها ومقدساتها وعلى رأسها الأقصى المبارك".

 

وأضاف: "نحن كمتابعين للأحداث في القدس والأقصى، نطالب الملك عبدالله بالقيام بدوره في الحفاظ على الوصاية، وهذه الوصاية لها ثمن، وهو حماية المسجد الأقصى المبارك من أي عبث واعتداء؛ سواء من أي موظف من موظفي الأوقاف أو من إجراءات الاحتلال الأخيرة التي شاهدها الكل بالبث الحي المباشر". 

وأكد أن "الأحداث (انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى والصلوات التلمودية.. الخ) ما زالت مستمرة ولم تنته، وهي مرشحة للتصعيد"، متسائلا عن "حقيقة الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك". 

وعن دور الخطيب في إدارة المسجد الأقصى وإمكانية إقالته من منصبه، قال: "جميعنا يعلم الدور الذي قام به عزام الخطيب في الكثير من محطات المسجد الأقصى؛ وهذا ليس سرا"، مشددا على أهمية العمل على تحقيق "تغيير جذري في سياسة المملكة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها سياسة الملك في المسجد الأقصى". 

وحذر المحامي المختص من أنه "في حال لم تتغير سياسات الأردن في المسجد الأقصى المبارك، فإن الأمور مرشحة لمزيد من عمليات التهويد".